مفرط في الحنين
إلى وهم أو مكان
موغل في تقليب تلك الأوراق السرية
وتلك الأيام التي حُفرت بالخط الرديء على بطن الجبل القاسي
ذلك الجبل
يطل على واد عميق في الذاكرة
يشرح للسماء خديعة النظر للأعلى
.. ولا يصغي إلى الصدى :
اهبط إلى واديك يا الجبل العالي
اهبط أو لا تهبط
ر تلك النجوم
أو لا تراها
….يا الجبل ……..يا العالي
اصغ الى الصدى يتردد
أو لا تصغي إلى أحد
الصدى صوتك
صوتك يا الجبل يا البعيد.
مولع في الحنين
إلى ذكريات فاسدة
ومواجع لم يغسلها الرضا
وحكايات لا تحتملها الكتب
ونشيج قصيدة خرساء بلا وزن أو ضجيج.
سأردد ما مرّ معي من أذى
سأعدل عن ترديد الأسى
أعدل عن نسيان الغضب
وأذهب طويلًًا في تشذيب الذاكرة
أمارس على نفسي الخديعة
كي تستمر الحياة صوب ماضيها الجديد وجديدها البالي.
موغل في سيرة الندى
أحصي قتلى الخوف
أفكك أسرار التصوف التدين التطهر التعرف اليقين المحتمل اللامحتمل الغامض الواضح الجحيم الجنة اللذة الجبن الحظ الصدفة الشر الطيبة الوجع الألم الزهد الحكمة الندم العدم
سوف احتال كثيرًا على الكلمات
الكلمات التي تحاول تقمص دور القصيدة
القصيدة التي تحاولة تقمص دور الفتنة
الفتنة المخبوءة في جرار الصبايا
الصبايا اللواتي كبرن وذهبن في تغطيس الذاكرة بحبر التقاليد
الصبايا اللواتي منحن أرحامهن للعجز المؤقت
حتى ولدن أقراننا وأشباهنا
في طحين الصبر أو موائد الفلاحين الناشفة
وعطايا التباهي المزيف
أو دفاتر اليأس المزنر بالياسمين.
سوف أحتال على القصيدة
كي أعلمها السجود بين يدي الكتمان
وانهي الصدى عن ترديد فكرته عن الخلود
وقد أقترح على الزمن فكرة لا تنفعه
فكرة ناضجة من أفكار الطمأنينة
كي يكشف عن ماهية التأويل
وربط معصم الظلال بخرقة بالية
ورميها في حقول الكبرياء المريض
تعويضًا عن نرجسية الكمال المحاط بطنين الذباب.
مرحبًا
بالناجين من هزيمة الغد الذي مضى مذلولأ من رداءة التوقيت ولعنة الماضي السعيد.
مفرط في الحنين إلى ذات البداية
مغرم بترديد المقولات ذاتها
وجمال مسقط الرأس البريء
وأسأل الكون أن يتعافى
من مرض الكائن المشدود للبدايات الباهتة
والخاسر الأبدي في النهايات
وفي القادمات مما تبقى من تفاصيل.
لن يعود الزمان إلى رشده
والعصافير لن تعتني بالحقول
لا توجع الذكرى جناحيها
وهي تبحث عن حبة قمح في جفاف القصيدة
فتراجع عن تجميل اليقين بغدٍ ناج من فتنة التغييب.
رب نضارة لم تشهدها الحكاية من أولها
وانت تحاول ملكًا دون أن تعين الجغرافيا على رسم التضاريس
وإطلاق العنان لقلم الكوبيا الحر في توسيع الحلم والتوصيف.
مفرط في الحينن
إلى وهم أو لا وهم
إلى مكان أو لا مكان.
