مسيرة غضب للاردنيين
فجر إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، موجة غضب واسعة في الشارع الأردني، حيث شهدت عمان عدة اعتصامات أمس، عبرت عن احتجاجها العارم ورفضها هذا القرار الذي وصفته بـ”المنحاز” ويمثل “عدوانًا على مشاعر العرب والمسلمين في كل مكان”.
وكان أبرز الاحتجاجات حول مقر السفارة الأميركية في عمان، حيث احتشد مئات الناشطين، إلى مقرها في منطقة عبدون.
وعبروا عن دعمهم لصمود الشعب الفلسطيني المرابط، فيما “لجأت قوات الأمن المتواجدة في محيط السفارة إلى فض الاعتصام بالقوة، مستخدمة مادة الفلفل”، وفق محتجين.
وشارك في الاعتصام نواب وأحزاب وفعاليات وقوى شعبية.
وأكد المشاركون أن القدس ستبقى عاصمة فلسطين التاريخية والأبدية، واصفين القرار بـ”المتهور”.
وتمكن المشاركون في الاحتجاج من الوصول إلى أقرب نقطة للسفارة، بالرغم من إغلاق الطرق الرئيسة المؤدية إليها، معبّرين عن غضبهم على القرار، وداعين إلى اغلاق السفارة الأميركية بصفتها “شريكة للاحتلال الإسرائيلي”، وإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل.
وكانت السفارة دعت الموظفين الحكوميين الأميركيين وعائلاتهم إلى الحد من تحركاتهم العامة، وعدم إلحاق أبنائهم بالمدارس أمس.
وردد المشاركون هتافات منها “بالروح بالدم نفديك يا فلسطين”، “بالروح بالدم نفديك يا أقصى”، “مطالبنا شرعية هوية وطنية”، “القدس العربية.. الله عبد الله القدس عربية”،” ونموت وتحيا فلسطين”، “اسمعوا صوت الشباب أميركا دولة إرهاب”.
كما رفعت شعارات تؤكد عروبة القدس وأحقية العرب والمسلمين فيها، وترفض قرار ترامب.
وأكد المشاركون أن “القرار يمثل اعتداء صارخا من قبل الإدارة الأميركية على حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه التي اغتصبها المحتل دون وجه حق”.
وشهدت منطقة السفارة تواجدا أمنيا كثيفا لرجال الأمن العام وقوات الدرك.
إلى ذلك نفذت حشود كبيرة من طلبة الجامعة الأردنية وقفة احتجاجية على قرار الرئيس ترامب، مرددين شعارات منها “ستبقى القدس عاصمة فلسطين العربية وستبقى عاصمة الأمة”، “القدس هي الطريق نحو الشهادة والوجود”، “ضياء أرواح شهدائنا ينير سماء فلسطين، وعطر دمائهم منثور على الضفتين”.
وتجمع الطلبة عند ساحة البرج، ورفعوا الأعلام الأردنية والفلسطينية، وهم يرتدون الكوفيات الحمراء والبيضاء تعبيرا عن وحدة النسيج الوطني في مقاومة القرار الأميركي.
وأكد المحتجون أن “اتخاذ مثل هذا القرار يكشف غلو الإدارة الأميركية في تقديم كل أشكال الدعم للكيان الصهيوني، وإمعانها بعنجهيتها في نقل سفارتها للقدس، لتؤكد أمام العالم أجمع دعمها لإجرام الصهيونية بحق شعبنا في الضفة الأخرى، والاستمرار في انتهاكاتها لمقدساتنا، متجاوزة بذلك كل الأعراف والقوانين الدولية”.
كما أكدوا أنهم “الشعب القادر على قلب كل المؤامرات والمعادلات”، وبأنهم “يقفون لأجل القدس، ولأجل أقصاها وقيامتها.. وللحفاظ على هويتها وعروبتها، وغضبا ونصرة للحق على القوة الغاشمة”.
وأعلنوا أن هذه الوقفة “ستكون الأولى ضمن سلسلة من الوقفات الاحتجاجية ضد القرار، داخل الجامعة وخارجها، وأنهم لن يتوانوا في الدفاع عن حق شعبنا الفلسطيني في أرضه بما استطاعوا”.
وشارك جمع غفير من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية في الاعتصام.
بدورهم، نظم طلبة جامعة البترا وقفة احتجاجية مماثلة، حيث احتشد المئات منهم في المسطح الأخضر للجامعة، رافعين العلمين الفلسطيني والأردني.
ورددوا هتافات ضد القرار الذي وصفوه بـ”الشؤم”، مؤكدين هوية القدس الفلسطينية والعربية والإسلامية، وأنها ستبقى إلى الأبد عاصمة فلسطين.
