مظاهرات فلسطينية ومواجهات عنيفة مع الاحتلال
تنطلق مسيرة “مليونية الغضب” الشعبي العارم في قطاع غزة، اليوم الجمعة، تزامنا مع خروج التظاهرات والوقفات الاحتجاجية الحاشدة في عموم فلسطين المحتلة، لرفض القرار الأميركي بشأن القدس، وسط تعزيزات أمنية إسرائيلية مشددة لقمع انتفاضة الفلسطينيين بالقوة العسكرية العاتية.
ويتقاطر الفلسطينيون من أرجاء الوطن المحتل لتأكيد رفض قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حول “الاعتراف بالقدس عاصمة الكيان الإسرائيلي”، حيث تنطلق مسيرة جماهيرية حاشدة من شمال قطاع غزة حتى جنوبها، بمشاركة الفصائل والقوى الفلسطينية، لنصرة القدس باعتبارها “مدينة عربية إسلامية وعاصمة دولة فلسطين الأبدية”، وفق ما صدر عنها أمس.
كما من المقرر أن تجوب التظاهرات والمسيرات والوقفات الاحتجاجية الغاضبة في عموم فلسطين المحتلة، بالضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948، أسوة بقطاع غزة، بعد صلاة الجمعة، في ظل قيام قوات الاحتلال بتكثيف تعزيزاتها الأمنية ونشر عناصرها ودورياتها في مختلف الأراضي المحتلة لقمع التحرك الشعبي الغاضب.
وقد قادت اجراءات الاحتلال العدوانية، أمس، إلى اندلاع المواجهات العنيفة مع الفلسطينيين المنتفضين ضد قرار ترامب، في مختلف الأراضي المحتلة، مما أسفر عن وقوع إصابات واعتقالات بين صفوفهم.
وشنت قوات الاحتلال حملة مداهمات لعدد من المنازل واعتقالات من أنحاء متفرقة بالضفة الغربية، لاسيما القدس المحتلة، كما اقتحمت مقار ومواقع مختلفة في القدس، وبيرزيت شمالي رام الله، والخليل، بدعوى علاقتها بالمقاومة.
فيما شنت طائرات الاحتلال الحربية سلسلة غارات صاروخية كثيفة ضد قطاع غزة، لاستهداف مواقع تابعة للمقاومة الفلسطينية ومنازل المواطنين، مما تسبب في وقوع أضرار مادية باهظة، “بدون أن يبلغ عن وقوع إصابات في الأرواح”، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وبحسب مزاعم جيش الاحتلال؛ طبقا للمواقع الإسرائيلية الإلكترونية، فإن هذه الغارات جاءت ردا على الهجمات الصاروخية المنطلقة من قطاع غزة تجاه التجمعات الاستيطانية في غلاف غزة.
وزعمت تلك الصحف بأن قوات الاحتلال هاجمت ثلاثة أهداف تابعة لحركة “حماس” تعمل كمراكز للتدريب والتخزين للأسلحة، وأن القبة الحديدية “الإسرائيلية”، قد اعترضت صاروخين تم اطلاقهما قرب الحدود مع قطاع غزة.
وتزامنت تلك الغارات الجوية مع حركة مكثفة وغير اعتيادية للزوارق الحربية الإسرائيلية في عرض البحر قبالة ساحل قطاع غزة، والتي استهدفت بقذيفة واحدة على الأقل منطقة الواحة، شمالاً، والإقتراب من شاطئ بحر خان يونس، جنوباً، بهدف ارغام الصيادين الفلسطينيين على مغادرة البحر.
إلى ذلك؛ دعا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤول فرعها في قطاع غزة، جميل مزهر، جماهير الشعب الفلسطيني الى المشاركة الفاعلة في مليونية “جمعة الغضب” التي دعت إليها لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة نصرة للقدس، والتي ستخرج على امتداد شارع صلاح الدين مقابل المحافظات الخمس للقطاع من رفح حتى بيت حانون.
وقال مزهر، في تصريح أمس، “ندعو كل جماهير الشعب الفلسطيني للنزول إلى الشارع والمشاركة في المسيرة المليونية، اليوم، لنصرة القدس ومواجهة القرار الأميركي الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية”.
وشدد على أن “الانتفاضة هي الطريق لتحرير القدس، وهي الطريق لاقامة الدولة الفلسطينية على كل شبر من ارض فلسطين من النهر الى البحر”.
فيما دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، “جماهير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة إلى تلبية نداء القدس المحتلة، ونداء فصائل العمل الوطني لتحويل اليوم الجمعة إلى يوم غضب مميز، تنطلق فيه مسيرة جماهيرية مليونية لرفض القرار الأميركي الجائر”.
وحثت على “حشد المزيد من الطاقات والقوى لإطلاق “إنتفاضة القدس والحرية”، وممارسة الضغوط على القيادة الفلسطينية لإتخاذ قرارات عملية تجاه إلغاء إتفاق أوسلو وسحب الإعتراف بالاحتلال، ووقف التنسيق الأمني، ومقاطعة الإقتصاد الإسرائيلي، وسحب العمالة الفلسطينية من المشاريع والمستوطنات الإسرائيلية، وتقديم الشكاوى إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب في دولة الاحتلال”.
بدورها؛ دعت حركة “الجهاد الاسلامي” جماهير الشعب الفلسطيني إلى “تصعيد الانتفاضة واستمرار الغضب الشعبي في مواجهة الاحتلال لرفض القرار الأمريكي الباطل ومواجهة الاحتلال الغاصب”.