تحت رعاية معالي السيدة ليلى شرف ،عقد مركز الدراسات المستقبلية في جامعة فيلادلفيا ندوة بعنوان ” مستقبل الشراكة السياسية والمجتمعية في الاردن “وذلك يوم السبت 22 -10 2016 في مقر جمعية الشؤون الدولية في خلدا، بمشاركة ثلة من الباحثين والاكاديميين والسياسيين ، وأشار رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور معتز الشيخ سالم في كلمته الافتتاحية الى :
تجارب دول العالم والحالة الراهنة للمنطقة المنطقة العربية من حيث خطورة غياب المشاركة في العمل السياسي والاجتماعي مما يؤدي في النهاية إلى السلطوية العقيمة. وبالتالي بينت أهميتها كأسلوب مجرب وناجح لمواجهة التحديات من خلال العمل المشترك وليس التفرد والاقصاء.
إن الوصول بالشراكة المجتمعية إلى مستوى مقبول ، يتطلب البحث في محركات التوافق المجتمعي واقرار حدود دنيا من الثوابت والمعايير العملية لانجاح الشراكة وادامتها وتعزيز ثقة المواطن بها ، ولعل أهم تلك المعايير حق الآخر في الشراكة في إطار من الشفافية ، والنزاهة ، والكفاءة ، والتزام القانون .
وتابعت الندوة التي ادارها الدكتور ابراهيم بدران أعمالها بورقة لمعالي السيدة أسمى خضر عن “المواطنة والديمقراطية” جاء فيها ان المشاركة السياسية أهم مظاهر الديمقراطية التي لا تنفصل عن المواطنة الحقة والشعور بالمساواة الحقيقية القانونية والاجتماعية ، وان المواطنة هي الوسيلة الحقيقية لتجاوز الانتماءات الفئوية والهويات الخاصة ، لاحظت السيدة اسمى خضر تراجع مظاهر الديمقراطية في الكثير من القوانين الجديدة التي جاءت على حساب الحقوق والحريات .
أما النائب السابق جميل النمري ففي ورقته بعنوان ” قادة الراي والشراكة بين البرلمان والحكومة ” أشار إلى الصورة النمطية السلبية الشائعة للنواب والمجلس على العموم ، واشار إلى غياب أي تصور منهجي لفكرة الشراكة بين البرلمان (الاعيان والنواب ) وبين الحكومة أو السلطة التنفيذية ،واشار إلى استثناء في مجلس النواب السابع عشر الذي وصل الى الاتفاق على الحد الادنى للخطط الاصلاحية لعدة قطاعات في الدولة ،
اما سعادة النائب والناشطة السياسية عبلة أبو علبة فقد ركزت في ورقتها ” المرأة والمشاركة السياسية والمجتمعية ” على دور المرأة في العملية السياسية ،واستعرضت نضال المرأة الاردنية في سبيل المشاركة والديمقراطية ،واضافت في كلمتها الى ضرورة وجود مشروع مجتمعي نهضوي للنساء يتجاوز المكتسبات المجردة التي تضفي عليها المسوح و الدراسات الاحصائية الدولية والإقليمية وحتى المحلية أهمية مبالغ فيها. وفي ختام الجلسة الأولى دار نقاش ثري بين الحضور والمحاضرين .
وقدم الاستاذ هاني حوراني ورقة بعنوان ” المجتمع المدني والمشاركة ” اشار فيها إلى انخفاض نسبة المشاركة في مؤسسات المجتمع المدني التي تعاني من عدة مشكلات منها غياب الديمقراطية والجمود وعدم التجدد ،وعدم وجود بيئة سياسية وقانونية محفزة على المشاركة ،وخلص المحاضر بالتوصية برفع تعزيز دور المجتمع المدني من خلال بناء اطار تنسيقي لجميع منظمات المجتمع المدني ،وانشاء معهد للقيادة والحاكمية الرشيدة لإدارة مؤسسات المجتمع المدني ورفع قيمة العمل التطوعي.
وقدم الاستاذ الدكتور سالم ساري الذي قدم ورقة بحثية بعنوان “شراكة الدولة والمجتمع :اطار نظري نقدي “استعرض فيها اهم الاتجاهات و النظريات السياسية والاجتماعية الكلاسيكية والمعاصرة التي تناولت موضوع الشراكة ؛ كالماركسية والوظيفية والفيبرية ونظرية التواصل عند يورغن هابرماس والرمزية ، وبعد استعراض نقاط القوة والضعف في تلك النظريات أشار إلى اهمية مطابقة الشراكة الجديدة لمفاهيم وآليات جديدة مطابقة لها ، وان لا شراكة سياسية واجتماعية بدون تكوين وعي مجتمعي عام أو بدون الديمقراطية ومشاركة الشباب وخلص في النهاية الى رد الامور في موضوع الشراكة الى المستوى الثقافي وهو المستوى الاهم بين كل القطاعات المجتمعية .
أما الاستاذ الدكتور احمد نوفل الذي قدم ورقة بعنوان “الاحزاب والمشاركة استعرض فيها أهمية الاحزاب في التنمية السياسية ودورها الوسيط بين السلطة والمواطن وأشار المحاضر إلى ضرورة وجود الاحزاب عنواناً للديمقراطية ووسيلة المشاركة السياسية العصرية ، وخلص إلى أن المشاركة السياسية واجراء الانتخابات هي استفتاء دوري لتجديد الثقة والعقد المبرم بين المواطن أو الشعب من جهة وبين السلطة من جهة اخرى ، وأن غياب المشاركة والاحزاب يعني تجميد العملية السياسية وتراجع الثقة بين الطرفين .
واعقب المحاضرات حوار موسع بين لمحاضرين والمشاركين.