الغد-عامر خطاطبة فاقمت الظروف والمحاذير المتزامنة مع التفشي المجتمعي لوباء كورونا، من أوضاع مزارعي وحرفيي محافظة عجلون، وذلك لعدم تمكن جمعيات داعمة لهم من إقامة معارض لمنتجاتهم، كانت تساهم، وفق تأكيداتهم، بتسويق جزء لا بأس به من منتجاتهم. ودعوا إلى أن يتم إيجاد آليات مناسبة تراعي اشتراطات السلامة والوقاية لإقامة معارض وأسواق دائمة، تمكنهم من تسويق معروضاتهم الزراعية والحرفية، والإسراع بإنشاء سوق دائم لهذه الغاية. وأكد حسين خطاطبة، أن الكثير من مزارعي الزيتون، ومع قرب انتهاء الموسم بدؤوا يعانون من مشكلة تسويق مادة الزيت، مؤكدا أن إيجاد سوق دائم لعرض المنتجات الشعبية والزراعية المحلية والحرف اليدوية، التي تشتهر فيها المحافظة، سيساهم في تسويق الفائض من المنتجات الزراعية، وبالتالي يحد من انتشار البسطات على الطرق، ويوفر أماكن مناسبة لعرض المنتجات، التي يضطرون إلى عرضها في أماكن غير مناسبة كأطراف المجمعات المخصصة للحافلات. وأكد أن معارض المنتجات الزراعية تعد فرصة للمزارعين والجمعيات في المحافظة، لترويج وتسويق أنواع عديدة من فائض المنتجات الزراعية والغذائية على مدار العام كالزيت والزيتون والفاكهة والخضراوات بأنواعها والعسل. ويقول رئيس جمعية جبل عجلون الخيرية محمد القضاة، إن مركز تطوير الأعمال BDC، نظم الأسبوع الماضي دورة تدريبية في مقر الجمعية تحت عنوان “التسويق وعرض المنتجات”، مشيرا إلى انه تم عرض منتجات المتدربات على التسويق ، مع مراعاة شروط الصحة والسلامة العامة والتباعد الجسدي وارتداء الكمامات والتعقيم في ظل ظروف جائحة كورونا. وأكد أن الجمعية لديها العديد من الشراكات والتعاون مع مختلف القطاعات الخيرية والتعاونية والتنموية، إلى جانب ما تعقده من دورات في مختلف المجالات الصحية والتمكين الاقتصادي وادارة المشاريع. وقال إن مؤسسات عجلونية تحاول إقامة ودعم معارض لتلك المنتجات، بهدف مساعدة المزارعين والجمعيات لتعويض خسائرهم، إلا أن هذه المعارض غير دائمة، مشيرا إلى أن مهرجان الزيتون والمنتجات الريفية العجلونية الذي أقامته مؤسسة إعمار عجلون الموسم الماضي لفترة محددة أثبت جدواه، ما يتطلب إدامة هذه التجربة التي توفر للمرأة العجلونية الفرصة لمساعدة أسرتها، من خلال مشاركتها الفاعلة في المعارض، ومحاولة إيجاد دخل مناسب من خلال عرض المنتجات والمواد الغذائية المختلفة والأعشاب المجففة ومواد التجميل والمعجنات. وتقول أم أحمد، إنها قررت تحدي ثقافة العيب من خلال العمل بإنتاج عدد من المنتجات الشعبية العجلونية المميزة، كالفطاير والزلابيا والمأكولات المختلفة وبعض أنواع المنتجات الأخرى، كدبس الرمان والعنب والخروب وغيرها. ويؤكد أحمد فريحات، أن هذه المعارض تشكل فرصة مناسبة لصغار المزارعين والجمعيات لعرض منتجاتهم المحلية وتسويقها بأسعار مناسبة، مشيرا إلى أن محافظة عجلون أصبحت تتميز بمنتجات ذات جودة عالية كالزيت والعسل والثمار المجففة وأنواع عديدة من الأعشاب الطبية، معربا عن أمله بإقامة مثل هذه المعارض في مناطق المحافظة المختلفة مع الالتزام بجميع الاشتراطات الصحية في ظل تفشي فيروس كورونا. ويقول رئيس مجلس إدارة إعمار عجلون المحامي علي الفريحات، إن المؤسسة حاولت الموسم الماضي ومن خلال برامجها ودعمها للمزارعين المساهمة بتسويق المنتجات العجلونية وإيجاد أسواق حقيقية، لتسويق الزيت العجلوني داخل وخارج المملكة، وكذلك لتشجيع الأسر العجلونية والمزارعين على العمل بهذه المنتجات، مؤكدا ان توفير سوق دائم سيحد من انتشار البسطات وعرض المنتجات على الطرق والأرصفة والساحات العامة والمجمعات. يذكر أن أحد المعارض أقيم في منطقة مجمع الباصات بسوق بلدية عجلون لبضعة أيام العام الماضي، وبمشاركة أكثر من 70 جمعية وأسرة، عرضوا عددا من المنتجات العجلونية، ومن أبرزها زيت الزيتون ومنتجات الزيتون المختلفة، إضافة الى المنتجات العجلونية الأخرى. يذكر ان بلدية عجلون فازت العام الحالي بمشروع “سوق الريف السياحي” على مستوى بلديات المملكة، وذلك بعد تأهل 12 بلدية من أصل 26 بلدية ضمن مشروع الخدمات البلدية والتكيف الاجتماعي للمنافسة على منحة صندوق المنح الابتكارية. وأوضح رئيس البلدية المهندس حسن الزغول حينها، ان البلدية فازت بمنحة تقدر بحوالي 613 ألف دينار مقدمة من عدة جهات مانحة بإشراف من البنك الدولي، حيث فازت منها 9 بلديات عن المشاريع بقيمة 7 ملايين دولار. وأضاف انه تم تخصيص أرض من وزارة الزراعة بمساحة 10 دونمات بموافقة من رئاسة الوزراء لإقامة السوق الدائم، مشيرا إلى أن المشروع مقدم من حكومات المملكة المتحدة وكندا وهولندا والوكالة الأميركية للتنمية الدولية لتطوير قدرات البلديات المشاركة وتعزيز دورها التنموي في المجتمعات المحلية. وبين ان المقترح يتضمن إقامة صالة بيع المنتجات المحلية والأكشاك وساحات البازارات الموسمية وكافتيريا ومقهى، مبينا انه سيوفر 31 فرصة عمل دائمة لأبناء المجتمع المحلي. وكانت وحدة التنمية المحلية في البلدية بينت أن المشروع يهدف بشكل أساسي لتسويق المنتجات الغذائية والحرفية للمرأة الريفية، من خلال إنشاء سوق دائم في المحافظة لتوفير الوقت والجهد والمال بدلا من مشاركتها بالمعارض الموسمية خارج المحافظة.