مطالبات بإعادة تأهيل قرية دير الصمادية التراثية في عجلون
إنجاز-أسامة القضاة
طالب عدد من أهالي قرية دير الصمادية الجنوبية في محافظة عجلون بضرورة الإسراع في تنفيذ المخطط الشمولي للمنطقة واستثمارها سياحيا بما يسهم في الحفاظ على تراثها العريق.
وقال أحد الملاكين في قرية دير الصمادي فايز الصمادي إن القرية يعود تاريخها إلى عام 1800 كانت تعتمد على الزراعة والرعي وتضم بيوتا مبنية من الحجر والطين وفق نمطين معماريين رئيسيين هما العقود والقناطر مشيرا إلى أن هذه المباني شيدت على أنقاض مدينة بيزنطية قديمة ما يمنحها قيمة تاريخية فريدة.
وأوضح أن القرية تتمتع بموقع مميز حيث تطل على جبال فلسطين داعيا الجهات المعنية إلى استكمال البنية التحتية بعد إيصال الكهرباء والمياه والعمل على تحويل القرية إلى وجهة سياحية متكاملة.
وأكد رئيس جمعية دير الصمادية السياحة المهندس وليد الصمادي أن البيوت التراثية ما زالت تحتفظ بطابعها المعماري رغم مرور الزمن لكنها تحتاج إلى عمليات ترميم وتأهيل كي تصبح جزءا من المشهد السياحي في المحافظة لافتا إلى أهمية تحويلها إلى قرية تراثية تضم متاحف ومعارض تعرض التراث المحلي.
ودعا إلى تخصيص جزء من موازنة مجلس المحافظة أو الحصول على دعم من الجهات المانحة لإعادة إحياء القرية مؤكدا استعداد الأهالي للتعاون مع أي جهة تسهم في الحفاظ على هذا الإرث العريق.
وأكدت نائب رئيس جمعية نسمة شوق السياحية المهندسة ابتهال الصمادي أن المباني التراثية والأثرية في عجلون ومنها دير الصمادية تشكل جزءًا مهمًا من تاريخ المنطقة العريق وتعد ذاكرة حية تجسد معاناة الأجداد في تأمين حياة كريمة لعائلاتهم وبينت أن تنوع الطراز المعمارية للمباني يعكس طبيعة البيئة المحلية واحتياجات سكانها والعمل على إعادة تأهيلها واستثمارها بما يسهم في تنميتها سياحيًا واقتصاديًا وضرورة إدراجها على قائمة التراث العالمية.
وأشار رئيس مجلس محافظة عجلون عمر المومني إلى أن المخطط الشمولي للمنطقة يتضمن خططا لتطوير القرية بما في ذلك تحسين البنية التحتية وإدراجها ضمن المسارات السياحية لتعزيز جاذبيتها للمستثمرين والزوار وبين أن المجلس خصص 160 ألف دينار لقطاع الآثار لتنفيذ مشاريع الترميم والتطوير وفق رؤية تنموية مستدامة تهدف إلى الاستفادة من الموروث الثقافي للمنطقة.
وأوضح مدير آثار عجلون أكرم العتوم أن قرية دير الصمادية تعد من المواقع التراثية المهمة نظرا لما تضمه من بيوت قديمة تعكس أنماط العمارة التقليدية في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ولفت إلى أن المنطقة تمتاز بموقعها القريب من مقامات تاريخية مثل مقام عكرمة بن أبي جهل ومقام علي مشهد من العصر المملوكي ما يجعلها نقطة جذب سياحي مهمة.
وأشار إلى أن وزارة الاستثمار طرحت مؤخرًا 6 فرص استثمارية عبر المنصة الإلكترونية ضمن المرحلة الثالثة بما يشمل 3 مشاريع سياحية منها إنشاء قرية سياحية باستثمار متوقع 20 مليون دولار بالإضافة إلى مشروع إعادة تأهيل قرية دير الصمادية الجنوبية باستثمار 4 ملايين دولار وإنشاء منتزه عجلون الوطني باستثمار 5 ملايين دولار مما يعكس اهتمامًا متزايدًا بتطوير المواقع التراثية ودعم السياحة.