بقلم : عبد الله اليماني
يأتي الاحتفال بيوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين ترجمة للتوجيهات الملكية السامية في تخصيص يوم الخامس عشر من شباط من كل عام يوما للوفاء للمتقاعدين. وهو بنظر البعض يعتبر يوما وطنيا بحتا يعيد إلى الأذهان ما قدمه ( المت قاعدون ) . وبنظر آخرين يوما عاديا عابرا كبقية الأيام ،كونه لا يحمل أية أفعال على ارض الواقع . وهم بذلك يتجاهلون هذه التضحيات لا بل ينكرونها ويحاربون المتقاعدون في أمور حياتهم المختلفة وينظرون لهم على اعتبار أنهم ( حراس ) على بيوتهم وأملاكهم وأيامهم المعطرة بكل أنواع الزهور والعطور وحياة البذخ التي يعيشونها على أضواء الشموع ) .
ويتناسون أن هؤلاء الأحرار ( المتقاعدون ) هم النجوم التي أضاءت وتضيء سماء الأردن وبيوته،وهم ذاكرة الوطن وزغاريده وأغانيه الجميلة يوم ألحرابي . من تضحيات جسام وقوافل شهداء انغرست في الأرض أقدامهم وهم يدافعون عنها ، رافعي رايات النصر من شهيد ويحملها مواكب من الجرحى رووا بدمائهم الزكية ترابه الطهور .
وانطلاقا من ذلك مطلوب التوقف فورا على اعتبارها أنها مجرد احتفالية لرفع ( معنويات المتقاعد وامتصاص حزنه على أيامه الخوالي ) .وكثيرون لا يدعون لحضوره ,بينما يتكرر حضور محظوظين سنويا. لذلك آن الأوان أن يتغير مفهوم يوم الوفاء من أجواء احتفالية تقام برعاية ملكية سامية ،تنتهي بمجرد مغادرة جلالة الملك مكان الاحتفال . كونه مجرد ديكور واستنساخ عما سبقه من احتفالات سابقه أقيمت في القاعات وهو عبارة عن (روتين قاتل ) أي احتفالية ( خالية من الدسم ) ليس لها أي ( مردود مالي نفعي ) . وأمام هذا الواقع المرير مطلوب العمل على تغيير الصورة النمطية السائدة في هكذا مناسبة . بان المؤسسة وجدت لخدمتهم . ورعايتهم ومتابعة مشاكلهم وقضاياهم والإسهام في حلها وان لديها مشاريع تعود بالنفع على المتقاعد . ( أفعال على ارض الواقع ). وغيابها عن هذا الدور دفعت إلى حد المطالبة بإلغاء المؤسسة أو انتسابهم لها . وعائد ذلك لان بعض الإدارات التي تعاقبت على أدارتها أفرغتها من مضمونها . فما بني على أساسات غير متينة وسليمة ، تبقى أركانه متأرجحة وآيلة للسقوط في أي لحظة . وطاقات استيعابها وإمكانياتها محدودة. وهي عاجزة عن تنفيذ تطلعات ورؤى المتقاعدين . واحد أسبابه رئاسة مجلس إدارتها وهو رئيس الوزراء وتعيين مدراء المؤسسة العاميين . ولم تقدم الحكومة للمؤسسة نقلة نوعية يشار لها بالبنان وتسهم حث إقبال الانتساب عليها من قبل المتقاعدين . وحتى تتحرر المؤسسة من هذه العقدة ( يتوجب على الحكومة رفع يدها عن المؤسسة .
ولا اعتقد أن هناك أذنا صاغية وإرادة للتغيير لما سبق ذكره ومع ذلك أشير إلى انه آن الأوان إلى إحداث نقلات نوعية في المؤسسة ، وقرار شجاع يبدأ بقلب مكاتبها ( فوقاني تحتاني ) . وهذا يتوقف على صناع القرار في مواقع المسؤولية في الدولة المختلفة. وللتوضيح لن اسمح لمن يصطاد بالماء العكر أن يفسر ما اكتبه حسب رغباته . وهم من ينظرون لأنفسهم فقط . وهنا سأطرح بعض الأفكار لعل احد لدية الغيرة والحمية والنخوة أن يتبنى واحده منها :
أولاها : ( يجب أن يكون يوم ( الوفاء ) احتفالية كبيره تقام في إحدى ( ساحات مؤسسة ، أو شركة أو مصنعا ومشروعا استثماريا كبيرا، تطلقها مؤسسة المتقاعدين بهذا اليوم تحت الرعاية الملكية السامية . (مشاريع شغل للمتقاعدين) .وما هو المانع أن يكون لدى المؤسسة شركة كبرى تعمل على حفر الأنفاق أو إنشاء الجسور أو فتح وتعبيد الطرق وإقامة مشاريع سكنية أو الأبنية المدرسية أو المستشفيات … الخ .
ثانيها : إقامة مشاريع صناعية ( مشاغل صناعية وحرفية إنتاجيه ) في ( شمال الوطن ) و ( الوسط ) و( الجنوب ) بالتعاون مع سلاح الصيانة الملكي ومؤسسة التدريب المهني ) . تقوم على تزويد هذه المشاغل بالمعدات اللازمة بإقامة المشاغل والمصانع والحرف الصناعية المختلفة . وإقامة معرض دائم لهذه الصناعات وهذه المشاريع ستساهم في تخفيف البطالة وتساعد المتقاعدين وأبناءهم وكذلك أبناء الأسر الفقيرة التي تتقاضى معومه شهرية من صندوق المعونة (تنقذهم من الفقر والعوز) .
الثالوث المقلق : وهو(زيادة رواتب المتقاعدين بعد أن تآكلت بفعل السياسات الحكومية المتعاقبة التي باتت غير خافية على أي مسؤول في الأردن ) . عندها سيكون لهذا الاحتفالية مذاق وطعم خاص لدى جميع المتقاعدين .وقد ترجمت أفعالا على ارض الواقع ف ( التكريم غير عادي ) . إذ يشعر المتقاعد صاحب اليوم انه محط اهتمام كل من يتبوأ مواقع المسؤولية . وليس احتفالا استعراضيا ( كلام خال من الدسم ) .