كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن صخور سلطنة عمان «تتميز بسمة خاصة تُمكنها من إزالة ثاني أكسيد الكربون الذي يسبب احترار الأرض، من الهواء وتحوّله إلى حجر»، ما يساهم بشكل كبير في السيطرة على ظاهرة «الاحتباس الحراري» التي تتقدم اهتمامات كبرى دول العالم البيئية.
ونقلت الصحيفة في تقرير نشرته أمس (الجمعة) بعنوان «صخور عُمان قد تنقذ كوكب الأرض»، عن عالم الجيولوجيا الأميركي بيتر بي كيليمن قوله: «نظرياً، يمكن لهذه الصخور تخزين الانبعاثات البشرية من ثاني أكسيد الكربون لمئات السنين»، مشيراً إلى أن ذلك «لن يكون سهلاً لكنه ليس مستحيلاً».
ومن الظواهر الغريبة التي لاحظها كيليمن أن «عروق معادن الكربونات البيضاء تجري في ألواح الصخور الداكنة مثل الدهن الذي يزين قطعة اللحم ويجعلها تشبه الرخام، وهذه الكربونات تحيط بالحصى والحجارة، محولة الحصاة العادية إلى فسيفساء طبيعية، وأيضاً مياه الينابيع المتجمعة في الصخور تتفاعل مع ثاني أكسيد الكربون لإنتاج قشرة كربونية تشبه الجليد، والتي إذا تكسرت فإنها تتشكل مرة أخرى في غضون أيام، وعندما تعود المياه إلى التلامس مع الهواء تتجمد طبقة رقيقة من الكربونات على سطحها».
ووفق التقرير الذي أرفق عدداً من الصور الجوية لتضاريس عُمان، فإن «العلماء لاحظوا أنه إذا كان من الممكن تسخير هذه العملية الطبيعية التي تسمى تمعدن الكربون، وتسريعها وتطبيقها بكلفة زهيدة على نطاق واسع، فمن الممكن أن تساعد في مكافحة تغير المناخ، ويمكن للصخور أن تزيل بلايين الأطنان من ثاني أكسيد الكربون الحابس للحرارة، والذي يضخه الإنسان في الهواء منذ بداية العصر الصناعي».
ويضيف التقرير أن «ما يفكر فيه كيليمن وآخرون فعلياً هو إزالة ثاني أكسيد الكربون الموجود في الهواء، لوقف أو عكس الزيادة التدريجية في تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجو».
وتُعرف ظاهرة «الاحتباس» بأنها ازدياد في درجة الحرارة السطحية المتوسطة في العالم مع زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان، وبعض الغازات الأخرى في الجو، وهذه الغازات تسمى بغازات الدفيئة لأنها تساهم في تدفئة سطح الأرض. (الحياة)