عجلون: مزارع حقلية بإنتاج ذي جودة عالية تشغل مئات المزارعين
الغد – عامر خطاطبة
أكد مزارعون واختصاصيون زراعيون، أن التوسع في إنشاء المزارع الحقلية في محافظة عجلون، يسهم في مساعدة المزارعين على الاستثمار في أنواع من الزراعات بطرق حديثة، وبالتالي تحسين أوضاعهم المعيشية، والمساهمة في التنمية الزراعية، ما يستدعي التوسع بها وزيادة أعدادها سنويا.
وقالوا إن وجود 20 مزرعة حقلية في محافظة عجلون، يستفيد منها مئات المزارعين، يشكل عاملا مساعدا في التنمية الزراعية، من خلال التوسع بزراعة أصناف عديدة من الأشجار المثمرة ورعايتها بطرق حديثة، وحمايتها من الأمراض وتصنيع الفائض من ثمارها.
ويقول المستفيدون من تلك المزارع الحقلية، إن هذه المدارس لها انعكاسات إيجابية على المنتج، من خلال طرق التقليم وأصناف الأشجار والعمليات الزراعية، إضافة الى الطرق الحديثة في تسويق المنتج، مشيرين إلى الجهود الكبيرة للكوادر البحثية والإرشادية، خصوصا فيما يتعلق بأشجار العنب.
ودعا محمد الصمادي، إلى التوسع بدعم زراعة الأشجار المثمرة والأصناف المحسنة، مع الحفاظ على الأصناف ذات القيمة التسويقية العالية التي ترفد الاقتصاد الوطني.
وتقول إحدى المشاركات في المدارس الحقلية والتصنيعية كوثر الزغول، إن مشاركتها في هذه المدارس غيرت النمط المعيشي لها، من خلال إيجاد مصدر دخل للأسرة والعمل بطريقة تشاركية مع سيدات المنطقة وتسويق منتجاتهن في المعارض والمهرجانات والمحلات الصغيرة.
وأكدت أهمية التشبيك مع الجهات ذات العلاقة لتبادل الخبرات الفنية والعلمية لخدمة المزارعين والنهوض بالقطاع الزراعي، خصوصا فيما يتعلق بتطوير سبل زراعة وإدارة أشجار البساتين بهدف تعزيز الأمن الغذائي، والإسهام في بناء وتعزيز قدرات المنتجين المحليين.
ونفذ قسم الإرشاد الزراعي في مديرية زراعة عجلون، العام الماضي، 4 مدارس حقلية زراعية استفاد منها 76 مزارعا ومزارعة.
وقال مدير زراعة المحافظة المهندس رائد الشرمان، إن المدارس الأربع تم تنفيذها في مناطق ذات تخصصية في نوع الزراعات الحقلية؛ حيث تم تنفيذ مدرسة زعتر في بلدة حلاوة واستفاد منها 20 مزارعة، ومدرسة رمان في بلدة باعون واستفاد منها 20 مزارعة، ومدرسة عنب في عجلون واستفاد منها 16 مزارعا ومزارعة، ومدرسة زيتون في كفرنجة واستفاد منها 20 مزارعا ومزارعة.
وبين أنه تم تنفيذ هذه المدارس بدعم من “إيفاد” و”جدكو” بالتعاون مع المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي ومديرية الزراعة في المحافظة.
وقال المهندس المشرف على المدارس مضر الصمادي، إن إنشاء المدارس الحقلية جاء بهدف تعريف المزارعين بأفضل الممارسات الحقلية الصحية الجيدة لزيادة الإنتاج، ما يسهم في زيادة دخل الأسرة، لافتا إلى أنه تم عقد دورات ولقاءات ميدانية وأيام حقلية للمستفيدين من هذه المدارس لإطلاعهم على أفضل الممارسات نظريا وعمليا وتنظيم حملات رش في تلك المدارس لمكافحة بعض الآفات الزراعية.
يذكر أنه نفذ في المحافظة خلال الأعوام الثلاثة الماضية العديد من المدارس الحقلية الزراعية استفاد منها مئات المزارعين والمزارعات.
وكان المركز الوطني للبحوث الزراعية أنشأ 20 مدرسة حقلية بالتعاون مع “جيدكو” في المناطق المستهدفة بمحافظة عجلون؛ حيث استفاد منها زهاء 350 من مزارعي الزيتون والعنب والرمان والتفاح، إضافة إلى ابتعاث 6 مزارعين من عجلون لدول العالم للاطلاع على تجربة الدول الأخرى، وتنفيذ 70 ورشة عمل خلال العامين الماضيين خدمة لمزارعي المحافظة.
كما أقيمت للمستفيدين في المحافظة أيام علمية للأشجار المثمرة بالتعاون مع فرع نقابة المهندسين الزراعيين في عجلون، ومديرية الزراعة وبلدية عجلون الكبرى وأصحاب معاصر الزيتون.
وتركزت تلك الأيام على أهمية توظيف مخرجات البحث العلمي وإطلاع المزارعين على واقع زراعة الأشجار المثمرة في الأردن وأهم التحديات التي تواجه زراعة الأشجار المثمرة والحلول وطرق الوقاية والمكافحة والعمليات الزراعية السليمة.
وأكد القائمون على هذه الأيام أهميتها ودورها في تعزيز الوعي الزراعي والاهتمام بقطاع الزراعة، ما ينعكس إيجابيا على المستوى المعيشي للمواطنين، من خلال دعم المنتجات الزراعية المحلية وآلية تسويقها وتحسين إنتاجيتها، مع ضرورة التركيز على قطاع الأشجار المثمرة وآلية تحسينه وتسويقه وسبل حمايته من الأمراض التي تفتك به كون المحافظة تتمتع بجودة هذا الأشجار والمناخ الملائم لزراعتها.
وكان المسؤولون في المركز الوطني للبحوث الزراعية تفقدوا مشاريع مدارس المزارعين الحقلية بمحافظة عجلون، بهدف متابعة نشاطات مشروع التنمية الريفية والتشغيل- محور مدارس المزارعين الحقلية بنوعيها الحقلية والتصنيعية.
وأكدوا حرص المركز على الاطلاع على إنجازات مشاريع المدارس الحقلية على أرض الواقع وانعكاسها على المزارعين والمجتمعات الريفية والمرأة في عجلون.
وأوضحوا أن التقنيات الحديثة في هذه المدارس لها انعكاسات على زيادة القيمة المضافة على الإنتاج كما ونوعا وتحسين الجودة في المنتج وتقليل الفاقد من الإنتاج، إضافة الى انعكاسها على المرأة الريفية وإدخال منتجات ريفية غير تقليدية وتحسين المنتجات التقليدية.
وأكدوا أن هذه المشاريع حدت من ممارسات قديمة وتبنت تقنيات جديدة انعكست آثارها على الإنتاج، إضافة لإيجاد دخل تكميلي للأسر الريفية وتوسيع التسويق محليا.