تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، عن الحكة الجلدية الشديدة، موضحة الحالات والأدوية التي قد تكون سببًا في ظهورها والشعور بها.
وتقدم نشرة المعهد نصائح وإجراءات منزلية للمساعدة في تهدئة الحكة، والحالات التي يجب معها مراجعة الطبيب، إضافة إلى طرق التشخيص، والأدوية التي قد يصفها الطبيب لعلاجها.
الحكة أو الهرش من الأعراض التي عانينا منها، وهي إحساس غير مريح ومزعج يرافقه رغبة شديدة في حكّ الجلد لتخفيف الشعور المزعج والذي قد يكون موضعياً ومحصورًا بموقع معيّن من الجلد أو قد يشمل كافّة أنحاء الجسم.
قد تكون الحكة أكثر وضوحًا ليلاً أو أثناء النهار أو في كليهما. اعتمادًا على سبب حكة الجلد، قد يبدو الجلد طبيعياً أو أحمر أو خشناً. يمكن أن يتسبب الخدش المتكرر في ظهور مناطق سميكة من الجلد قد تنزف أو تصاب بالعدوى. تشمل الأسباب المحتملة للحكة الأمراض الداخلية والأمراض الجلدية.
الحالات التي تسبب الحكة: – الجفاف: الجلد الجاف هو سبب شائع لحكة الجلد بدون طفح جلدي. يمكن أن ينتج جفاف البشرة عن الظروف البيئية، مثل انخفاض الرطوبة، والطقس الحار، أو البارد، والممارسات التي يمكن أن تقلل من الرطوبة في الجلد، مثل الاستحمام في الماء الساخن. في هذه الحالات، يمكن علاج حكة الجلد ومنعها من خلال الاستخدام المنتظم لمرهم مرطب خلال فترات الجفاف في العام. أيضًا، تجنب استخدام الصابون أو المنظفات القوية التي يمكن أن تجفف بشرتك أكثر. غالبًا ما تكون أسباب الحالات الأكثر شدة لجفاف الجلد وراثية ويجب معالجتها من قبل الطبيب. تصبح مشكلة الجلد الجاف أكثر شيوعًا مع تقدم العمر، ويمكن أن تحدث بسبب أمراض جلدية معينة، مثل الأكزيما.
– الأدوية: يمكن أن تسبب العديد من الأدوية الحكة في بعض أو كل أجزاء الجسم دون أن يصاحبها طفح جلدي. عادة ما يشمل علاج الحكة التوقف عن استخدام الدواء واستبداله بشيء آخر، أو تجربة جرعة أقل. فيما يلي بعض الأدوية التي يمكن أن تسبب الحكة بدون طفح جلدي. 1 – الستاتينات: قد تؤدي العقاقير المخفضة للكوليسترول، مثل النياسين إلى حكة في جميع أنحاء الجلد بما في ذلك في الوجه والحلق. قد تتسبب الستاتينات في تلف الكبد لدى بعض الأشخاص، مما يؤدي إلى الشعور بالحكة في الجلد. إذا كنت تتناول عقار الستاتين وكنت تعاني من هذه الأعراض، فتحدث إلى طبيبك حول تعديل جرعتك أو تجربة دواء جديد. حكة الجلد بدون طفح جلدي هي أحد الآثار الجانبية للنياسين التي يمكن تخفيفها عن طريق تناول الأسبرين مسبقًا
2 – أدوية ضغط الدم: يمكن أن تكون حكة الجلد من الآثار الجانبية لبعض أدوية ضغط الدم، مثل أملوديبين. إذ يمكن أن يؤدي التوقف عن استخدام الأدوية التي تسبب الحكة إلى حل المشكلة بسرعة لدى معظم الأشخاص.
3 – الأفيونات: حكة الجلد هي أحد الآثار الجانبية الشائعة لتناول المسكنات الأفيونية الموصوفة لتسكين الآلام. يمكن أن يساعد استخدام دواء يسمى (nalfurafine hydrochloride) في تخفيف الحكة لدى أولئك الذين يتناولون المواد الأفيونية.
4 – أدوية أخرى: قد يُسبب عددٌ من الأدوية الحكة من خلال إتلاف الأعضاء وأجهزة الجسم. يمكن أن يحدث هذا عندما يتم وصف الدواء أو استخدامه بشكل غير صحيح مثل مميعات الدم، والأدوية المضادة للملاريا أو المضادات الحيوية. كما أن ردود الفعل تجاه بعض الأدوية، مثل المسكنات المخدرة (المواد الأفيونية) يمكن أن يتسبب حكة في الجلد.
– الأمراض الجلدية: هناك عدد من الأمراض الجلدية التي تسبب الحكة، مثل الأكزيما (التهاب الجلد)، والصدفية، والجرب، والحروق، والندبات، ولدغ الحشرات والشرى.
– الأمراض الباطنية: قد تكون حكة الجلد ناجمةً عن أعراض المرض الأساسي. وتشمل هذه أمراض الكبد والفشل الكلوي وفقر الدم الناجم عن نقص الحديد ومشاكل الغدة الدرقية وبعض أنواع السرطان، بما في ذلك الأورام اللمفاوية.
– اضطرابات الأعصاب: كالحالات التي تؤثر على الجهاز العصبي مثل التصلب اللويحي المتعدد والسكري والقوباء المنطقية (الهربس النطاقي).
– أمراض نفسية: الأمراض النفسية التي يمكن أن تسبب حكة الجلد تشمل القلق واضطراب الوسواس القهري والاكتئاب.
– تهيج وردود فعل تحسسية: يمكن للصوف والمواد الكيميائية والصابون وغيرها من المواد أن تهيج الجلد وتسبب الحكة. في بعض الأحيان، تسبب المواد مثل اللبلاب السام أو الطفيليات أو مستحضرات التجميل، رد فعل تحسسي.
– الحمل: تعاني بعض النساء من حكة في الجلد أثناء الحمل، ويُعتقد أنه ناتج عن ارتفاع مستويات بعض المواد الكيميائية في الدم مثل الهرمونات. في وقت لاحق، مع زيادة حجم الرحم يتمدد جلد البطن مما قد يؤدي للشعور بالحكة. ومع ذلك، يمكن أن تكون الحكة أحد أعراض حالة الكبد التي تسمى الركود الصفراوي داخل الكبد.
راجع طبيبك أو أخصائي الجلدية إذا كانت الحكة: 1. تستمر لأكثر من أسبوعين ولا تتحسن بتدابير الرعاية الذاتية. 2. شديدة وتشتت انتباهك عن روتينك اليومي أو تمنعك من النوم. 3. تأتي فجأة وتكون مصحوبة بعلامات وأعراض أخرى، مثل التعب الشديد، أو فقدان الوزن، أو تغيرات في عادات التبرز، أو تكرار التبول، أو الحمى، أو احمرار الجلد.
التشخيص: يمكن أن يستغرق معرفة سبب الحكة بعض الوقت، وقد يتضمن فحصًا جسديًا وأسئلة حول تاريخك الطبي. إذا اعتقد طبيبك أن حكة بشرتك ناتجة عن حالة طبية، فقد تخضع لمجموعة من الاختبارات، بما في ذلك: فحص الدم واختبارات وظائف الغدة الدرقية والكبد والكلى. كما قد يطلب الطبيب تصوير الصدر بالأشعة السينية، حيث يمكن أن تظهر الأشعة السينية للصدر إذا ما كان لديك تضخم في الغدد الليمفاوية، والذي يمكن أن يترافق مع حكة في الجلد.
العلاجات المنزلية: للمساعدة في تهدئة حكة الجلد، يوصي أطباء الجلدية بالنصائح التالية: – ضع قطعة قماش مبللة أو قطعة من الثلج على الجلد، افعل ذلك لمدة خمس إلى 10 دقائق أو حتى تهدأ الحكة. – تحضير حمام الشوفان. يمكن أن يكون هذا مهدئًا للغاية، خاصة للبثور أو جدري الماء. – رطب بشرتك، واختر دائمًا مرطبًا خاليًا من الإضافات والعطور. – استخدم التخدير الموضعي الذي يحتوي على براموكسين. – ضع مواد التبريد، مثل المنثول أو الكالامين على مناطق الحكة.
العلاج: يركز علاج حكة الجلد على معرفة سبب الحكة وعلاجه، إذا لم تخفف العلاجات المنزلية من حكة الجلد، فقد يوصي طبيبك ببعض الأدوية وتشمل الخيارات: – كريمات ومراهم الكورتيكوستيرويد، ومثبطات الكالسينيورين، مثل تاكروليموس. – الأدوية الفموية: قد تساعد مضادات الاكتئاب التي تسمى مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، مثل فلوكستين وسيرترالين، في تخفيف بعض أنواع الحكة المزمنة. – العلاج بالضوء: يتضمن تعريض بشرتك لنوع معين من الضوء. عادة ما يتم تحديد جلسات متعددة حتى يتم السيطرة على الحكة.