– أكد باحثون في كلية الطب بجامعة فلوريدا الأميركية في دراسة نشروا نتائجها، الأربعاء، أن التهاب كبد الأشخاص ناتج عن الاستهلاك المفرط لمشروبات الطاقة.
وربطت دراسة أميركية، بين إصابة أحد الأشخاص، في الولايات المتحدة الأميركية، بالتهاب الكبد الوبائي “سي”، وبين الاستهلاك المفرط لمشروبات الطاقة، وهي الحالة الثانية التي يشخصها أطباء أميركيون بعد حالة أولى رصدت في عام 2011.
وبحسب الدراسة التي نشرت في دورية (BMJ Case Reports) العلمية، فإن الرجل الأميركي، البالغ من العمر 50 عاما، ويعمل في قطاع البناء، بدأ باستهلاك مشروبات الطاقة سعيا منه لتحمل مشقات العمل.
وتابعت أن هذا الرجل كان يتمتع بصحة جيدة قبل الإفراط في تناول مشروبات الطاقة، ولم يطرأ عليه أي تغيير في نظامه الغذائي، كما أنه لا يتعاطى المخدرات، وليس لديه تاريخ عائلي لأمراض الكبد.
ولفتت إلى أنه كان خلال 3 أسابيع، يستهلك من 4 إلى 5 زجاجات من هذه المشروبات بشكل يومي، مشيرة إلى أن كل زجاجة كانت تحتوي على ضعف النسبة الموصى بها لليوم الواحد من فيتامينات “بي 3” (مادة النياسين).
ووفقا للدراسة، ظل الرجل يعاني لمدة أسبوعين من آلام في المعدة وتقيؤ، ظن في البداية أنها عوارض لإصابته بأنفلونزا قبل أن تظهر عليه أعراض اليرقان (الاصفرار) ويغمق لون بوله، وهي أعراض الإصابة بأمراض الكبد.
وتابعت أنه عندما نقل المريض إلى الطوارئ، شخّص الأطباء إصابته بالتهاب الكبد الوبائي من نوع “سي”.
وفي السياق ذاته، اعتبر الباحثون في نتائج دراستهم أن إصابة هذا الرجل بمرض “التهاب الكبد نجم عن الاستهلاك المفرط لمشروبات الطاقة، ولا سيّما مادة النياسين”.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية سجلت أول حالة إصابة بالتهاب حاد في الكبد، نتيجة الإفراط في استهلاك المشروبات الغازية، عندما أصيبت فتاة تبلغ من العمر 22 عاما بأحد هذه الأمراض.
وقال الباحثون، في دراستهم إن غالبية حالات قصور الكبد في الولايات المتحدة الأمريكية “ناتجة عن تناول أدوية وأعشاب طبية ومكملات غذائية يمكن أن تكون ضارة للكبد”، كاشفين “عن وجود حوالي 23 ألف حالة تدخل أقسام الطوارئ سنويا في أمريكا مرتبطة بالأعشاب والمكملات الغذائية”.
واكتسبت مشروبات الطاقة، شعبية متزايدة خصوصا بين المراهقين والشباب في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث إن المراكز الأمريكية المعنية بالسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، تشير الى أن حوالي 31% من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12-17 عاما، و34% من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18-24 عاما، يستهلكون مشروبات الطاقة بشكل منتظم (كثيرا).
وكانت دراسة أميركية سابقة كشفت، أن تناول عبوة واحدة فقط من مشروبات الطاقة، ترفع من هرمون التوتر والإجهاد لدى الشباب، إضافة إلى أنها تسبب ارتفاعا مفاجئا في ضغط الدم، الذي يرفع بدوره خطر الإصابة بأمراض القلب، وذلك في غضون 30 دقيقة من تناول العبوة.