عجلون : موسم الحصاد موروث اقتصادي واجتماعي(مصور)
انجاز – الاء ابو هليل
يكتسب موسم حصاد القمح والشعير في محافظة عجلون لونه من انعكاس أشعة الشمس على امتداد المساحات المزروعه التي تحمل معها بشائر الخير والعطاء.
ويعتبر عدد من المزارعين في المحافظة هذا الموسم جانب من الموروث الاقتصادي والاجتماعي المأخوذ عن الآباء والاجداد ونمطا تراثيا عريقا بالرغم من قلة المساحات المزروعة بتلك الحبوب الا انها تساهم في توفير عائد اقتصادي لهم ولاسرهم ويخفف من الالتزامات المترتبة عليهم وعلى كلف زراعة الارض وما تتطلبه من حراثة وسماد وغيرها .
وقال الفلاح رسمي الزغول إن المزارعين ينتظرون هذا الموسم بفارغ الصبر رغم كمية المحاصيل المتواضعة التي يجنيها الاهالي بيد أن أهميتها تكمن في ما تمثله من تأثير حقيقي ومباشر على حياتهم التي كانوا يعتمدون فيها على حبوب القمح بشكل أساسي في غذائهم وفي مقايضتها بسلع آخرى.
وأضاف الزغول أن الطرق التقليدية المستخدمة في جني هذه الحبوب يعد إحياء لهذا التراث العريق كونه يمثل مردود اقتصادي في الوقت الحاضر و فرصة مناسبة للأجيال لاطلاعهم على ما كان يقوم به أجدادهم في الماضي وكيف كانوا يمارسون حياتهم التي امتزجت فيها قساوة الطبيعة وقلة الموارد وصعوبة العيش وقدرتهم على تجاوز المعوقات بتكاتفهم وتعاونهم وكيف أنهم تأقلموا مع تلك الحياة الصعبة للحصول على لقمة العيش في مناطق شديدة الوعورة .
وبين المزارع عبدالكريم فريحات أن موسم الحصاد جزء مهم من الموروث الاقتصادي والثقافي والشعبي للسكان حيث تتناغم هذه العناصر مع الطبيعة لتصنع ملحمة جميلة ورائعة من العمل الدؤوب المتواصل لتحقيق النجاح دون كلل أو ملل .
واشار ان اهم ما يميز هذا الموسم هو العمل الجماعي وحرص جميع افراد الاسرة وعدد من الاقارب للمشاركــة في هذه التظاهرة الاقتصادية والاجتماعية والتراثية رجالا ونساء وأطفالا وهو ما يرسم صورة حقيقة لمدى تلاحم الأسر قديما وتقديرهم قيمة التعاون التي كانت عرفا سائدا آنذاك.
ودعا المزارع محمد العنانزه وزارة الثقافة الى تخصيص مهرجان يعنى بالإرث الاجتماعي المتمثل بالحصاد كجزء من الثقافة الأردنية الشعبية التي تربى عليها الاجيال .
–