ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر
انجاز – د. مطلق راشد القراوي
ليلة القدر ليلة مباركة غالبا ما تكون في الثلث الأخير من رمضان، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان» رواه البخاري، وهي كما أخبرنا الله عز وجل في كتابه الكريم (ليلة القدر خير من ألف شهر)، أي إن أجر العمل فيها يعادل أجر عمل أكثر من ٨٣ عاما، والله إنه لفضل عظيم ونعمة دائمة وقربى إلى الله.
في ليلة القدر تتنزل الملائكة تشهد عبادة العباد وتدعو لهم وتشاطرهم الطاعة وتنزل الرحمات ويعتق بها رب العباد رقاب الكثير منهم من النار، فيالها من فرحة وسعادة وانت تناجي ربك في هذه الليلة المباركة ترجو رحمته وتطلب جنته وتسأله النجاة من النار.
تأتي هذه الليلة مرة واحدة في السنة فمن وافقها وعمل فيها عملا صالحا فقد فاز وربح ودخل في رحمة الله، ومن غفل عنها وغلبت عليه فتنة الدنيا خسر وضاع، فلا يعجز المؤمن من أعمالها وسهرها وكثرة الدعاء فيها، ولا يضيع وقته فيها بالقيل والقال وسوء الأعمال.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه البخاري. ويقول في دعاء هذه الليلة الفضيلة: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.
إن رمضان هذا العام يختلف عما قبله.. لا صلاة في المساجد ولا قيام وتهجد فيها، ولا زيارات وصلة رحم، حتى العيد من الممكن أن ينحصر داخل البيت، لكن مما يثلج الصدر أن الناس لم ينسوا بركات هذا الشهر الفضيل، أعدوا العدة وأحيوا المساجد داخل البيوت وشارك فيها مع الرجال كل من النساء والأولاد، استخدموا الميديا للتواصل الأسري وصلة الرحم، وعكفوا على القرآن فقرأوه وحفظوه، حتى أعادوا النفس الرمضاني في ظل هذه الجائحة وآثارها التي أدت الى إصابة أكثر من أربعة ملايين نسمة ووفاة ٣٠٠ ألف آخرين.
لقد تعلم المسلمون الصبر في أمرين، صبر الصيام وصبر البلاء وهذا ما يعيننا على صبر الحياة وصبر الطاعة.
نحمد الله أن بلغنا رمضان ونسأله رفع البلاء، وسيجعل الله بعد عسر يسرا.