عجلون : موسم الزيتون مصدر رزق للعائلات ويوفر فرص موسمية للمتعطلين
انجاز-ناديه العنانزه
يشكل موسم قطاف الزيتون في محافظة عجلون مصدر رزق للعديد من العائلات الفقيرة كما يساهم بتوفير فرص عمل للمتعطلين تعينهم على تحمل تكاليف الحياة ومشقتها من خلال استئجار مزارع الزيتون من مالكيها وقطفها والاستفادة من بعض ثمارها ببيعها وعصر ما يتبقى لاستخراج الزيت منه.
وتنتظر كثير من العائلات الأردنية الفقيرة موعد قطاف الزيتون سنويا بفارغ الصبر كونه يوفر فرص عمل موسمية لها يعينها على توفير الحد الأدنى من متطلبات المعيشة لبعض الوقت.
ويشهد موسم الزيتون في المحافظة نشاطا اقتصاديا من ناحية الحركة التجارية لشراء الزيت اذ يؤم المحافظة عدد كبير من الأهالي من محافظات المملكة المختلفة لشراء الزيت العجلوني المعروف بأصالته وجودته .
وطالب عدد من ابناء المحافظة بالعمل على تشديد الرقابة على معاصر الزيتون في المحافظة خاصة التي تقع بالقرب من ينابيع المياه لضمان عدم تلوثها من مخلفات الزيبار والحفاظ على صحة وسلامة المواطنين .
وقال الشاب المهندس احمد العنانــزه انه تخرج منذ سنوات من الجامعة ولم يعثر على أي فرصة عمل دائمة مشيرا انه يقوم بالعمل في قطف الزيتون مقابل اجر تساعده في اعالة نفسه واسرته .
واشار الشاب محمد شويات ان شجرة الزيتون علامة فارقة ومميزة لكثير من المناطق ويعتبر قطافها إضافة لكونه حدثًا اقتصاديا مهما للمزارعين فهو موسم للفرح وإحياء الطقوس الشعبية والتراثية.
واكد المزارع ابراهيم شعبان أن العمل في قطف الزيتون متعب وشاق ويتواصل طوال ساعات النهار لكنه مجز ويعتبر من أفضل الأعمال في قطاع الزراعة مشيرا أن تجارة الزيتون باتت رائجة والمواطنون يقبلون على شراء كميات كبيرة والحصول على زيت نقي صاف بحيث يشترون الزيتون من الأسواق ويعودون به إلى المنزل لتنقيته من الأوراق والسيقان ثم ينقلونه إلى المعاصر لعصره وضمان حصولهم على زيت خال من الغش يكفيهم لاستخدام العام كله.
ودعت عضو جمعية سيدات راجب التعاونية ابتسام فريحات الجهات المعنية الى اهمية التركيز على المهرجانات والمعارض الدائمة لاستغلالها في تسويق المنتوجات من زيت الزيتون والكبيس وغيرها وبالتالي تحسين العائد الاقتصادي وتحقيق التنمية في ظل محدودية الامكانيات وانتشار الفقر والبطالة .
بدوره اكد مدير زراعة عجلون المهندس حسين الخالدي اهمية هذا الموسم للمزارعين و العائلات مبينا ان المديرية تكثف جولاتها على المعاصر للتاكد من مطابقتها لشروط الصحة والسلامة العامة وان الرقابة مستمرة على المعاصر حتى انتهاء موسم الزيتون .
واشار أن هناك لجنة للسلامة والبيئة في دار المحافظة تراقب أداء المعاصر طيلة فترة الموسم من حيث الأماكن المخصصة لمادة الجفت وضمان التخلص من مادة الزيبار والتي تشكل خطورة على المياه الجوفية والمزارع المجاورة من خلال تفريغ برك واسعة تستوعب كميات كبيرة.
ودعا الى اهمية عدم الاسراع في قطف ثمار الزيتون مبينا ان الموعد الأمثل للقطاف هو عندما تكون الثمار قد نضجت واكتمل بحيث تكون الزيت فيها وبالتالي يضمن المزارع الحصول على كمية ونوعية الزيت أفضل ما يمكن.
وبين ان القطاف المبكر لثمرة الزيتون له تأثير سلبي على كمية ونوعية الزيت معاً فالقطاف المبكر يعطي فرصة للتخزين الأفضل للزيت أكثر من القطاف المتأخر كما أن الزيت يكون أقل عرضة للتحلل ويحتوي على كمية أكبر من المركبات الفينولية بعد وصول الثمار إلى مرحلة النضج التام ويصبح من السهل فقدان الخصائص الحسية للزيت التي تقاس بعملية التذوق.
وقال مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية الدكتور نزار حداد ان المركز يقيم وبشكل سنوي مهرجان وطني للزيتون ليكون نافذة تسويقية وفرصة لضيوف الأردن للإطلاع على المنتجات الريفية الاردنية من منتوجات ثمار الزيتون مبينا ان المركز أطلق منصة لتسجيل المشاركين في مهرجان الزيتون الوطني الثاني والعشرين ومعرض المنتجات الريفية ليتمكنوا من المشاركة في مهرجان الزيتون الوطني والذي يعد الأضخم في تاريخ المعارض الزراعية الأردنية.