كتب : الصحفي علي عزبي فريحات
سعادة محمد سليمان الشرع (أبو عصام) أحد رواد التراث الذين أثروا الساحة الثقافية بمبادراتهم وإسهاماتهم الفريدة بعد تقاعده كرّس جهوده للحفاظ على التراث الأردني حيث أسس على نفقته الخاصة متحف راسون الشعبي الذي أصبح وجهة رئيسية للزوار والسياح من داخل الأردن وخارجه.
يضم المتحف مجموعة واسعة من الأدوات التي استخدمها الأجداد في الزراعة مثل لوح الدراس القادم عود الحراث إلى جانب مقتنيات منزلية تراثية مصنوعة من القش والخشب كما يوثق تطور الأزياء الشعبية ووسائل النقل القديمة والعملات العربية والإسلامية إضافة إلى صور للهاشميين ونشرات تثقيفية عن الثورة العربية الكبرى.
لم يكتفي بجمع وحفظ التراث بل سعى إلى توثيقه في كتابه همسات الأرض وإرث راسون أيقونة الحياة وعبق الذكريات الذي يتناول تاريخ راسون عاداتها وتطور بنائها والأهازيج والأمثال الشعبية واعتمد الكتاب على الروايات الشفوية والمصادر المكتوبة ما أضفى عليه مصداقية وثراءً معرفيًا.
بفضل جهود أبو عصام أصبح متحف راسون محركًا رئيسيًا في المسار السياحي لمحافظة عجلون حيث يستقطب السياح والمتنزهين ويساهم في نشر الوعي الثقافي حول الموروث الشعبي وحظي المتحف بزيارة ملكية من جلالة الملكة رانيا العبدالله مما عزز مكانته ودوره في الحفاظ على الهوية التراثية الأردنية.
يؤكد بأن التحدي القادم هو الحفاظ على التقاليد الحية والمزدهرة وهو ما يتطلب وعياً جماعياً وجهوداً مستمرة للحفاظ على هذا الجزء الثمين من التراث الأردني الأصيل.
لم يكن الشرع مجرد حافظ للتراث بل كان داعماً للحركة الثقافية والإعلامية وفاعلاً في العمل الخيري حيث لم يبخل بعلمه أو جهده في خدمة بلدته راسون ترك إرثاً خالداً سيبقى في ذاكرة الوطن تقديراً لبصماته وأياديه البيضاء في الحفاظ على تراث الآباء والأجداد.
ضمن برنامج قصص نجاح يقدمها الصحفي علي عزبي فريحات