الكاتب عبدالحافظ الهروط
أتابع ما استطعت اليه سبيلاً، ما يقوله الزملاء والزميلات المرشحون وما ينشرونه عبر وسائل التواصل الاجتماعي من وعود وإصلاح، وقوّة و”إعادة هيبة النقابة”.
وكلنا في الهيئة العامة نعرف، أن لا هيبة لنا، لأننا ومنذ دورات فائتة، وانتهاء بهذا المجلس، لم نكن على “قلب صحفي واحد” أو “صفيح نقابة” أو “مجلس يصافح”.
أبدأ بمقدّمة تحمل كل هذا الشؤم، لأنني أرى الهيئة العامة، فيها من الزميلات والزملاء قد خانتهم صحتهم بحكم تقدم السن والمرض- اطال الله في أعمارهم وشافاهم، وهذا يعفيهم من أن يكونوا فاعلين لخدمة نقابتهم، وسيأتي بعضهم جرّاً وخجلاً إلى صندوق الانتخاب.
أما الفئة الثانية، فهي التي تحمل اسم الصحفي/ة ولا يهمهم أمر النقابة، بعد أن وجدوا أنفسهم في مناصب ومراكز إعلامية واستشارية وخبراء ونخبة، يتحدثون على الشاشات، ويكتبون في الصحف اليومية والمواقع الإلكترونية، ولذلك فإن منافعهم لأنفسهم، فأين دورهم في ما تحتاجه النقابة؟!
والفئة الثالثة، فهم من وصلوا إلى مجالس النقابة، وقد وعدوا و”رعدوا” واستفادوا-ليس كلهم-وظلت النقابة على حالها، حتى حتى صار كثير منا، لا بل وكثير من الذين وصلوا المجالس، وقد نعتوها بـ”ليس لها هيبة”.
والفئة الرابعة، وهي التي ما تزال مسكونة بالعقلية الانتخابية، بحيث تصر على انتخاب هذا الزميل/ة وتجافي ذاك، وتلك،لأسباب يصعب حصرها.
والعجب العجاب، أن نسمع من المرشحين ونقرأ لهم، عبر كل الأدوات الإعلامية وفي جلسات مفتوحة ومغلقة، وفي الهواء الطلق، وقد وضعوا أنفسهم بمنزلة المنقذين للنقابة ونشلها مما آلت اليه من تراجع.
وزيادة على ذلك، فهم يبشروننا بـ”السمن والعسل”، حتى صرت شخصياً، أحلم بأن أكون مستشاراً إعلامياً، ليس في رئاسة الوزراء، فحسب، بل في أكثر من مؤسسة وطنية في القطاعين الرسمي والخاص، أسوة بالزملاء الذين سبقونا إلى تلك المناصب والمزايا والمنافع والدلال، بفضل كفاءاتهم المتفردة عن غيرهم، وبوطنيتهم وقد افتدوا الوطن بالدم والروح والكلمة، وكان لهم تأثير على الرأي العام، ما جعل الأردن يسمو على جميع الدول!.
والأكثر عجباً، واستغراباً، أن كثيرين من الناخبين الزملاء والزميلات، قد باركوا هذه الوعود، ومنحوا أصواتهم للذين لم يقدّموا شيئاً للنقابة، وأعاقوا العمل النقابي وأسهموا بإضعاف النقابة.
وكذلك الحال، الذين انتقدوا هذا المجلس والمجالس التي سبقته، نراهم يعودون اليوم ليمنحوا ثقتهم لمن خذلوهم – على حد قولهم-.
هذه العقلية الانتخابية، بما فيها من مناكفات ومجاملات وتناقضات لن تنهض بالنقابة إذا ما بقينا على هذا العمل الانتخابي، ولم نتحرر من سلبياتنا، ويكون التصويت بإرادتنا وقناعتنا.
ما يؤلمني، ويؤلم كل زميلة وزميل، أن تصل “الدهلزة” ببعض الزملاء الناخبين، -لا اقول الزميلات- أنهم وعدوا جميع المرشحين، دون استثناء، في الوقت الذي خرجتُ فيه عن منطق نتائج الانتخاب، متمنياً أن ينجح الجميع من المرشحين لمناصب النقيب ونائب النقيب وأعضاء المجلس، لنرى ماذا سيفعلون، ولعل الوعود التي قطعوها لنا تتحقق وقد عادت النقابة قوية مُهابة، وتاجاً على جبين “صاحبة الجلالة”.