إنجاز_أسامة القضاة
يعد مسجد “لستب” الأثري في محافظة عجلون واحدا من أقدم المعالم الدينية في الأردن، حيث يعود تاريخه إلى العصر الأموي، حيث يحمل بين جدرانه عبق التاريخ وعراقة الماضي.
ويمتاز المسجد بأهمية دينية وتاريخية استثنائية، إذ يقع في موقع مميز شمال غرب تل مار إلياس، الذي يعد من الأماكن المقدسة المعتمدة من قبل الفاتيكان كوجهة للحج المسيحي، ما يعزز مكانته كجزء لا يتجزأ من النسيج الثقافي والديني المتنوع في المملكة.
وقال مدير أوقاف عجلون، الدكتور صفوان القضاة، إن المسجد يمثل إرثا حضاريا ودينيا هاما، مضيفا أنه خضع لعمليات ترميم من قبل اللجنة الملكية لإعمار أضرحة ومقامات الصحابة، وذلك بهدف الحفاظ على طابعه التاريخي وإعادة تأهيله ليبقى شاهدا على العمق الحضاري للمنطقة.
وأكد أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تحرص على الاهتمام بالمساجد الأثرية وتأهيلها بما يضمن استمرار دورها الديني والتاريخي.
من جهته، بين الباحث والناشط في مجال التراث، عبدالله الصمادي، أن المسجد يعكس الحقبة الأموية من خلال طرازه المعماري الفريد، مشيرا إلى أن المنطقة المحيطة به والمعروفة باسم “مار إلياس” تحمل رمزية دينية مهمة، كونها مرتبطة بالنبي إلياس عليه السلام.
وأكد أن المواقع الأثرية كالمساجد القديمة تشكل جزءا أساسيا من الهوية الثقافية للأردن، ما يستدعي تكثيف الجهود للحفاظ عليها والتعريف بها كوجهات سياحية دينية وتراثية، مبينا أن المسجد يتميز بطرازه المعماري الفريد، فهو مبني من الحجر الجيري ويحتوي على قبتين وأعمدة مزخرفة تعكس الطابع الهندسي الإسلامي في تلك الحقبة.