السلام على معاذ في صباحات العيد
كتب : محمد عبدالكريم الزيود
يمرّ عام على استشهاد البطل المقدم معاذ الدماني الحويطات وصحبه من شهداء أحداث السلط، تمرّ الذكرى الأولى وصباحات العيد عامرة بالفرح، لكن عطر الشهداء لم يغادر طرق السلط والفحيص ونقب الدبور، وأن فتية مرّوا من هنا وحملوا أرواحهم على كفوفهم وسكبوها فداء للوطن، ورسموا اسماءهم نشامى في سجل التضحيات، يمرّ عام وحبر قصائدهم لم يجفّ بعد مثل شعر البنات المبلول في أول صباحات المدرسة، لكن يا معاذ ما قيمة الحبر أمام دمك، وما قيمة كلماتنا أمام تضحياتكم.
تمرّ صباحات العيد على أمهات الشهداء، ينهضنّ والقلوب مجروحة، وعطر الأبناء لم يغادر البيوت، وحدهنّ الأمهات يصلينّ الفجر ويسكبنَ القهوة السادة والدمع ساكن في العيون، والأصابع تلامس السبحة والألسنة تلهج بالدعاء أن من كان في أحضانهن يوما هو في السماوات الآن، لكن تبقى الأمهات وحدهنّ دون خلق الله يأملنّ أن يطرق الغائب الباب يوما.
سلام على معاذ الدماني وعلى صحبه، وعلى راشد وسائد وعلى كل الفتية الشهداء وهم يصعدون نحو السماء، الرصاص في الصدور حاملين دمهم وقد “أوفوا العهود” وحلفوا على المصحف والدم أن تبقى هذه البلاد طاهرة، وأن سجل البطولات لم يغلق منذ أول شهيد على تراب الأردن الحارث بن عمير الأزدي وحتى آخر جندي نام تحت التراب.
في صباحات العيد نسلّم على الشهداء، وعلى الأمهات الصابرات، وعلى جوان راشد الزيود وكندة سائد المعايطة وعلى إلياس معاذ الدماني وعلى كل أبناء وبنات الشهداء المزروعين بيارق عز على جبين الوطن .