تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الأحد، عن التصوير الشعاعي للثدي (الماموغرام)، الذي يستخدم للكشف المبكر عن سرطان الثدي لدى النساء اللاتي لا يعانين من أي أعراض.
وتوضح نشرة المعهد ماهية الماموغرام، وأنواعه، والاستخدامات الشائعة له، إضافة إلى كيفية الاستعداد لمثل هذا النوع من التصوير، وإجراءات يُنصح بها قبل التصوير.
ما هو الماموجرام؟
الماموجرام هو فحص بالأشعة السينية للثدي، يُستخدم للكشف عن أمراض الثدي وتشخيصها لدى النساء اللاتي يعانين من مشاكل في الثدي، مثل تورم أو ألم أو إفرازات من الحلمة، وكذلك للنساء اللاتي لا يعانين من مشاكل في الثدي بغرض التحري عن سرطان الثدي. يسمح الإجراء بالكشف عن سرطانات الثدي والأورام الحميدة والخراجات قبل اكتشافها عن طريق اللمس.
لا يمكن للتصوير الشعاعي العادي للثدي أن يثبت وجود كتلة سرطانية، ولكن إذا كان هناك شك كبيرفي الإصابة بالسرطان، فقد يتم أخذ عينة من الأنسجة. يمكن أخذ الأنسجة عن طريق إبرة خاصة أو خزعة جراحية مفتوحة وفحصها تحت المجهر لتحديد ما إذا كانت سرطانية.
تم استخدام التصوير الشعاعي للثدي منذ حوالي 30 عامًا، وفي الخمسة عشر عامًا الماضية، أدت التطورات التقنية إلى تحسين كل من التقنية والنتائج بشكل كبير. اليوم، تنتج المعدات المخصصة، المستخدمة فقط للأشعة السينية للثدي، دراسات عالية الجودة، وهي في نفس الوقت منخفضة في جرعة الإشعاع ولذلك تعتبر مخاطر الإشعاع ضئيلة.
أنواع الماموغرام:
هناك ثلاثة تطورات حديثة في التصوير الشعاعي للثدي وتشمل الأنواع التالية:
1. التصوير الشعاعي الرقمي للثدي: يُطلق عليه أيضًا التصوير الشعاعي الرقمي كامل المجال للثدي (Full Field Digital Mammography)، وهو نظام يتم فيه التصوير بالأشعة، بحيث يفحص الثدي باستخدام الأشعة السينية وبجرعة منخفضة مع جهاز مصمم خصيصا للثدي والذي يقوم بتحويل الأشعة السينية إلى الإشارات الكهربائية. تُستخدم الإشارات الكهربائية لإنتاج صور للثدي يمكن رؤيتها على شاشة الكمبيوتر، أو طباعتها على أفلام خاصة لتبدو مثل تصوير الثدي بالأشعة السينية. تشبه هذه الأنظمة تلك الموجودة في الكاميرات الرقمية وكفاءتها تتيح الحصول على صور أفضل بجرعة إشعاع أقل. يتم نقل هذه الصور للثدي إلى جهاز كمبيوتر لمراجعتها من قبل أخصائي الأشعة ولتخزينها على المدى الطويل. تجربة المريض أثناء التصوير الشعاعي الرقمي للثدي تشبه تجربة التصوير الشعاعي التقليدي للثدي.
2. الكشف بمساعدة الكمبيوتر(Computer aided detection): تبحث أنظمة الكشف بمساعدة الكمبيوتر (CAD) في الصور الشعاعية للثدي عن مناطق غير طبيعية من ناحية الكثافة أو الكتلة أو التكلس التي قد تشير إلى وجود الخلايا السرطانية. يسلط هذا النظام الضوء على هذه المناطق في الصور، وينبه أخصائي الأشعة لتقييم هذه المنطقة بعناية.
3. التركيب المقطعي للثدي (Breast Tomosynthesis) : يُعد التركيب المقطعي للثدي، الذي يُطلق عليه أيضًا التصوير الشعاعي ثلاثي الأبعاد (3D) للثدي، شكلًا متقدمًا من أشكال تصوير الثدي، حيث يتم التقاط صور متعددة للثدي من زوايا مختلفة وإعادة بنائها (توليفها) في صورة ثلاثية بمجموعة صور ذات الأبعاد. بهذه الطريقة، يشبه التصوير ثلاثي الأبعاد للثدي التصوير المقطعي المحوسب (CT) على الرغم من أن جرعة الإشعاع لبعض أنظمة التخليق المقطعي للثدي أعلى قليلاً من الجرعة المستخدمة في التصوير الشعاعي للثدي القياسي، إلا أنها تظل ضمن المستويات الآمنة المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء للإشعاع من تصوير الثدي بالأشعة السينية.
أظهرت الدراسات السكانية الكبيرة أن الفحص باستخدام التركيب المقطعي للثدي يؤدي إلى تحسين معدلات الكشف عن سرطان الثدي وتقليل عدد الحالات التي يتم فيها استدعاء النساء مرة أخرى من الفحص لإجراء اختبارات إضافية بسبب اكتشاف غير طبيعي محتمل.
قد تساعد صورة التركيب المقطعي للثدي أيضًا بالتالي:
– الكشف المبكر عن سرطانات الثدي الصغيرة التي قد تكون مخفية في التصوير الشعاعي التقليدي للثدي.
– عدد أقل من الخزعات غير الضرورية أو الاختبارات الإضافية.
– احتمالية أكبر للكشف عن أورام الثدي المتعددة.
– صور أوضح للتشوهات داخل أنسجة الثدي عالية الكثافة.
– دقة أكبر في تحديد حجم وشكل وموقع تشوهات الثدي.
ما هي بعض الاستخدامات الشائعة لهذا الاجراء؟
تُستخدم صور الثدي الشعاعية كأداة فحص للكشف المبكر عن سرطان الثدي لدى النساء اللاتي لا يعانين من أي أعراض. يمكن استخدامها أيضًا للكشف عن أمراض الثدي وتشخيصها لدى النساء اللواتي يعانين من أعراض مثل تورم أو ألم في الجلد أو إفرازات من الحلمة.
1. فحص التصوير الشعاعي للثدي للتحري عن أورام الثدي:
يلعب التصوير الشعاعي للثدي دورًا رئيسيًا في الكشف المبكر عن سرطانات الثدي لأنه يمكن أن يُظهر تغيرات في الثدي قبل سنوات من شعور المريض أو الطبيب بها. توصي الإرشادات الحالية الصادرة عن الكلية الأمريكية للأشعة والشبكة الوطنية الشاملة للسرطان (NCCN) بفحص التصوير الشعاعي للثدي كل عام للنساء، بدءًا من سن 40. وقد أظهرت الأبحاث أن تصوير الثدي الشعاعي السنوي يؤدي إلى الكشف المبكر عن سرطان الثدي والذي يوفر معظم العلاجات النافعة والمحافظة على الثدي.
تقترح الكلية الأمريكية للأشعة(ACR) والمعهد الوطني للسرطان (NCI) أيضًا أن النساء المصابات بسرطان الثدي، وأولئك المعرضات لخطر متزايد بسبب تاريخ عائلي من سرطان الثدي أو سرطان المبيض، يجب أن يطلبن مشورة طبية متخصصة حول ما إذا كان ينبغي عليهن البدء في الفحص قبل سن 40 أو الحاجة إلى أنواع أخرى من الفحص. إذا كنتِ في خطر كبير للإصابة بسرطان الثدي، فقد تحتاجين إلى الحصول على تصوير الثدي بالرنين المغناطيسي بالإضافة إلى التصوير الشعاعي للثدي السنوي.
2.تصوير الثدي التشخيصي:
يستخدم التصوير الشعاعي التشخيصي للثدي لتقييم مريضة لديها نتائج سريرية غير طبيعية مثل كتلة الثدي أو إفرازات الحلمة.
كيف يجب أن أستعد للتصوير الشعاعي للثدي؟
قبل جدولة التصوير الشعاعي للثدي، توصي جمعية السرطان الأمريكية (ACS) وغيرها بمناقشة أي نتائج أو تغيرات جديدة في الثدي مع طبيبك. بالإضافة إلى ذلك، أبلغي طبيبك عن أي عمليات جراحية سابقة، واستخدام الهرمونات، والتاريخ العائلي أو الشخصي لسرطان الثدي.
لا تحددي موعدًا للتصوير الشعاعي للثدي الخاص بك للأسبوع الذي يسبق فترة الحيض حيث تؤثر التغيرات الهرمونية على الثدي خلال هذا الوقت. أفضل وقت للتصوير الشعاعي للثدي هو أسبوع بعد الدورة الشهرية. أخبري طبيبك دائمًا أو فني الأشعة السينية إذا كان هناك أي احتمال بأنك حامل.
كما توصي (ACS ) قبل التصويربما يلي:
– لا تضعي مزيل العرق أو بودرة أو اللوشن تحت ذراعيك أو على ثدييك يوم الفحص. يمكن أن تظهر هذه في صورة الثدي الشعاعية على شكل بقع كالسيوم.
– صفي أي أعراض أو مشاكل في الثدي للفني الذي يجري الفحص.
– احصلي على صور الثدي الشعاعية السابقة الخاصة بك واجعليها متاحة لأخصائي الأشعة إذا تم إجراؤها في مكان مختلف. هذا مطلوب للمقارنة مع اختبارك الحالي ويمكن الحصول عليه غالبًا على قرص مضغوط.
– اسألي متى ستكون نتائجك متاحة، لا تفترضي أن النتائج طبيعية إذا لم تسمعي من طبيبك.