ما بين السلبية والايجابية تُبنى الشخصية
انجاز-بقلم الناشط:احمد عبيدو
هناك قصور دوما عند اتخاذ القرارات المناسبة , خلال تواجدنا في المساحة الفارغة , الفاصلة ما بين الايجابية والسلبية , التي تعتبر ميناء بناء الشخصية , واستثمار طاقاتها , والاستثمار هنا يمكن أن يكون إيجابي في حال استنفار الطاقة الايجابية أو سلبي في حال استنفار الطاقة السلبية.قمة الخطأ هي تلك القرارات التي نبنيها بناءً على عواطفنا , ورغباتنا , وشهواتنا وتعنتنا لقناعاتنا ومحدودية رؤيتنا تجاه المواقف والأشخاص والأفكار والكيانات والتوجهات ,وهنا تتملكنا الطاقات السلبية التي تبنى عليها قراراتنا وقناعاتنا وبالتالي التعاطي بشكل سلبي مع العناصر التي سلف ذكرها وهنا مربط الفرس.
المقدرة على السيطرة على النفس , وكبح جماحها , والسيطرة على شهواتها , ورغباتها , والأنانية التي تمثل جزء من طبيعتها , هي خط الإنتاج الناجح , وجهاز المناعة الفعال , في تحفيز المادة الايجابية التي تنعكس على مواقف , وتصرفات فعلية تعود بالنفع على أنفسنا وعلى الآخرين.
هنا وإذ أدركنا أهمية هذة المساحة , واستطعنا استثمار تواجدنا فيها , بتعزيز واستنفار الطاقات الايجابية الداخلية , على حساب تهميش وإقصاء طاقاتنا السلبية , فسوف نرى أننا نتعاطي بشكل صحيح مع كل محيطنا بجميع عناصره. فقبل أن نتحدث عن المشكلة علينا طرح حلها , وقبل أن ننتقد فكره فعلينا تقيم بديلها , ولنطلق حرصنا بلباس النصيحة وليس التشهير والفضيحة , ولننتقد الفكرة بفكره , وليكن النقد للفكرة وليس لشخوصها , ولنبتعد عن نقد الفكر أو العمل أو الموقف أو الانجاز فقط لارتباطها بأشخاص معينين .
عندما نتحدث عن النقاط السوداء فجميل جدا أن نتطرق لمساحاتها البيضاء , وعندما نحلل الإخفاقات فجميل جدا أن نشير للنجاحات , وعندما نتوقع أن يحترم الآخرين رأينا فجميل جدا أن نبدأ الاحترام بقبولهم , وعندما نبدع بجلد الذات جميل جدا أن نذكر نقاط قوتنا.
أخيراً لن نستطيع التقدم أو التطور أو البناء أو الانجاز إلا عندما نعلَم أنفسنا وغيرنا مهارات السيطرة على الطاقة السلبية بداخلنا ومهارات استنفار الطاقات الايجابية , هنا نستطيع أن نمضي قدما نحو الأمام والمستقبل المشرق.