كتب: الصحفي صالح الفراية
في عام 2008 اصدر جلالة الملك عبدالله الثاني توجيهاته الملكية السامية بتشكيل المديرية العامة لقوات الدرك لتكون وحدة أمنية مستقلة ترتبط بوزارة الداخلية للمحافظة على أردن آمن ومستقر انسجاماً مع الرسالة الأمنية الهادفة إلى صون حقوق المواطنين والدفاع عن أمن الأردن في ظل المتغيرات الاجتماعية المتسارعة، والاحتياجات الأمنية المتزايدة التي شهدها الإقليم.
وانسجاماً مع التوجيهات الملكية فقد بدأت قوات الدرك أداء الأدوار المنوطة بها وفق استراتيجية أمنية حديثة عملت على إعادة صياغة العلاقة بين المواطن ورجل الأمن، حيث استهدفت هذه الاستراتيجية تنفيذ أدوار جديدة على غاية من الأهمية تناولت تفعيل أدوار المساندة الاجتماعية، ودعم الشباب الذي يشكل الشريحة الأكبر في المجتمع، وخلق ثقافة مهنية منضبطة في الأداء من حيث الشكل والمضمون، وهو ما شكل أنموذجاً ريادياً للمؤسسات الوطنية.
لقد قدمت قوات الدرك في السنوات الأخيرة إنجازات أمنية واجتماعية بسواعد وطنية برهنت على حكمة التوجيهات الملكية، وأظهرت بكل نجاح قدرة الأردنيين على ممارسة ثقافة عمل متميزة، وفق معايير مهنية متقدمة تنافس مثيلاتها في أعرق الأجهزة الأمنية في العالم مثل الدرك الفرنسي الذي يزيد تاريخ تشكيله عن تسعة قرون.
وهنا لا بد من الإشارة إلى القدرات والكفاءات القيادية لقوات الدرك على مستوى البناء الاستراتيجي، والتخطيط، والتنفيذ بحكمة تجلت بها القدرة على المسك بزمام الأمور بحزم لا يتعارض مع احترام الإنسان، وإيصال رسالة الاطمئنان للمواطن بأن الأمن لغاية الحفاظ على حقوقك وليس الانتقاص من أي من هذه الحقوق، مع رسوخ الثقة لدى المواطنين بقوة وعزم قوات الدرك.
ويحسب للمدير العام لقوات الدرك اللواء الركن حسين الحواتمة إسهامه الكبير في تبديل الصورة النمطية عن قوات الدرك من جهاز أمني يتصف بالقوة والخشونة إلى جهاز أمني يزرع الثقة والأمن على الأرض وفي أذهان المواطنين، وكما لنا الحق أن نفخر برجال قوات الدرك وأداءهم الميداني، فإن لنا الحق أن نفخر بهذا الأردني الشجاع الذي كسب ثقة الأردنيين واقترب منهم كما لم يفعل أحد من قبل.
نعم ان قوات الدرك أثبتت احترافها الأمني ووصلت الى مستوى متميز من الأداء الميداني وأصبحت تتمتع بجاهزية عالية للتعامل مع الأحداث الأمنية ولديها الرؤية الواضحة في كيفية التعامل معها بقيادة مديرها اللواء الركن حسين الحواتمة الذي يشدد على ضرورة ضبط النفس واحترام حقوق الإنسان، وحرية التعبير عن الرأي بشكل سلمي بعيدا تعكير صفو المناخ الأمني الذي يتمتع به وطننا العزيز.
جملة القول لقد حققت قوات الدرك نجاحا كبيراً على كافة المستويات المحلية والعربية والدولية بفضل التوجيهات الملكية الحكيمة وإرادة أردنيين شرفاء تتلمذوا في مدرسة الهاشميين وارتووا من طيب الوطن وما عرفوا يوما غير أهلهم وإخوانهم من الأردنيين عزوة وعشيرة، كل الاحترام والتقدير لهذه الهامات الشامخة وأدام الله على الوطن أمنه واستقراره في ظل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه.