خلق الله تعالى الإنسان وسخّر له الليل والنهار، فجعل له النهار لكسب الرزق والعيش، وجعل الليل للنوم والراحة والهدوء من تعب ومشاق النهار، ولإمداد الجسم بالطاقة اللازمة لتمكنه من القدرة على القيام بواجباته على أكمل وجه، لقوله تعالى: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًاً».
يعدّ النوم من الأمور المهمة لكل شخص، وأي شخص لا يأخذ القدر المناسب لإحتياجاته من النوم، يتعرض جسده لأضرار صحية وجسدية، ويؤثر على نفسيته ويصاب بالتوتر الدائم، فلا يمكنه من القيام بأعماله كما يجب، وبالرغم من أنّنا نقضي وقتاً طويلاً في النوم في حياتنا، إلّا أنّنا نجهل معلومات كثيرة عن النوم، فالبعض يظنّ أنّ النوم هو خمول وكسل وضعف في جميع أعضاء الجسم، وتوقّف لعمليات كثيرة تحدث في الجسم، هذا الاعتقاد خاطئ ولا صحة له، فخلال عملية النوم أنشطة الجسم تعمل ولا تتوقف وأن هناك أمراضا تصيب الإنسان خلال فترة النوم، ويتخلّص منها عندما يستيقظ من النوم مباشرة.
= عدد ساعات النوم :
هناك تفاوت كبير في عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان من شخص إلى آخر، وتعتمد ساعات النوم على طبيعة جسم الإنسان وتكوينه، فهناك أشخاص يحتاجون إلى ساعات طويلة من النوم، وأشخاص يكتفون بساعات قليلة من النوم.
وهناك اعتقاد لدى الكثير من الأشخاص بأنّ عدد ساعات النوم اللازمة لكل شخص هي ثماني ساعات يومياً، هذا الاعتقاد ليس صحيحاً؛ لأنّ متوسّط ساعات النوم هي ثماني ساعات، على ألّا يقلّ معدّل النوم لدى بعض الأشخاص عن 3 ساعات، ولا يزيد عن 10 ساعات، الأشخاص الذين ينامون ساعات أقل من 6 ساعات يومياً يطلق عليهم أصحاب النوم القصير، والأشخاص الذين ينامون ساعات أطول من 9 ساعات يطلق عليهم أصحاب النوم الطويل، إذا نام الإنسان لساعات أطول من الساعات التي ينامها الشخص الطبيعي، فإنّ ذلك يؤدّي إلى أضرار صحية وجسدية لهذا الشخص. يتغيّر النوم مع تغير وتقدم السن، فالأطفال ينامون ويحتاجون للنوم أكثر من أي عمر، ويقل النوم تدريجياً كلما تقدم العمر، فالإنسان في مرحلة الشيخوخة يصبح نومه خفياً جداً. وللحصول على نوم هادئ وعميق، يجب الابتعاد عن تناول وجبات غذائية ثقيلة قبل النوم، والاكتفاء بالوجبات الخفيفة، وينصح بتناولها قبل النوم بساعتين؛ لأنّ ذلك يؤدّي إلى القلق والانزعاج عند النوم، وتجنّب المشروبات التي تحتوي على منبهات مثل القهوة والشاي وغيرها من المشروبات.