إنجاز-تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الأربعاء، عن فوائد الرضاعة الطبيعية المطلقة، التي تعني تناول الطفل حليب الأم فقط حتى يبلغ 6 أشهر، وهذا يلعب دورا كبيرا في تحسين صحة حديثي الولادة ونموهم، ويعد أنجع وسيلة لوقايتهم من الأمراض. وتوضح نشرة المعهد فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل والأم، وعوامل نجاحها، والوضعية الصحيحة لها، إضافة إلى مكونات حليب الأم، والنصائح الواجب اتباعها لتشجيع الرضاعة الطبيعية. تُعرف الرضاعة الطبيعية المُطلقة بأنّها تناولُ الطفلِ الرضيع لحليب الأم فقط بشكل تامّ حتى بلوغه سن 6 أشهر، دون تناول أي مأكولات أو مشروبات أخرى بما في ذلك الماء، باستثناء العلاجات والمكملات الغذائية اللازمة عند الحاجة بعد وصفها من قبل الطبيب المختص، وذلك بناءً على توصيات منظمة الصحة العالمية. لتحقيق الرضاعة الطبيعية؛ يجب على الأم إرضاع طفلها خلال الساعة الأولى بعد الولادة. فوائد حليب الأم للرضيع: يٌعدّ حليب الأم المطعوم الأول لحديثي الولادة؛ لدوره في الوقاية من الأمراض السارية، ويوفر حليب الأم أيضاً الوقاية من الامراض المزمنة كما يمتلك خصائص عدّة تجعله مصدرَ الغذاء الأمثل خلال الست أشهر الأولى من عمر الطفل، وأهمّها ما يأتي: – تُعدّ المواد الغذائية التي يحتويها حليب الأم سهلة الهضم. – لحليب الأم خصائص مناعية متعددة ومضادة للالتهابات والعدوى. – يُمكّن الطفل الرضيع من النمو السليم. – يُعزز التطور العقلي والحركي للطفل. – يقي الرضيع من الإصابة بأمراض عدّة؛ أهمها أمراض الحساسية والسمنة. – يقلل خطر إصابته بالأمراض المُعدية؛ كالتهاب الأذن. – يُقلل خطر إصابته بالسكري. – يُقلل خطر إصابته بالسرطان. – يقلل خطر إصابته بالربو القصبي وأمراض القلب. – يُقلل خطر إصابة الرضيع بمتلازمة موت الرُّضع المُفاجئ. – لا يُسبب حليب الأم الإمساك أو الإسهال أو مشاكل المعدة لدى الرضيع. فوائد الرضاعة الطبيعية للأم: تعود الرضاعة الطبيعية بالعديد من الفوائد على الأم المُرضع كذلك، ومن هذه الفوائد ما يأتي: – تُقلل من خطر إصابة الأم المُرضع بداء السكري من النوع الثاني. – تُقلل من خطر إصابة الأم المُرضع بسرطان الثدي والمبيض. – تُساهم الرضاعة الطبيعية المُطلقة في تحقيق انقطاع الطمث بالإرضاع؛ والتي تُعدّ أحدى وسائل تنظيم الأسرة الطبيعية. – تمكّن السيدة من استعادة وزنها إلى ما كان ما قبل الحمل. – تُحسّن العامل النفسي لدى الأم. – تحمل الرضاعة الطبيعية فوائد اقتصادية وبيئية. عوامل نجاح الرضاعة الطبيعية: تُوصي منظمة الصحة العالمية بإرضاع الطفل بشكل مُطلق حتى سن الست أشهر، ومواصلة الرضاعة الطبيعية حتى بلوغه العامين من عمره، ومن العوامل التي تساعد في نجاح الرضاعة الطبيعية واستمراريتها ما يأتي: التلامس الجسدي: يجب أن يتمّ التلامس الجسدي خلال الساعة الأولى من الولادة بين الأم وطفلها؛ لتحفيز إدرار الحليب، ويتمّ ذلك من خلال وضع حديث الولادة على بطن الأم وزحفه غريزيًا نحو ثدي الأم من أجل الرضاعة (Breast Crawl)، كما يُحفّز التلامس الجسدي كذلك الرابط العاطفي بين الأم وطفلها. الوضعية الصحيحة للرضاعة الطبيعية: بالرغم من أنّ الرضاعة الطبيعية تُعتبر عملية طبيعية وغريزيّة إلا أنّ العامل النفسي يلعب دورًا مهمًا في نجاحها؛ لذا لا بدّ من تشجيع السيدات المُرضعات على الرضاعة الطبيعية وتوجيههنّ نحو الطريقة الصحيحة والوضعيات الأنسب للرضاعة ودور إفراغ الثدي في استمرار إدرار الحليب، لذا لا بدّ من طلب المساعدة من المختصّين عند الحاجة لذلك. يمكن تحقيق الطريقة الصحيحة للرضاعة الطبيعية من خلال اتّباع الخطوات التالية: 1- دعم رأس الرضيع وجسده بالكامل وتثبيتهما نحو وجه وبطن الأمّ. 2- أن يكون كلٌ من أذني الأم وكتفيها على استقامة واحدة دون ثني الرقبة. يمكن التأكد من تحقيق تعلّق الرضيع بثدي الأم على نحو صحيح من خلال اتباع التعليمات التالية: 1 – أن يغطي فم الرضيع معظم هالة الثدي (الجزء الداكن المُحيط بالحلمة) على أن يكون الجزء العلوي منه ظاهرًا. 2 – أن يكون فم الرضيع مفتوحًا تمامًا. 3 – أن يُلامس ذقن الرضيع الثدي. 4 – أن تكون الشفة السفلية للرضيع نحو الخارج. تُعدّ الرضاعة الطبيعية فعّالة عند تحقيق التالي: 1 – أن يمتصّ الرضيع حلمة الثدي على نحوٍ بطيء وبعمق مع دفقات من الرضاعة. 2 – ألّا تُسمع أصوات أخرى باستثناء أصوات البلع. مكونات حليب الأم: يحتوي حليب الأم على نبيت بكتيري مفيد؛ كبكتيريا العصيّات اللبنية (Lactobacillus)، والتي تحمل خصائص مضادة للبكتيريا. الشروع المبكر في الرضاعة الطبيعية يساهم في توطين البكتيريا النافعة في القناة الهضمية للرضيع والتي يتمّ اكتسابها من الأم المُرضع. يحتوي حليب الأم كذلك على اللاكتوفيرين (Lactoferrin) الذي ينتقل بدوره عبر حليب الأم إلى الرضيع والذي يلعب دورًا في اكتساب الرضيع مناعة ضد العدوى الفيروسية والبكتيرية والفطرية والطفيليّة. تختلف مكونات حليب الأم وخصائصه بناءً على نوعه، كما مُبيّن في ما يأتي: – اللبأ (Colostrum): يحتوي اللبأ على كمية كبيرة من الغلوبيولين المناعي (Immunoglobulins)؛ والذي يُزوّد الجسم بالمناعة المُخاطية للجهاز الهضمي؛ الأمر الذي يُساهم في حمايته من الإصابة بالأمراض المعدية المختلفة. – الحليب الأوّلي (Foremilk): يُفرز هذا النوع من الحليب خلال الدقائق الأولى من الرضاعة، ويحتوي على نسبة عالية من اللاكتوز. – الحليب النهائي (Hindmilk): يُفرز هذا الحليب في نهاية الرضاعة، ويحتوي على نسبة عالية من البروتين والدهون وفيتامين أ وفيتامين ي. النصائح الواجب اتباعها لتشجيع الرضاعة الطبيعية: من النقاط التي يُوصى بالحرص على اتباعها للتشجيع على الرضاعة الطبيعية ما يأتي: – تشجيع الأم على إرضاع الطفل بشكل متكرر خلال اليوم والليل، بناءً على حاجته، كما يُفضل أن تزيد عدد الرضعات عن 8 رضعات يوميًا. – أن تكون المُرضِع على دراية بالعلامات التي يُبرزها الرضيع كدلالة على حاجته للرضاعة؛ كلقم الحلمة أو النظر إليها أو مصّ يده. – أن تكون الأم مطمئنة وعلى قناعة بأنّ حليبها كافٍ ويُلبّي كافة احتياج الطفل حتى عمر ٦ أشهر. – التأكد من إفراغ الثدي تمامًا قبل الانتقال إلى الثدي الاخر. – أن تكون الأم المُرضع على دراية بأنّ بكاء الطفل يحتمل أسبابًا عدّة ولا تعني دومًا حاجته للرضاعة. – طلب الأم المُرضع المساعدة من خبير عند مواجهتها لأي صعوبات أثناء الرضاعة الطبيعية.