عامر خطاطبة
يؤكد سكان بمحافظة عجلون، أن إنشاء محطة تحلية مياه، وبناء خزان في منطقة القاعدة ببلدة عنجرة وتزويده بخط ناقل من مياه سد كفرنجة، “سيعمل على إنهاء مشكلة شح مياه الشرب في المحافظة، التي تُعاني تذبذبا في مصادرها المائية، خصوصا في فصل الصيف من كل عام”.
ويوضحون أن من شأن إنشاء تلك المحطة والخزان “تزويد معظم إن لم يكن كل مناطق المحافظة بمياه شرب”، مؤكدين أن المياه الناتجة عن ذلك “ستكفي مناطق شاسعة وذات كثافة سكانية بما فيها مدينة عجلون نفسها ومناطق عين جنا وعنجرة وكفرنجة”.
ويقول المواطنان محمود الزغول وموفق الصمادي “إن محافظة عجلون تعاني من تذبذب في مصادرها المائية وتراجعها خلال فصل الصيف من كل عام، ما يتطلب البحث عن حلول جذرية لمشاكل المياه”، مؤكدين أن استغلال كميات من مياه سد كفرنجة لأغراض الشرب “سيعمل على حل جميع تلك المشاكل المائية التي تعاني منها مناطق المحافظة كافة”.
ويبين المواطن أحمد القضاة، أن بناء خزان مياه تجميعي ليصار إلى تزويده بالمياه من سد كفرنجة، وإنشاء محطة تحلية في الموقع بمنطقة مثلث القاعدة “سيتيح لمناطق عدة في المحافظة التزود بمياه الشرب بطريقة انسيابية نظرا لارتفاع المنطقة”، مؤكدا أن مثل هذا المشروع “سيمكن المحافظة من الاكتفاء المائي”.
ويشير إلى أن من أهم الأغراض التي أنشئ من أجلها السد “هو استغلاله لأغراض مياه الشرب، إضافة إلى ري المزارع والمحاصيل الزراعية بشكل عام، فضلا عن استغلاله في ترويج السياحة بمختلف مناطق المحافظة”.
ويقول رئيس مجلس المحافظة، الدكتور محمد نور الصمادي “إن إنشاء محطة تحلية للمياه وتزويدها بالمياه من سد كفرنجة يعد من أبرز مطالب المجلس فيما يتعلق بقطاع المياه”، مشيرا إلى أنه تم بحث ذلك خلال لقاء جمع رئيس الوزراء، هاني الملقي، ورئيس وأعضاء المجلس مؤخرا؛ حيث تم وضعه بأهم مطالب المجلس التي تم عرضها أمام وزير المياه والري خلال زيارته مؤخرا للمحافظة، إضافة إلى مطلب يتعلق بدراسة الأثر البيئي لمشكلة تدفق المياه من محطة تنقية كفرنجة إلى الوادي خلال فصل الشتاء.
ويضيف أن هذا المشروع يعد من المشاريع المائية الاستراتيجية، و”سينهي” مشكلة مياه الشرب في محافظة عجلون، بل سيوفر كميات من الينابيع المستغلة حاليا لإسالتها في الأودية، ما يسهم في استغلالها لأغراض الري، وتنشيط السياحة على ضفاف الأودية التي تتراجع كميات المياه فيها خلال فصول الصيف، مشيرا إلى أن المجلس سيقوم بعرض هذا المشروع على منظمة الدعم الألماني للمياه في محاولة لتوفير الدعم له.
ومن ناحيته، يقول محافظ عجلون، علي المجالي “إن المحافظة من “أفقر” محافظات المملكة بمياه الشرب نتيجة تذبذب المصادر المائية الداخلية، رغم أنها تعد من أعلى المناطق التي تشهد تساقطا للأمطار”، مضيفا أن أوضاعها المائية تتطلب رفدها بكميات إضافية من مصادر المياه الخارجية لسد العجز المائي، وخصوصا فصل الصيف، واستثمار المصادر المتاحة وإنجاز المشاريع المائية، الأمر الذي يسهم في خدمة جميع المناطق وسد احتياجات السكان من المياه.
يذكر أن وزير المياه والري، علي الغزاوي، تفقد خلال جولة ميدانية في محافظة عجلون، مؤخرا، الواقع المائي وأبرز الخطط والمشاريع المائية التي تنفذها الوزارة في المحافظة؛ حيث أكد الغزاوي حرص الوزارة على تلبية احتياجات السكان من المياه، خاصة في فصل الصيف من كل عام؛ إذ تعاني فيه المحافظة من شح المياه وتزايد الطلب عليها، داعيا إلى ضرورة الاستغلال الأمثل للمصادر المائية التي تزود مختلف مناطق المحافظة.
وأشار وقتها، إلى أن خطة الوزارة للصيف المقبل ستركز على تلافي الاختلالات في جميع المناطق، وذلك في إطار حرص الحكومة وسعيها الأكيد إلى إيجاد حلول لمشاكل المياه التي تعاني منها معظم المناطق، وبالأخص المناطق الشمالية التي تعاني أوضاعا استثنائية، موضحا أن وزارته تواصل جهودها لاستكمال كل المشاريع التي من شأنها تحسين خدمات المياه في جميع مناطق الشمال.
ومن جانبه، قال مدير مياه محافظتي عجلون وجرش، المهندس منتصر المومني، إنه تم وضع خطة بالتعاون مع وزارة المياه والري وشركة مياه اليرموك لإجراء صيانة شاملة لجميع محطات ضخ المياه، بهدف تحسين الوضع المائي خلال فصل الصيف المقبل، مضيفا أن برنامج توزيع المياه لكل مناطق عجلون سيكون كل أسبوعين، وتثبيت كمية المياه التي تصل المحافظة من محطة صمد بمعدل 450 مترا مكعبا وضمان ضخ 200 متر مكعب من محطة صمد باتجاه خزان اشتفينا.
وأوضح أنه تم انتهاء العمل من استبدال شبكات مياه منطقتي صخرة وحلاوة وأجزاء من شبكة مياه بلدة الهاشمية، بالإضافة إلى تنفيذ بعض الأوامر التغيرية بقيمة 250 ألف دينار لإنجاز أعمال من شأنها تعزيز التزويد المائي في المحافظة، وتخفيض نسبة الفاقد من المياه والبالغة 30 %.
وأشار المومني إلى أنه تم طرح العطاءات الخاصة بموازنة قطاع المياه لمحافظة عجلون للعام الحالي والبالغة 3 ملايين دينار؛ حيث سينتهي العمل بها قبل نهاية العام الحالي، مؤكدا أن هذه المشاريع ستنعكس آثارها على الوضع المائي بحلول العام المقبل.
وتابع، أن تلك العطاءات تشمل تمديد خط ناقل من محطة اشتفينا إلى بلدة عنجرة، واستكمال المتبقي من شبكة بلدة صخرة، واستبدال شبكات عبين ورأس منيف وسامتا والوهادنة والمشيرفة في كفرنجة، وإعادة تأهيل محطة اشتفينا بقيمة 500 ألف دينار، وتمديد خطوط ناقلة من كفرنجة- طريق الأغوار- عنجرة إلى المناطق المرتفعة في المحافظة.
وذكر، أن سعة خزانات المياه الرئيسة في محافظة عجلون تبلغ 13 ألف متر مكعب، إضافة إلى خزانات محطات الضخ كخزان رأس منيف بسعة 5 آلاف متر مكعب، وخزان اشتفينا بسعة 5 آلاف متر مكعب، وخزان كفرنجة بسعة ألفي متر مكعب، وخزان عنجرة بسعة ألف متر مكعب. وبين المومني، أنه تم إجراء صيانة شاملة لجميع محطات ضخ المياه في المحافظة، فضلا عن توفير مضخة إضافية لمحطة اشتفينا وأخرى لمحطة زقيق 4، وضخ 200 متر مكعب من محطة صمد باتجاه خزان اشتفينا على مدار الساعة.