مختبر السرديات الأردني يعلن برامجه:
اعتماد التشاركية بين الناقد والقارئ والسارد تحقيقاً لمفهوم الاختبار العملي الإبداعي في شتى أشكال السرد
= عمان-اصدر مختبر السرديات الاردني ” نص مقررات ” برامجه للمرحلة القادمة قامت إستراتيجية مختبر السرديات الأردني الذي أشهر قبل أسابيع في عمان على رؤية اعتمدت التشاركية مابين الناقد والقارئ والسارد تحقيقاً لما يحمله مفهوم الاختبار العملي الإبداعي في شتى أشكال السرد الذي يشهد تنامياً عالمياً على صعيدي الإنتاج والتلقي. وقد تنوعت برامج مختبر السرديات الأردني لتطال مختلف صنوف السرد برؤية جديدة تتوخى البعدين الإبداعي والعملي في المعاينة السردية والذهاب كهدف للمختبر إلى فضاء سردي نوعي.
وفي تصريح للقاص والمسرحي مفلح العدوان رئيس مختبر السرديات الأردني بين العدوان أن المختبر مقبل على مرحلة جديدة فيما يخص الاعتناء بالسرد، مشيراً إلى أن المختبر عبر برامجه المتنوعة منفتح على الجميع، وأن رؤاه واستراتيجياته تهتم بكل المنجز السردي ماضياً وحاضراً . وبين العدوان أن المختبر متأن في خطواته وذلك عائد لما يتبناه من رؤية تبتعد عن الاحتفائية وتقترب من المنهجية المدروسة في الاشتغال على استراتيجية المختبر المستقبلية.
وفيما يخص برامج المختبر قال نائب رئيس مختبر السرديات الأردني الروائي جلال برجس أن البرامج أعدت ضمن رؤية عملية إبداعية تتوخي الالتزام بما يؤدي إليه مصطلح الاختبار الذي من شأنه أن يعظم من الإيجابيات ويعمل بنفس الوقت على تفادي السلبيات وكل أشكال الضعف. ورأى برجس أن مختبر السرديات الأردني عبر برامجه التي وصلت إلى شكلها النهائي بعد عدة تشاورات بين أعضاء اللجنة التأسيسية للمختبر تقوم على مبدأ معاينة أي عمل من أبعاد ثلاثة تأتي من جهة الناقد والسارد والقارئ.
ففيما يتعلق بالمخطوطات التي لم تنشر بعد أوجد المختبر برنامجاً تحت عنوان (ما قبل النشر) يتألف من ناقد وعدد من كتاب السرد ومحرر أدبي وقراء ذو سوية عالية يعهد إليهم بقراءة المخطوط الذي تجيز قبوله للاختبار لجنة فنية تتبع للمختبر ثم يجتمعون لأجله إذ يقدم كل عضو في هذا البرنامج تقريراً حول المخطوط، ثم تخضع هذه التقارير إلى عملية دمج نهائي وتقدم لمؤلف المخطوط مع التوصية بالأخذ بما على المخطوط من ملاحظات حتى يصل إلى مستوى من النوعية الإبداعية. ومن هذا البرنامج يرشح عدد ممن المتقدمين له لبرنامج (المواكبة الإبداعية) وهو برنامج آخر مدته عام يهتم خلال هذه المدة سارد صاحب خبرة بمن تم ترشيحه للمواكبة الإبداعية، ليتلقى النصح والمتابعة الإبداعيين عبر العديد من أشكال اللقاءات أهمها اللقاءات الشهرية التي ينظمها المختبر لعضو هذا البرنامج. وفي نهاية المدة المقررة يقدم السارد صاحب الخبرة تقريراً يبين مدى ما طرأ على المترشح من تطورات إيجابية، إضافة إلى الاستفادة التي حققها المرشح لهذا البرنامج الذي يهدف إلى تنمية تجارب الكتاب الموهوبين عن طريق الاستفادة من تجارب الكتاب أصحاب الخبرة دون ممارسة أي شكل من أشكال الوصاية عليهم.
ويهتم مختبر السرديات الأردني بالأعمال السردية الصادرة حديثاً إذ يتم معاينتها ضمن برنامج تحت عنوان (صدر حديثاً) وذلك في ندوة تناقش عملاً سردياً أردنياً أو عربياً، أو عالمياً، يشترك بها ناقد وسارد، وعدد من القراء المتمرسين الذين تم اختيارهم مؤخراً لينتموا لمختبر السرديات الأردني، إضافة إلى الجمهور، وذلك عبر معاينة العمل من أبعاد ثلاثة النقد والسرد وبعد القارئ. إذ يُعهد لأعضاء هذا البرنامج بقراءة الكتاب قبل انعقاد الندوة بشهر على الأقل.
أما فيما يخص جيل الرواد من كتاب السرد فقد خصص لهم برنامجاً باسم (إطلالة على الرواد) لمعاينة المنجز السردي الأردني الرائد من أبعاد ثلاثة تأتي من جهة الناقد والسارد والقارئ، .كما و سيقيم المختبر عدداً من المحترفات المتعلقة بفن كتابة الرواية والقصة والمسرح، وباقي أشكال السرد، معتمداً على ذوي الخبرة في هذا الشأن. وبما أن إقبال القطاع الدرامي على الأعمال السردية الأردنية ضعيف رغم ما تمتلكه من فضاءات مهمة، تنبه المختبر في برنامجه المعنون باسم (السرد والدراما) إلى أهمية النصوص السردية التي تتوفر على شروط تؤهلها لتكون عملاً درامياً، إذ يختار المختبر ما يراه متوفراً على شروط الدراما من تلك الأعمال ويعقد حول ما يتم اختياره ندوة يتشارك بها مخرج وسيناريست ومنتج وسارد وناقد إضافة إلى الجمهور. وعبر تفاهمات المختبر مع الجهات ذات العلاقة يسعى المختبر إلى إبراز هذه العمل حتى يسلك طريقه نحو الدراما.
وفيما يخص نقد السرد سيقوم المختبر عبر عدد من الندوات بمعاينة عدد من المحاور النقدية المتعلقة بالسرد وذلك بالتعاون مع نقاد أردنيين وعرباً، إضافة إلى التعاون من كثير من المؤسسات الأكاديمية من جامعات ومعاهد وهيئات ثقافية ومختبرات سرد أردنية وعربية. واهتماماً بالسارد الأردني والعربي يأتي برنامج (سيرة السارد) ليناقش مجمل أعمال من يتم اختياره، إذ تعقد ندوة تعتمد الأسس النقدية والإبداعية لتلقي الضوء على تلك الأعمال، وتعاينها من أكثر من جانب، إذ تؤرشف مواد الندوة ليصار إلى نشرها مستقبلاً. كما سيعد المختبر فيلماً توثيقياً عن حياة وتجربة المحتفى به. وقد اعتنى مختبر السرديات الأردني عبر إعلانه عن برامجه بالسرد الرقمي، وبالسرد الشفهي الشعبي الذي يراه المختبر على درجة من الأهمية.
ويسعى مختبر السرديات الأردني في خططه المستقبيلة إلى أقامة مؤتمر سنوي لمختبرات السرد العربية، وإلى إصدار مطبوعة سنوية، وإلى تفاهمات مع أكثر من جهة محلية وعربية للاعتناء بالسرد والسارد المحليين والعربيين.