تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الثلاثاء، عن داء كرون المعروف باسم التهاب الأمعاء الإقليمي، وهو مرض التهابي مزمن يصيب الجهاز الهضمي.
ووفق نشرة المعهد تؤدي هذه الحالة إلى التهاب وتهيج الجهاز الهضمي وخاصة الأمعاء الدقيقة والغليظة، ويمكن أن يكون داء كرون مؤلمًا ومنهكًا، وقد يؤدي أحيانًا إلى مضاعفات تهدد الحياة.
وبينت النشرة الأسباب المحتملة لمرض كرون، وأعراضه داخل الجهاز الهضمي وخارجه، إضافة إلى الفحوصات والإجراءات التي يتبعها الطبيب لتشخيص الداء، وأنواع العلاجات التي قد يوصي بها.
ما الذي يسبب مرض كرون؟
على الرغم من وجود العديد من النظريات حول أسباب مرض كرون، لم يتم إثبات أي منها. ومع ذلك، هناك فائدة في فهم الأسباب المحتملة لهذا المرض وكيفية تفاعلها مع بعضها بعض وفهم أعراض المرض وتشخيصه وعلاجه بشكل أفضل. يعتقد العلماء أن داء كرون ناتج عن مجموعة من هذه العوامل:
– مشاكل الجهاز المناعي: ربط العلماء بين مشاكل الجهاز المناعي ومرض التهاب الأمعاء، بما في ذلك مرض كرون. عادةً ما تدافع خلايا الجهاز المناعي عن الجسم ضد الميكروبات الضارة (البكتيريا والفيروسات والفطريات والمواد الغريبة الأخرى) التي دخلت إليه. لسبب ما، فإن المصابين بداء كرون لديهم جهاز مناعي يتفاعل بشكل يفوق الوضع الطبيعي، ولا تتوقف الاستجابة الالتهابية ببساطة. مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي الالتهاب المزمن في الجهاز الهضمي إلى تقرحات وإصابات أخرى في الأمعاء.
– عوامل الوراثة: الإخوة والأخوات والأطفال وآباء الأشخاص المصابين بمرض التهاب الأمعاء، بما في ذلك مرض كرون، هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض. نحو 10 ٪ إلى 20 ٪ من الأشخاص المصابين بداء كرون لديهم فرد واحد على الأقل من أفراد الأسرة مصاب أيضًا بالمرض. حدد العلماء جينًا مرتبطًا بمرض كرون، وتبين أن الأشخاص المصابون بداء كرون لديهم هذا الجين المتحور ضعف عدد الأشخاص غير المصابين بالمرض.
– العوامل البيئية: قد تساعد العوامل البيئية في تحفيز داء كرون مثل دخان السجائر ومواد أخرى.
الأعراض:
– أعراض الجهاز الهضمي:
يمكن أن يؤثر مرض كرون على أي جزء من الجهاز الهضمي، من الفم حتى فتحة الشرج. وبينما تختلف الأعراض من مريض لآخر، فهناك بعض الأعراض المشتركة لالتهاب الجهاز الهضمي الناجم عن مرض كرون، وتشمل ما يلي:
1. الإسهال المستمر.
2. نزيف في المستقيم.
3. الإحساس بتقلصات وآلام في البطن.
4. الشعور بعدم اكتمال إفراغ الأمعاء والإمساك الذي يمكن أن يؤدي إلى انسداد الأمعاء.
– الأعراض خارج الجهاز الهضمي:
يمكن أن يسبب مرض كرون أعراضًا جهازية خارج الجهاز الهضمي تؤثر على صحتك العامة ونوعية حياتك وتشمل:
1. احمراراً أو ألماً في العين أو تغيراً في الرؤية.
2. تقرحات الفم.
3. تورم المفاصل وألمها.
4. مضاعفات الجلد، مثل النتوءات أو القروح أو الطفح الجلدي.
5. حمى، وفقدان الشهية، وفقدان الوزن، وإعياء، وتعرقاً ليلياً.
6. اضطراب في الدورة الشهرية الطبيعية.
7. هشاشة العظام.
8. حصى الكلى.
9. مضاعفات نادرة في الكبد، بما في ذلك التهاب الأقنية الصفراوية الأولي وتليف الكبد.
– كما قد يسبب مرض كرون مضاعفات خارج الجهاز الهضمي إذ يمكنه أن يؤثر على صحتك العامة ويسبب مشاكل طبية أكثر خطورة مثل: تأخر النمو والتطور عند الأطفال.
– الشقوق الشرجية (Anal fissures) وهي عبارة عن تمزقات في بطانة الشرج، والتي يمكن أن تسبب الألم والنزيف خاصة أثناء حركات الأمعاء.
– الناسور (Fistula) الناجم عن الالتهاب وهو قناة غير طبيعية تتكون بين جزء من الأمعاء وآخر، أو بين الأمعاء والمثانة أو المهبل أو الجلد. تعتبر النواسير أكثر شيوعًا في منطقة الشرج وتتطلب رعاية طبية فورية.
– حدوث تضيق في الأمعاء نتيجة الالتهاب المزمن (Stricture).
– سوء التغذية: فقد يُصعِّب الإسهال وآلام البطن والتشنجات عليك تناول الطعام أو على أمعائك امتصاص العناصر الغذائية الكافية للحفاظ على التغذية.
– الإصابة بفقر الدم بسبب نقص الحديد أو فيتامين (ب 12) الناجم عن المرض.
– سرطان القولون: تزيد الإصابة بداء كرون من خطر الإصابة بسرطان القولون.
تستدعي الإرشادات العامة لفحص سرطان القولون للأشخاص غير المصابين بداء كرون إجراء تنظير للقولون كل 10 سنوات بدءًا من سن 50. اسأل طبيبك عما إذا كنت بحاجة إلى إجراء هذا الاختبار في وقت أقرب وأكثر تكرارًا.
تشخيص كرون:
لا توجد نتيجة اختبار واحدة كافية لطبيبك لتشخيص مرض كرون. سيبدأ طبيبك باستثناء أي أسباب أخرى محتملة لأعراضك.
ثم قد يستخدم طبيبك عدة أنواع من الفحوصات لإجراء التشخيص، تشمل ما يلي:
– يمكن أن تساعد اختبارات الدم في البحث عن مؤشرات معينة للمشاكل المحتملة، مثل فقر الدم والالتهابات.
– يمكن أن يساعد اختبار البراز في اكتشاف الدم في الجهاز الهضمي.
– قد يطلب طبيبك إجراء تنظير داخلي للحصول على صورة أفضل للجزء الداخلي من الجهاز الهضمي العلوي.
– قد يطلب طبيبك تنظير القولون لفحص الأمعاء الغليظة.
– تعطي اختبارات التصوير مثل الأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي لطبيبك تفاصيل أكثر من الأشعة السينية العادية. يسمح كلا الاختبارين لطبيبك برؤية أفضل لمناطق معينة من أنسجتك وأعضائك الداخلية.
– من المرجح أن يحصل طبيبك على عينة من الأنسجة أو خزعة، يتم أخذها أثناء التنظير الداخلي أو تنظير القولون لتحديد أي تغيرات مجهرية قد تكون حدثت في أنسجة الأمعاء.
بمجرد أن ينتهي طبيبك من مراجعة جميع الاختبارات اللازمة واستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى لأعراضك، فقد يستنتج أنك مصاب بمرض كرون.
العلاج:
قد يوصي مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بواحد أو أكثر من هذه العلاجات: المضادات الحيوية، والأدوية المضادة للإسهال، والأدوية البيولوجية المانعة لإستجابات مناعية محددة، والحصول على التغذية التي تحتاجها، والستيرويدات، والجراحة.