إنجاز – ايمن سلامة البركات في الذكرى السابعة عشرة لوفاة والدي الحبيب سلامة محمود البركات – ابو ايمن – يرحمه الله رحمة واسعة ،
تستيقظ في الذكرى اليوم وكل يوم أليك والدي الحبيب شوقا ومحبة وعرفانا بالجميل ، وأذكر ذاك الصوت الذي جاءني بكل الشغف والتوق منك ليلة وفاتك 26\6\2007 “وكأنه اليوم ” بكل الحنو والدفء والأنتظار لعودتي من السفر وكنت قد أستكملت كل أشيائي للحضور الى الاردن عندما كنت أعمل هناك بالبحرين مستشاراً ثقافيا في السفارة الاردنية :
تأخذنا الحياة في مشاغلها وأنشغالاتها الكبيرة والصغيرة ، ولكن تظل يا أبي أنت وأمي آيقونة الأشياء الغالية والعزيزة على قلوبنا كل العمر وذاك الترياق المعتق حتى آخر نبضا منا ، وأنتما عطر ومسك أحاديثنا وذكرياتنا معكما كل العمر ، والوقت الجميل الذي لا نمل الحديث به عنكما لأبنائنا.. كنت مساء أمس خارج نفسي ، متسربلاً ببحار الوهن من وجعا يلازمني منذ زمن ويزيد ، من أخمص القدمين حتى مفرق الشعر ، فأسلمني الصبح الى نداء حميم بكل تجلياتة وألق الحضور الباهر … قلت يا الله من أين لي بهذا الصوت الغالي على القلب أنه يغوص في شراييني ويذبحني كسكين اللهفة … تقاذقت الذكريات والأيام ، وأنداحت حمماً في روحي ، وأنكشفت من ظلمتها الأشياء ، وكان صوتك والدي الحبيب كما هو صوت أمي الحبيبة وأنتما في أعماقي راحلة الألم التي أحملها في سري وفي غيابي وفي ضعفي وفي أمتدادي .
تخدعني كلماتي أليك اليوم يا أبي ، فلا الحرف سالك في دمي فاطلقة كالسهم كي لا يقتلني في نحر شرودي ولا الطقس مهيأ للفرح ، وأبنائي يا أبي وقد تخرجوا من جامعاتهم وآخرهم غاليتي ” غاليا ” آخر العنقود التي استكملت متطلبات التخرج قبل أيام بنجاح وتفوق من كلية الصحافة والإعلام بجامعة اليرموك .. ماذا أقول وأنا الذي غادرتني قواي منذ رحيلك وصرت ذابلاً كدمعة يتيم …. وانا المطعون في خاصرتي والمثخن بنزيفي حتى حدود الشهقة .
أكتب اليك يا أبي بدم حراق عن وجع يسكنني ولو أستطعت لأختصرت مفردات الحياة شوقاً اليك بكل التوق السرمدي والعرفان بالجميل كل العمر .
يرحمك الله والدي رحمة واسعة ونحن نستذكرك كل لحظة ـ ونسألك ربي رب العرش العظيم ان توسع لأبي وأمي في قبرهما مد بصرهما وان تغسلهما من الذنوب وأن تدخلهما الجنة مع الصالحين والصديقين الشهداء أنك نعم المولى ونعم المجيب …