دعم ملكي لا محدود لحماية الطبيعة
محمية الشومري إرث وطني وعالمي وتعد موطناً للمها العربي
الأزرق – الجمعية الملكية لحماية الطبيعة
تزخر محمية الشومري للأحياء البرية بالعديد من النقاط التي تجعل منها واحدة من أهم المحميات في المملكة وعلى صعيد المنطقة، وتتكئ على إرث حضاري وطبيعي وجغرافي جعل تحفة نادرة وسط الصحراء الشرقية.
وتحمل المحمية أهمية تاريخية حيث كانت أول محمية في لأردن وشكلت وجها مشرقا للوطن كان نواة تأسيس الجمعية الملكية لحماية الطبيعة التي ترأسها فخريا جلالته الملك الراحل الحسين بن طلال في ذلك الوقت.
وحظيت المحمية الفريدة – التي تعد موطنا لغزال المها أيقونة الصحراء العربية – باهتمام ملكي ودعم لا محدود، كرس أهميتها على المستوى الوطني لتكون محطة تنمية وإرثا وطنيا وعالميا في الوقت ذاته.
وحظيت المحمية بشمل خاص والجمعية بشكل عام بدعم ملكي لا محدود بدءا من جلالة الملك الباني الحسين بن طلال ، ليكمل جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين مسيرة دعم حماية الطبيعة، كما وتشرفت محمية الشومري بافتتاح سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، لمركز زوار محمية الشومري للأحياء البرية الذي أعطى دعما للمحمية للمضي في دورها بحماية الطبيعة وتنمية المجتمع المحلي والحفاظ على الحيوانات البرية التي تعيش في المنطقة.
ومنح الدعم الملكي من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وزيارة سمو الامير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد المحمية دفعة معنوية وشكلت رسالة بأن حماية الطبيعة في الأردن نهج يحظى بدعم عال المستوى، في وطن يعتبر واحة استقرار في منطقة تعج بالصراعات والحروب.
وأسست الجمعية الملكية لحماية الطبيعة محمية الشومري في عام 1975، كمركز لإعادة توطين الأحياء البرية المهددة بالانقراض أو التي انقرضت محليا لتكون نواة تأسيس المحميات مستقبلا.
ونفذت المحمية منذ تأسيسها عددا من برامج التوطين بالتشارك مع بعض من أبرز محميات الأحياء البرية في العالم وحدائق الحيوان، أصبحت هذه المحمية الصغيرة والتي تبلغ مساحتها 22 كم2 بيئة آمنة مزدهرة ببعض من أكثر الحيوانات ندرة في الشرق الأوسط.
تحوي المحمية كل من حيوانات المها العربي والنعام والحمر البرية (الحمار البري الاسيوي) والغزلان، والتي تم وصفها على العديد من اللوحات الفسيفسائية المحلية من القرن السادس البيزنطي. وفي المحمية يتم إعادة اعمار نسلهم والحفاظ على وجودهم من خلال هذا الملاذ الآمن عن طريق حمايتهم من الصيد الجائر والعوامل التي تدمر بيئتهم والتي كادت أن تقضي علهم تقريبا.
وقال مدير المحمية أشرف الحلح أن المحمية تمثل أول نموذج للمحميات الطبيعية في المناطق ذات المناخات الصحراوية الجافة في الأردن، والتي شكلت المعرفة الأساسية حول المنهجيات العملية في تأسيس وإدارة المحميات والتي تم استخدامها في المحميات الأخرى في الأردن.
وبحسب الحلح فإن المحمية تتكون من أثنين من المعالم الجغرافية الأساسية: الأودية الصحراوية وأراضي الحماد، وتشكل الأودية الصحراوية 65٪ من المساحة الكلية للمحمية، وأكثر هذه الأودية شهرة هو وادي الشومري المعروف الذي يمر مباشرة من قلب موقع، وهذا الوادي هو الذي ينسب إلية اسم المحمية. أراضي الحماد تحتل ما تبقى من المحمية وتشكل 35٪، وتغطي الأرض طبقة من الصوان الأسود. توفر محمية الشومري مكان مفتوح للجامعات الأردنية لإجراء الأبحاث العلمية حول المناطق الجافة وشبه الجافة.
وبين الحلح أنه تم تسجيل ما يزيد عن 193 نوع نباتي في المحمية أكثرها شيوعاً هي القيصوم، الشيح، البابونج، الشنان، الرتم والحرمل. كما تم تسجيل ستة أنواع من المفترسات في المحمية تشمل الثعلب الأحمر، ابن آوي، الذئب، الضبع المخطط، الوشق والقط البري. أما بالنسبة للطيور التي تم مشاهدتها في المحمية فتشمل العقاب، الباز والرخمة المصرية.
وتعتبر المحمية الآن موطن لمجموعة من الحيوانات النادرة في الشرق الأوسط، مثل النعام، الغزلان والحمار البري، حيث بذلت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة جهوداً كبيرة لمساعدة هذه الحيوانات في لإعادة بناء إعدادها وتأكيد وجودها ضمن حدود المحمية، بعيداً عن خطر الصيد وتدمير الموائل اللذان كادا يقضيان عليهم من البرية نهائياً.