كيف نعرض أنفسنا للتهديد عبر منصات التواصل الاجتماعي؟
اليوم نعيش في أكثر الأزمنة تطورا وتقاربا وتوسعا في التواصل والانتشار، في عالم تحكمه الرقمنة ومنصات التواصل الاجتماعي، التي بقدر ما لها جوانب إيجابية، لكن وجهها المظلم لا يجب ان يغيب عنا أبدا.
ومع إعلان الفيسبوك في الربع الثالث من العام الحالي أن مستخدميها بلغوا 2.072 مليار شخص، فهذا يعني أنهم يتضاعفون بشكل كبير شهريا، وينخرطون في مثل هذه المنصات على نطاق أوسع، والأمر لا يشمل الفيسبوك وحسب، بل منصات التواصل الاجتماعي كاملة.
واصبح من الصعب تجاهل وجود تلك المواقع أصلا، وهذا يعني أنها باتت قوة كبيرة للخير وبنفس الوقت للشر؛ وتشمل “البلطجة الالكترونية والتهديدات من مجهولين يتصيدون ويختبئون وراء شاشاتهم الالكترونية”.
وفي الحقيقة، فإنه ما من أحد محصن من الوقوع في مثل هذه المواقف حتى المشاهير أنفسهم يتعرضون للتصيد ولهجمات الكراهية وأفراد عاديون أيضا، بسبب ما ينشره الفرد أحيانا أو بسبب التنمر الالكتروني. وفي كلتا الحالتين عبر هذه المنصات، تمر تهديدات مختلفة، فمثلا اجبر إد شيران على أن يقفل حسابه على الفيسبوك، فيما تعرضت اديل وزين ماليك وستيفان فراي لتهديدات واضطروا لأن يعلقوا حساباتهم فترة مؤقتة، بحسب موقع adweek.
وحين يتعلق الأمر بمنصات التواصل الاجتماعي، ينبغي معرفة بعض الحقائق؛ هنالك أكثر من 600.000 حساب على الفيسبوك يتعرض أصحابها للخطر كل يوم، و22 % من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وقعوا تحت تهديدات امنية بحسب موقع “ماكفي”، فيما ضحايا التنمر عبر الإنترنت هم أغلبهم من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، واحتمال أن يرتكب شخصان منهم الانتحار مقارنة بالأفراد العاديين من غير الضحايا.
وفي العالم الحقيقي لا يمكن إيقاف التهديدات بالكامل عبر هذه المواقع، والأمر صعب حتى بالنسبة للمختصين الأمنيين من الشرطة، وتزداد المشكلة حجما كل يوم، ومن هنا نحن أنفسنا قد نكون السبب في تعريض أنفسنا لمثل هذه المخاطر دون أن ندري عبر هذه المنصات بسبب ما نبثه وتشمل تلك:
– التباهي بما تملكه من ممتلكات وكماليات، فكلنا نريد أن نحظى بصخب، ولكن في بعض الأوقات يجب التساؤل عما إذا كان هذا يستحق المخاطرة، ومن الاتجاهات الشائعة اليوم خاصة بين جيل الشباب هو التباهي بما يملكه كل فرد منهم، عبر هذه المنصات، ولذلك عواقب وخيمة.
ومن الأمثلة التي حدثت مؤخرا في عالم المشاهير هو تعرض كيم كارداشيان للسرقة تحت تهديد السلاح في باريس تشرين الأول “اكتوبر” خلال تواجدها في باريس، حيث سرق منها ما قيمته 3.500000 يورو، من مجوهرات قيمة، وهذا ليس مستغربا بعد نشرها لصور تتباهى فيها بتلك الهدايا التي كان آخرها خاتم مرصع.
ومن هنا يجلب التباهي بما تملكه من سيارات ولو على حساب أشياء بسيطة الانتباه ويسيل لعاب اللصوص والمتطفلين الذين يريدون تذوف الثروة التي تملك وأن لم تكن كبيرة لكن العالم مليء بالخطر.
– اللامبالاة باستخدام خدمات تحديد الموقع، واحدة من الأمور عبر منصات التواصل الاجتماعي خاصة للمعلنين والتسوق وحتى البيع، هي تتبع الموعد وتحديد نقاط البيع، والتي تسهل الوصول إليكم، وقلة من الناس من يدرك مخاطر تلك الأمور. فبعض مقدمي الخدمات لا يملكون ضميرا، فيلجأون لبيع البيانات التي تخصك، فيما تجدر الإشارة إلى أن إبقاء تحديد الموقع وخاصيته متاحة للجميع يعرضك للخطر ويهدد الأمن الخاص بك.
وباختلاف الهدف لمن يمكن أن يستهدفك والغاية من ذلك، فإن أي معلومة متعلقة بخدمات تحديد الموقع تجعلك عرضة للمطاردة والمراقبة ومعرفة أكبر كم من المعلومات عنك سواء سياسيا، دينيا وحتى لمجرد سرقة هويتك.
واليوم تحاول وكالات الأمن ان تتخذ العديد من الإجراءات الاحترازية لضمان خصوصية الأفراد وحماية المتسخدمين الذين يستخدمون هذه الخدمات، ويسجلون مواقعهم، ولكن يمكن أن تستبق الحماية من خلال الوقاية وتعطيل هذه الخدمة، إن لم تكن بحاجة اليها، أو بشكل انتقال عبر منصات التواصل الاجتماعي لإخفاء موقعك الحقيقي، وتتوفر كثير من البرامج التي تعمل بمثابة درع واق.
– كشف الكثير من المعلومات، إذا لم تكن على دراية بمصطلح “الهندسة الاجتماعية”، فإن الأمر يستحق القيام ببعض القراءة حول ذلك، فهو ينطوي أساسا على الناس الذين يحاولون التلاعب بك، للكشف عن المعلومات السرية. ثم يستخدمون هذه المعلومات للوصول إلى الخدمات والأنظمة التي لم تكن لتسمح لهم بالوصول إليها.
منصات التواصل الاجتماعي وخدماتها تسهل مثل هذه الأمور، وتجعلكم عرضة لهجمات الهندسة الاجتماعية، لأن العديد من المستخدمين في هذه المنصات يشاركون ويكشفون معلومات يمكن أن تربط بسهولة مع المقرصنين والهاكرز ليقوموا بمهمتهم على أتم وجه.
وتشير البحوث، بحسب موقع securityaffairs، إلى أن 75 % من الناس يشاركون عناوين بريدهم الالكتروني عبر هذه الوسائل، في حين أن 33 % نشروا أرقام هواتفهم المتنقلة، وحين يتوفر هذان الاثنان وكثير من الصور الشخصية، يصبح من السهل الحصول على بيانات ومعلومات وتزويرها في ظل أن قائمة الأصدقاء متاحة أيضا.
والأمر يشمل أيضا استخداما غير آمن للتطبيقات، فتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي التي نستخدمها اليوم تتيح الوصول للمعلومات الخاصة بنا، وتعرضنا للخطر في كل لحظة، سيما تطبيقات الألعاب التي تكون قادرة على الوصول للاسم وعنوان البريد الالكتروني ورقم هاتف النقال، ورسائل الأصدقاء، وعليه إن أردت تثبيت أي تطبيق في المستقبل، تأكد من أن لا تصل إلا معلومات غير ضرورية، والحذر من مصادر التثبيت والتحقق منها إن كانت مباشرة أو عبر وسائط أخرى وتلك التي يجب أن تتجنبها.