انجاز-كتب : الصحفي علي عزبي فريحات يلعب الإعلام دورا كبيرا لا يمكن الاستهانة به في التعريف بأي قضية كانت وتسليط الضوء عليها وإظهارها للرأي العام ولجموع المتابعين لتأخذ حيزا كبيرا من الاهتمام وتسليط الضوء عليها سواء من الدولة أو المجتمع وخصوصا ان وسائل الإعلام لها تأثير كبير على تشكيل البناء الإدراكي والمعرفي للأفراد أو الجماعات ويسهم هذا الأثر في تشكيل رؤية الفرد والمجتمع تجاه قضايا مجتمعه والقدرة على تحليلها واستيعابها ومن ثم اتخاذ السلوك واتباع الأسلوب المناسب حول هذه القضايا. وتعد البيئة من أهم هذه القضايا التي لا نرى تسليطا كبيرا كافيا عليها من قبل وسائل الإعلام بالشكل المطلوب ولا نرى تناولا منها للقضايا البيئية إلا حينما تحل علينا بعض المشاكل البيئية كتلوث المياه والأمطار الحمضية والتصحر واندثار البيئة البرية وتغول المنشآت والابنية الخرسانية على المساحات الخضراء وحينها يدق ناقوس الخطر وتبدأ جميع وسائل الإعلام بإعطائها أهمية في تغطياتها الإعلامية لكن في اغلب الأحيان تكون متأخرة بعد أن تمتد المشاكل والكوارث البيئية لتصل إلى الإنسان وتهدد حياته. وتزداد الحاجة الملحة يوما بعد يوم للمجتمعات بشكل عام والتنمية بشكل خاص إلى الإعلام البيئي وتزداد الحاجة إلحاحا عند ظهور مشكلة بيئية مثل التلوث وانتشار الأوبئة والآفات الزراعية فحضور الإعلام البيئي خلافا لما يعتقد معظم الناس يتجاوز إثارة الموضوعات المتعلقة بأكوام النفايات ومجاري الصرف الصحي والبناء العشوائي وتقطيع الاشجار وافتعال الحرائق داخل الغابات وزيبار الزيتون وتلوث المياه والمحاجر والمقالع . الاعلام البيئي أيضا له حضور أشمل وأعمق يبدأ منذ لحظة ولادة الاستراتيجيات والقرارات السياسية والتجارية والتشريعات المختلفة وما ينتج عنها من تأثيرات على البيئة والطبيعة والتنوع الأحيائي، وفي نهاية المطاف على نوعية حياة البشر وحقوقهم ولا تقل مسؤوليته عن مسؤولية الجامعات والمؤسسات البيئية والوزارات والحكومة بل تتعدى مسؤوليته ذلك لأنه أولا وآخرا مصدر المعرفة الأول والأساسي لكل الناس لذلك يجب ألا يغيب الإعلام عن الهم البيئي ويسقط هذا التخصص من حساباته. إن الاعلام البيئي يهم كل فئات المجتمع والتأثيرات والأضرار الناتجة عن الكوارث أو التلوث لاتميز بين فئة وأخرى لذلك فإن على هذا الاعلام أن يتوجه الى الجماهير لتكون قوى ضاغطة لحث أصحاب القرار على انتهاج سياسة إنمائية متوازنة تحترم البيئة وتحافظ على مواردها الطبيعية كما عليه أن يتوجه الى العلماء والمفكرين والمثقفين لحثهم على وضع قدراتهم الابداعية للحفاظ على توازن الطبيعة والحد من تلوث البيئة والى السياسيين وأصحاب القرار للتشديد على أن مسؤولياتهم لاتنحصر في مجموعة معينة من المواطنين أو في حقبة زمنية محددة، بل على مر الزمن. الإعلام البيئي يجب أن يكون على قدر التحديات ولا يبقى حاضرا جزئيا ونظريا في كتب الجامعات ويغيب واقعا وتطبيقا. المطلوب تنمية هذا الإعلام ليشكل حلقة وصل بين العلم والأحداث والكوارث البيئية من ناحية وبين الجمهور الذي يفترض أن يؤدي الدور الأكبر في حماية الطبيعة والتنوع الأحيائي من ناحية ثانية، ونشر الوعي البيئي لزيادة الثقافة البيئية بين كل فئات المجتمع خصوصا المرأة والطفل والشباب وذلك للتعرف على هذه المشكلات والقضايا وغرس السلوك البيئي القويم ولوضع أفضل الحلول للمشكلات البيئية. فلابد أولا من رفع الوعي البيئي لدى المرأة والطفل لآثار التدهور البيئي ولأهمية دور المرأة الحيوي في الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية للبيئة ومشاركتها في القرار البيئي وتطبيقه ويمكن وضع إستراتيجية عربية لرفع الوعي البيئي للمرأة والأطفال والشباب الذين يمثلون الشريحة الكبيرة والفعالة من شرائح المجتمع وهم رجال الغد وثروة المستقبل ولا بد أن يكون لهم دور حقيقي في التخطيط للقضايا البيئية التي تمس حياتهم. في ظل ازدياد المشاكل البيئية اصبح مطلوب تكاتف الجهود ومزيد من الاهتمام من كافة وسائل الإعلام بمشاكلنا البيئية وتسليط الضوء على بيئتنا التي نشأنا وترعرعنا عليها وتنسمنا هواءها النقي النظيف وان تتواكب جهودنا جميعا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى تعود بيئتنا خاليه من التلوث إلى سابق عهدها وأن يسود اللون الأخضر على غيره من الألوان. بات من الضروري أن يقوم الإعلام بأداء دوره في توعية الناس بالمشاكل والكوارث البيئية من خلال إعداد برامج وخطط بعيدة المدى لتبيان مدى الأضرار والعواقب الوخيمة التي قد تخلفها من خراب للحياة البيئية والطبيعية . وللتوعية لابد من تكاتف الهيئات والمؤسسات المسؤولة عن البيئة مع المؤسسات الإعلامية التي ستكون همزة الوصل مع الجمهور في إيضاح خطورة إهمال القضايا البيئية بالاضافة الى الاسهام الاعلامي في إيجاد وعي وطني بيئي يحدد السلوك ويتعامل مع البيئة في مختلف القطاعات. رئيس جمعية البيئة الاردنية رئيس لجنة تنسيق العمل البيئي. رئيس مبادرة “سياحتنا عنوان ثروتنا وبيئتنا “. رئيس مبادرة اعلاميون بيئيون متطوعون . رئيس مبادرة “غاباتنا عنوان ثروتنا وبيئتنا فلنحافظ عليها” . رئيس مبادرة “مواجهة كورونا مسؤوليتنا جميعا “.