طلب الأردن من الاتحاد الأوروبي النظر في تقديم قرض ميسر جديد إلى المملكة بقيمة 500 مليون يورو خلال العام 2019-2020.
وقالت وزارة الخارجية الأردنية، “تمت مراجعة التزامات الاتحاد الأوروبي في إطار اتفاقية أولويات الشراكة والمتضمنة تقديم منح بقيمة 183.65 مليون يورو خلال العام الحالي، لدعم تنفيذ برامج في مجالات الحماية الاجتماعية وتطوير القطاع الخاص ودعم الإبداع لنمو المؤسسات وتوفير فرص التشغيل والتعليم ودعم الشباب والإصلاحات الاقتصادية والإدارة المتكاملة للحدود”.
وسيوفر الاتحاد مبلغ 71.62 مليون يورو مع نهاية العام الحالي “كدفعات للخزينة وتمثل دفعات من منح لبرامج قائمة في مجالات التمويل الأصغر والطاقة المتجددة والتعليم والنفايات الصلبة ومهارات التشغيل والاندماج الاجتماعي ودعم سيادة القانون وتطوير القطاع الخاص”، وفقا لوزارة الخارجية.
وأضافت في بيان، “تم استعراض المنح المتوقعة من الصندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي استجابة للأزمة السورية، صندوق مدد، البالغة حوالي 83 مليون يورو لدعم عدد من المشاريع في قطاعي التعليم والصحة”.
وكان الاتحاد الأوروبي وافق على تقديم قرض ميسر ضمن برنامج المساعدة المالية على المستوى الكلي للأردن بقيمة 200 مليون يورو، وسيتم صرف الجزء الأخير منه بقيمة 100 مليون يورو، خلال الفترة القادمة.
وزير الخارجية أيمن الصفدي الذي ترأس جلسة مجلس الشراكة الأردني مع الاتحاد الأوروبي الثالثة عشرة المنعقدة في لوكسمبورغ، قال إن “حجم التمويل لخطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية للعام 2019 لم يتجاوز 111 مليون دولار، في حين أن متطلبات الخطة تصل إلى حوالي 2.4 مليار دولار”.
وأضاف “الأردن وصل إلى أقصى طاقته الاستيعابية من حيث موارده المتاحة، والبنية التحتية المادية والاجتماعية، وقدرة الحكومة على الاستمرار في تقديم الخدمات … دون الدعم المتواصل من قبل شركائنا الرئيسيين، سيؤثر ذلك سلباً على قدرة المملكة على مواصلة تقديم الخدمات الأساسية للأشقاء السوريين، بالإضافة للحفاظ على نوعية الخدمات المقدمة للمواطنين الأردنيين”.
وأوضح الصفدي أن “أعداد العائدين طوعاً من اللاجئين السوريين منذ افتتاح المعبر الحدودي ما تزال متواضعة جداً”.
بعثة دولية لمساعدة الأردن
يوهانس هان، مفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار، قال إنه يتطلع “لقيادة بعثة ذات مستوى رفيع إلى عمّان الأسبوع القادم تضم مؤسسات مالية أوروبية ودولية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي”، وذلك لتقديم دعم للأردن.
وأضاف أن الاتحاد الأروروبي يعتبر الأردن “عامل استقرار وسلام في المنطقة”، مضيفا: “وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا أن دعمنا الأردن في أي طريقة ممكنة خاصة في التنمية الاقصادية ونبقي في أذهاننا التحديات التي يوجهها الأردن خاصة اللاجئين”.
وتابع المسؤول أن الاتحاد الأوروبي يدرس تقديم حزمة مساعدات ثالثة مشيرا إلى أن دعم الأردن “إشارة قوية جدا” على مضي التكتل على المساعدة “بأي طريقة ممكنة”.
وذكر أن الاتحاد الأوروبي “يشجع الأردن على تكثيف جهوده في تطبيق قواعد المراجعة لاتفاقية قواعد المنشأ كي يستفيد أكثر من السوق الأوروبي”، ما يؤدي “إلى مزيد من التحسين في مجالات التعليم وضمان الجودة والتعليم المهني والتدريب فيه ما يؤمن وظائف للشباب”.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي يقدم دعمه “الراسخ لمشورع قناة البحرين مهما كان الهيكل النهائي له، ومن المهم أن يكون هناك امدادات مائية لهذا البلد الذي يعيش في بيئة ليست سهلة”.
ويصل مجموع المساعدات التي قدمها الاتحاد الأوروبي إلى الأردن نحو 2 مليار يورو منذ عام 2011.
غياب حل الدولتين
وزير الخارجية، أيمن الصفدي، قال خلال مؤتمر صحفي إن “السبب الجذري للإرهاب” في المنطقة الشرق الأوسط غياب الحل السياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأوضح أن “السبب الجذري للإرهاب في المنطقة وتسوية هذه القضية هي الطريقة الوحيدة للحصول على سلام في هذه المنطقة، وغياب أي أفق سياسي كان خطرا جدا”.
وأضاف: “نحن نعمل لنحاول تقديم الأمل بأن هذا النزاع سيحل على أسس تضمن دوام السلام وكما قلت ولن يحدث ذلك إلا في انتهاء الاحتلال وممارسة الفلسطينيين وإقامة دولة مستقلة على خطوط 67 وعاصمتها القدس الشرقية”.
وأشار الصفدي إلى: “كلما خسرنا الوقت في تسوية هذا النزاع كلما ازداد خطورة اندلاع عنف”، مجددا “التزام الأردن القائم والمستمر بالسلام”، البلاد التي وقعت اتفاقية للسلام مع إسرائيل قبل 25 عاما.
وذكر أن: “هناك مشاكل اقتصادية في فلسطين بسبب وجود الاحتلال، وهناك عدد وظائف غير كاف، ولذلك علينا أن نجد حلا سياسيا وهذا الحل سيمنح الفلسطينيين الاستقرار والدولة وبالتالي تحسين الاقتصاد وإيجاد وظائف”.
“كلنا نلاحظ برعب ما يحدث في المنطقة ونحن لا نحتاج إلى أزمات إضافية، ونحن نحاول تخفيف التوتر ونتعامل بالحوار كطريقة للتعامل مع التحديات”، وفقا للوزير الأردني، الذي قال إن: بلاده “مستمرة بالعمل مع الاتحاد الأوروبي كشركاء في سعينا المشترك للسلام والاستقرار في المنطقة بحيث تتمكن شعوب المنطقة بمستقبل أمن تستحقه”.
وزيرة الخارجية الأوروبية، فيديريكا موغيريني، قالت إن الاتحاد الأوروبي يدرس المشاركة في ورشة البحرين بعد أن تلقى دعوة رسمية.
وأوضحت أن التكتل يدرس مستوى المشاركة “وعلى الأغلب سيكون فني تقني”, مضيفة: “نحن متهمون بالمشاريع والأفكار الذي سيطرحها المؤتمر” الذي تعقده الولايات المتحدة، نهاية الشهر الجاري.
وقالت موغيريني، إن مشاركة الاتحاد الأوروبي في الورشة “لن تؤثر على التزامه القوي الواضح، حول ضرورة وجود حل سياسي لإقامة دولة فلسطينية”، مؤكدة “مواصلة تقديم الدعم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا، من الناحيتين السياسية والمالية”.
ووقع الأردن الاثنين، اتفاقية المشاركة الإدارية مع الاتحاد الأوروبي، على هامش أعمال مجلس الشراكة الأردني مع التكتل الـ 13 المنعقد في لوكسمبورغ، حسبما ذكرت وزارة الخارجية.
يرأس وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي الاثنين، بالتشارك مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، جلسة مجلس الشراكة الأردني مع الاتحاد الأوروبي الثالثة عشرة المنعقدة في لوكسمبورغ.
ويستضيف مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي الصفدي في جلسته التي يعقدها الاثنين في لوكسمبورغ.
وفي تصريحات لموغريني، قالت المسؤولة الأوربية: “نرحب بوزير الخارجية الأردني لتناول الغداء ومن ثم لاجتماع مجلس التعاون مع الأردن. سنناقش علاقاتنا الثنائية ودعمنا لبلد يشاركنا الرأي في الشرق الأوسط، إضافة إلى الوضع في الشرق الأوسط والمنطقة بشكل أوسع.”
وأضافت: “سنناقش دعمنا للأردن، وعملنا المشترك في المنطقة. اسمحوا لي أن أقول من البداية مدى تقديرنا لشراكتنا مع الأردن. سنناقش بالتأكيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والحاجة إلى الحفاظ على حل الدولتين، ووضع القدس. تلعب المملكة الأردنية الهاشمية دوراً مهماً في المدينة المقدسة نقدره ونؤيده وندعمه بشكل كبير، وينطبق هذا على المنطقة بشكل أوسع. لذلك، أنا متأكدة من أننا سنناقش معه [الصفدي] الوضع في الخليج.”
سفير الاتحاد الأوروبي في الأردن أندريا فونتانا، قال إن مجلس الشراكة الأردني الأوروبي يناقش تنفيذ اتفاقية الشراكة بين الأردن والاتحاد الأوروبي وأولويات الشراكة بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية.
ووفق بيان للاتحاد الأوروبي، يتابع مجلس الشراكة مخرجات مؤتمر بروكسل الثالث حول دعم مستقبل سوريا ودول الجوار، الذي عقد في مارس الماضي، لافتاً إلى أن الاتحاد خصص أكثر من 2.1 مليار يورو للأردن منذ بدء الأزمة السورية.
ويناقش مجلس الشراكة أيضاً، التعاون في عدة أولويات في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب، وقضايا اجتماعية واقتصادية، وقضايا متعلقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون، إضافة إلى أنه يستعرض بشكل، العلاقات التجارية الثنائية.
وعلى هامش الاجتماع ، يوقّع الطرفان اتفاقية مشاركة إطارية بشأن مشاركة الأردن في عمليات إدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي.