انجاز : في ظل تراجع المعدلات المطرية، وانعكاسها السلبي على مخزون الينابيع والعيون، وتراجع طاقتها الإنتاجية في محافظة عجلون صيفا، تبرز الحاجة الماسة إلى ضرورة التوعية بترشيد الاستخدام، وتوفير مخصصات كافية لمشاريع مائية جديدة، وأخرى تستهدف الحد من نسب الفاقد المرتفعة، وذلك لتوفير المياه بكميات كافيه للمحافظة خلال الصيف مثل استغلال مياه سد كفرنجة.
وتعتمد محافظة عجلون في تزودها بمياه الشرب على مصادر محلية من العيون والآبار بنسبة تصل وفق خبراء، إلى 75 % من حاجتها، ما يجعلها تعاني شحا بمياه الشرب مع تراجع طاقة تلك العيون والآبار خلال الصيف، أو توقفها أحيانا بسبب التلوث والعكورة، وهو ما يتسبب بتفاقم الأزمة المائية في المحافظة، وتجاوز الدور لثلاثة أسابيع، لا سيما وأن مشروع الخط الناقل من سد كفرنجة ومحطة التحلية في منطقة عنجرة ما يزال ينتظر التنفيذ منذ عامين على وعود بتنفيذه.
هذه القضايا والمشاكل المائية يعرضها السكان عبر مختلف المنابر، ويناقشها ويبحثها رسميون ومختصون ومشاركون في لقاءات عديدة حول واقع المياه في المحافظة.
ويقول أحمد خطاطبة إن عجلون بحاجة إلى زيادة حصصها من محطة صمد في الصيف الذي يعاني السكان فيه من شح مياه الشرب، والإسراع باستثمار سد كفرنجة لأغراض الشرب، وتشديد الرقابة على مخلفات معاصر الزيتون وخصوصا مادة الزيبار التي تعتبر الملوث الرئيس لمصادر المياه الجوفية.
وزاد أن السكان يتخوفون من حدوث أزمة مياه خانقة خلال أشهر الصيف القادم، لا سيما مع تراجع كميات الأمطار العام الحالي، والتي لم تتجاوز 400 ملم حتى الآن، ما يستدعي التوسع بالمشاريع التي تستهدف حماية مصادر الشرب وخفض نسب الفاقد.
ويقول محمد القضاة إن الإسراع بتنفيذ مشروع مقترح منذ عامين، وهو توفير محطة تحلية في منطقة القاعدة في عنجرة، ونقل المياه إليها عبر خط ناقل من سد كفرنجة سيوفر كميات مياه شرب تكفي كثيرا من سكان المدن الرئيسية في عنجرة وعجلون وعين جنا وكفرنجة.
يشار إلى أن معدلات الأمطار السنوية في مناطق المملكة تتراوح بين 50 ملم إلى 500 ملم، فيما ترتفع في محافظة عجلون إلى 600 ملم سنويا، وقد تتجاوزه في كثير من المواسم لتصل إلى زهاء 800 ملم سنويا.
يذكر أن دراسة سابقة أعدتها جهات متعاونة، مستعينة بأرقام وحدة التنمية في محافظة عجلون، أكدت أن المحافظة تعاني شحا بمياه الشرب خلال الصيف، عازية هذا الشح إلى أن طبيعتها الجغرافية الوعرة والانحدار الشديد، ما يتسبب في هدر كميات كبيرة من مياه الأمطار في الأودية الجانبية.
كما عزت ذلك إلى عدة أسباب أخرى مثل تلوث بعض الينابيع الكثيرة الموجودة فيها، بسبب عدم شمول بعض المناطق بشبكة الصرف الصحي، والمعاصر التي لا تتبع شروط السلامة العامة لها دور بذلك، إضافة لقدم واهتراء شبكات المياه، وبالتالي ارتفاع نسبة الفاقد.
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن كمية المياه من المصادر المحلية السطحية والآبار في المحافظة تبلغ 5 مليون و100 ألف م2 سنويا، في حين يبلغ العجز المائي في المحافظة مليونا و800 ألف م2 حاليا ما يتطلب إيجاد بدائل لسد النقص من مصادر خارجية تأتي من مشروع وادي العرب 2 أو من أي مصدر آخر متاح من قبل شركة مياه اليرموك،
فيما تشير الأرقام إلى أن “نسبة الفاقد من الشبكات يبلغ 40 % .
إلى ذلك، نفذت وزارة المياه والري، في محافظتي عجلون وجرش الأسبوع الماضي، حملة توعوية لحماية مصادر المياه الجوفية، بعنوان “إن كنت على البير اصرف بتدبير”. وجاءت الحملة ضمن برنامج التعاون الفني لمشروع إدارة مصادر المياه الجوفية في الأردن بين قطاع المياه والمعهد الفيدرالي الألماني لعلوم الأرض (بي جي أر)، والممول من قبل الوزارة الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية.
وقال محافظ عجلون الدكتور قبلان الشريف، إن هذه الحملات ترفع من وعي المواطنين بأهمية تعزيز ثقافة الحصاد المائي، والمحافظة على مصادر المياه الجوفية وحمايتها من التلوث والاعتداءات والاستنزاف، مثمنا جهود وزارة المياه في توفير حلول لشح المياه التي تعانيها عجلون خاصة في الصيف.
وأكد أمين عام وزارة المياه، الدكتور جهاد المحاميد، أهمية إيجاد ثقافة وطنية تعزز المحافظة على المياه، في ظل صعوبة الوضع المائي الذي يواجهه الأردن نتيجة التغيرات المناخية، ووجوده في منطقة قليلة الأمطار.
وبين المحاميد أن خطة الوزارة الاستراتيجية تتضمن تحقيق استدامة شاملة لمصادر المياه، والإدارة المتكاملة لمصادرها، مؤكدا ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة للحد من التلوث، وتنفيذ مشاريع تحول دون وصول المياه العادمة إلى المصادر المائية الجوفية، واستغلال المصادر غير التقليدية للتخفيف الضغط على المياه الجوفية وتخفيض الكميات المستخرجة منها.
وأكد رئيس مجلس محافظة عجلون عمر المومني، أهمية الشراكة مع قطاع المياه وعقد هذه الورشات لتوعية المواطنين بالواقع والتحديات المائية التي تواجهها المملكة.
بدوره قال مساعد الأمين العام لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الوزارة، عمر سلامة، إن هذه الحملة تأتي في إطار استكمال الجهود للتوعية بالواقع المائي وأهمية المحافظة على المياه الجوفية والحد من تلوثها واستنزافها.
وأوضح أن طبيعة عجلون الجبلية تؤثر على تكلفة نقل المياه وضخها إلى مناطق المحافظة، مشيرا إلى أن سلطة المياه تعمل من خلال شركة مياه اليرموك على إيجاد حلول لتجنب تفاقم مشاكل المياه في الصيف المقبل بالاعتماد على عدد من المشاريع لتحسين التزويد المائي وتخفيض الفاقد، ومشروع محطة تحلية كفرنجة الذي سيبدأ العمل به في أيار المقبل.
الغد ..عامر الخطاطبة