عميد الصحافة محمود الكايد:رحل مودعا الراي والوطن
كتب – حسين دعسة
سبع سنوات مرت على رحيل محمود الكايد « ابو عزمي» ، عميد الصحافة ، ومع غيابه فقدت الصحافة الاردنية الكثير ،فقد كانت حياته من توازنات صنعت قدرته على التواصل مع القارئ والجمهور الواسع.
غاب الكايد و شيع على الاكتاف ظهر يوم الثلاثاء 1حزيران 2010 حمل النعش الى مثواه الأخير ، مودعا الراي والوطن ، وهو الصحفي الذي حمل وزراء ورؤساء وزارات من سدة الصفحات القوية ،الوطنية ل» الراي».
..والناظر الى رحلة «ابو العزم» من النشأة الأولى الى مثواه في مقبرة العيزرية ، حيث مسقط رأسه بمدينة السلط ، يرى حالة انسان تجمل بالحب والمحبة ، عاش صفي القلب ،متجدد الإيمان بالأردن الدولة والحضارة النابعة من الناس ، مهيبا ومنافحا عن الحق والنور، لا يهاب إلإ قوة القلم وهو من حمل مشروعه وصفاء نفسه عبر ما كان يخط بمداد اخضر من لون زيتونات السلط وماحص والفحيص والشوبك والكرك واربد، لهذا كنا نعرف قوة اللون وصلابة الخط فكم من تاريخ وتحولات حملت تلك اليد الصحفية الحانية.
وفي ذكراه نستذكر ما كانت فرادته ونظرته الى حياة الاعلامي والصحفي في الاردن والبلاد العربية،وقد كان شخصية انسانية فريدة في فهم الآخر والحوار والخلق والقيم النبيلة والعمل والعطاء.
..وهو برغم الرحيل المؤلم كان و-اصبح- نموذجا لجيل من الكتاب والصحفيين، مشجعاً على الثبات في الموقف ومناصرة لكل من عمل معه في «الراي» وجمع بين عشق الوطن والسياسة والمجتمع والادارة، وكان دائم الراي وصانع المواقف منافحا عن مراحل كثيرة مرت بها القضية الفلسطينية ،مؤمنا بعدالتها، مناضلا من أجل تحريرها،مدافعا عن حقوق الشعب الفلسطيني في المهجر والشتات وداخل فلسطين.
ولد محمود الكايد في مدينة السلط عام 1933، حيث نشأ وترعرع ودرس في مدرسة السلط الثانوية، وفيها كوّن خلفية سياسية تأثر فيها بالمعلمين في المدرسة، فانتسب للحزب الشيوعي. وقاده نشاطه الحزبي إلى الاعتقال عدة مرات، لا سيما في فترة الاضطرابات السياسية التي اشتعلت في الفترة (1953-1957)، إلى أن أطلق سراحه ومجموعة من الشيوعيين من معتقل الجفر في عام 1965 بموجب قانون العفو العام في عهد حكومة الشهيد وصفي التل، ليلتحق بالعمل في دائرة المطبوعات والنشر.
وفي الرأي، قاد ثورة مهنية وتقنية وضعت اسم الصحيفة كواحدة من أهم الصحف على مستوى المنطقة،.
بسبب آرائه في الصحافة التي كانت تغضب المسؤولين، أُقصي الكايد عن رئاسة تحرير «الرأي» ورئاسة مجلس إدارتها مرتين: «الأولى عام 1988 في حكومة زيد الرفاعي بموجب تعليمات الإدارة العرفية لعام 1967،وبعد سنة جاءت حكومة مضر بدران وألغت القرار، فيما كان الإقصاء الثاني كان في العام 1998، بعد أن عمل رئيسا لمجلس الإدارة ورئيسا لهيئة التحرير في الفترة (1986-1998).بالإضافة إلى عمله الصحافي في «الرأي»، انتخب الكايد نقيبا للصحافيين لثلاث دورات، وكان مديرا عاما للاتحاد الوطني، وعضو لجنة تنفيذية في الاتحاد، وعضو لجنة الميثاق الوطني.
دخل الكايد الحكومة وزيرا للثقافة في عهد رئيس الوزراء الأسبق علي أبو الراغب بين عامي 2000-2001، وبعدها تقاعد بعد مسيرة حافلة في خدمة الوطن، تقلّد خلالها وسام الاستقلال من الدرجة الأولى ووسام الحسين للعطاء المتميز من الدرجة الأولى، وميدالية الحسين للتفوق الصحافي.
ومن مؤلفات الراحل كتاب:»خارج النص/ صور قلمية لشخصيات لها حضورها»
كما صدر له كتاب:«اولئك الراحلون » ، وفيه لخص عشقه لعديد الاحباء ممن احبهم وكتب عنهم،»