كتب المهندس جواد الكساسبة مقالا في ذكرى اسر الشهيد الأردني البطل النقيب معاذ الكساسبة من قبل تنظيم داعش الإرهابي، تاليا نص المقال:
صباحٌ نديٌ من صباحات أيام شهر كانون الأول 2014، يوم 24 من ذلك الشهر ينطلق ذلك الشاب الأردني الكركي الطيار ممتطياً صهوة طائرة f16، بعد أن صلى و دعا ربه دعاء بأن يرزقه الشهادة .
انطلق متجهاً باتجاه الشمال إلى الرقة حيث أوكار الظلم و الظلام، هذا الظلام الذي امتدت يده إلى مسقط رأسك يا معاذ إلى الكرك و كأنك حين انطلقت لتدك أوكارهم منذراًّ ببدأ الحرب تقول إلى أهل الاردن و إلى الكرك احذروا هؤلاء الشرذمة من الخوارج المارقين من الدين كما أخبر عنهم سيدنا علي بن أبي طالب .
يدٌ غاشمةٌ مغادرة، هي تلك التي امتدت إلى مسار طائرتك لتسقطها من علو شاهق و انت الطيار الماهر المحترف و لكن الغدر لا يعرف الاحتراف بل يعرف الخيانة و لكن من أسقط طائرتك لم نعرفه حتى هذه اللحظة مهما طلبنا و حاولنا و لكن الله قادر على إظهار و إزهاق هذه اليد الغاشمة .
و لكنك حين وقعت أسيرا في أيدي هؤلاء البغاة لم تكن ليرف لك طرف و إنما رمقتهم بعين الصقر الذي ينظر إلى الأفعى و هو المرتقي فوق انوفهم.
بمثل هذه الأيام في ذلك العام اتشحت الاردن بثوب الحزن و الأمل و الترقب على حال ابنها الأسير آن ذلك و الشهيد بعد 5 أيام فقط و كأن التاريخ يعيد نفسه و يعيش الاردن حالة الحزن و لكأنك يا معاذ تقبل رأس كل أب و والدة شهيد و كل والد و والدة في الأردن الأغلى و كأنك تطل على عمان من ذلك العلو و تقول ألم أخبركم عنهم؟ أنهم كما فعلوا بي و أسوأ و كان أولى بكم ان تكونوا أكثر حذراً و لكن عزائي في اخواني أنهم إلتحقوا بي عند رب العزة و سيكونون ان شاء الله و إياي في زمرة الشهداء و الصديقين في جنات عرضها كعرض السماوات و الأرض.
يا معاذ في الذكرى السنوية الثانية لإسقاط طائرتك و وقوعك في الأسر أبشرك بأن اسمك يهدأ روع الأمهات و يبرد دموع الآباء و يبشرهم بالجنة إن شاء الله و انك قد أديت امانتك و كنت أنت من أظهر حقيقة الدواعش القذرة و انك أيقونة يتغنى بها الأطفال و تروّدها العجائز و يتسرى بها الشبان رحمك الله يا أخي و رفع شأنك .
رحم الله شهداء الكرك و شهداء الكرامة و كل شهداء الاردن المكرمين و رحم الله شهيد الرقة معاذ الكساسبة
و حفظ الله الوطن كريما عزيزا آمنا مطمئنا و لا حول ولا قوة إلا بالله و حسبنا الله ونعم الوكيل