هل القت جامعة الحسين بن طلال النقود في القمامة؟
روى الدكتور رامي الطراونة قصة جلسة جمعته بوزير سابق قبل نحو عامين اتهم فيها احد رؤساء جامعة الحسين بن طلال برمي النقود في القمامة لقيامه بدعم جميع طلبات البحوث العلمية المقدمة وتفضيله تحويل النقود للبحث العلمي ولمكافآت الهيئة التدريسية على تحويلها لدفعات الهيئة الاعتماد الجبائية، وفق الطراونة.
يقول الطراونة، “اختلفنا بالرأي، وكان رأي معاليه أن رئيس الجامعة كان يلقي النقود في القمامة لاعتقاد معاليه أن الكادر ببساطة غير كفوء. فالجامعة كانت خارج جميع التصانيف، إذ لم يسبق لها دخول أية تصنيف بتاريخها”.
وأضاف، “ردي كان ببساطة لننتظر نتائج التقييمات”.
ويتابع الطراونة في منشور له عبر فيسبوك، “ما حدث هو أن نتائج التقييمات العالمية الأخيرة كانت مدهشة، فرغم أن كامل عدد الأكاديميين في هذه الجامعة، بالكاد يصل الى عدد أكاديميي كلية واحدة في الجامعات الأردنية الضخمة، إلا أن ترتيب جامعة الحسين بالعدد الكلي لاستشهادات الأبحاث المنشورة ضمن الويب أوف ساينس كان الثامن على كامل جامعات الأردن. (مرة أخرى رغم أن حجم الكادر الأكاديمي بسيط جدا مقارنة مع باقي الجامعات)”.
وبين أنه ما يُظهر التفوق، ليس فقط العدد المطلق للاستشهادات، بل نسبة الأبحاث التي تم الاستشهاد بها، أي نسبة أبحاث الجامعة التي يرى الباحثون حول العالم أنها تستحق ان يتم البناء عليها.
وأشار إلى أن أعلى نسبة استشهاد للأعمال المنشورة في جامعات المملكة كانت 70.33% وحصلت عليها جامعة الحسين بن طلال.
وأكد أن الجامعة التي قال الوزير السابق إن رئيسها يلقي النقود في القمامة لأنه يصرفها على البحث العلمي وعلى كادرها غير الكفوء هي الآن الأولى على المملكة في نسبة الاستشهاد بأبحاثها.
وأوضح أن ما يزيد الجامعة فخرا هو نتائج تصنيف الويبومتركس، إذ رغم تعطيل دخول الجامعة للتصنيف بسبب قيام أحدهم بالاصرار على تفريغ موقعها الإلكتروني عام 2018، إلا أن الجامعة وخلال بضعة أشهر وبجهود خيالية من مدير مركز حاسوبها وموظفيه الرائعين استطاعت إعادة موقعها الإلكتروني، وتواصلت الجامعة مع مسؤولي التصنيف لتثبيت حقيقة أن موقعها عاد للعمل، والنتيجة هي أن هذه الجامعة الصغيرة تحتل اليوم الموقع التاسع ضمن قسم Excellence على 35 جامعة وجهة في الاردن، والموقع 12 ضمن Openness. والموقع 14 من أصل 35 وذلك بإجمالي التصنيف الذي لم يكن مسموحا لها دخوله قبل بضع سنوات.
وقال الطراونة إنه وزيادة في إثبات تميز جامعة الحسين بن طلال، استطاعت في عام 2018 مضاعفة عدد قبولات طلابها قرابة الخمسة أضعاف، رغم عدم سماح مجلس التعليم العالي لها فتح باب قبول الطلبة خارج الأوقات المعتمدة، مشيرا إلى أنها الجامعة الوحيدة بتاريخ المملكة التي استطاعت مضاعفة قبولاتها بهذا الشكل.
وأضاف، “جامعة صغيرة في صحراء معان الأبية كانت خارج كامل عالم التصنيفات، اقتحمته، وتفوقت في العديد من زواياه على معظم الجامعات الاردنية هي بالتأكيد جامعة لم تلقي بنقودها بالقمامة”.
وتابع، “يحق للجامعة أن تفخر بكادرها الأكاديمي الذي يمثل أفضل الكوادر في المملكة. ويحق لرئيسها الذي أُقيل لأنه “ما بحكي حاضر سيدي ولا بيسمع الكلام” أن يكون فخورا بإنجازه مع الكادر الرائع. ويحق لأهل معان أن يفاخروا بحقيقة أن جامعتهم هي أسرع الجامعات الأردنية تقدما على سلم التصنيفات”.
بدوره الرئيس السابق للجامعة الدكتور نجيب ابو كركي، علق على منشور الطراونة داعيا المعنيين في وزارة التعليم العالي ابداء الرأي بهذا الموضوع، إضافة إلى أساتذة جامعة الحسين واساتذة الجامعات الاردنية والذين يعلمون حقيقة الامور الصادقين الانقياء وكل من عاصروا فعليا وشاهدوا بام اعينهم كيف تطورت الجامعة وتقدمت رغم المعيقات ورغم الاعاقات ورغم التزوير والتجني.
وقال إن التعب والجهد والامانة والاخلاص ونكران الذات لا بد وان يتضح ولا بد أن يعتبر ويؤخذ بالحسبان.
وشكر ابوكركي الدكتور رامي الطراونة وكل صادق حر يعبر عن رأي صادق يسهم باحقاق الحق، قائلا: “وهو ما سعيت دائما لتحقيقه”.
وأضاف، “لا اريد شكرا او تقديرا ولا انتظره شخصيا من احد. لن يصح الا الصحيح. اما صاحب المعالي المذكور فأترك لكم تقدير ما يستحق كلامه من تقدير”.
ودعا إلى السؤال عن مبادرات جامعة الحسين الاثني عشر وما تتضمنه من تطوير اعاد تعريف دور الجامعة فعليا في خدمة الوطن والمجتمع والتعليم العالي، واصفه بتطوير فريد مبتكر لم يقلد به احد.
وأكد، “لن يستطيع بعض اصحاب المعالي ان يوقفوا التقدم والتطور والتجديد المبتكر وان يطمسوا الحقيقة فقد فاتهم الفوت واثبتنا عمليا ما لن يمكنهم ان يطمسوه. أتمنى كل الخير للوطن وكل الخير للتعليم العالي وجامعاتنا كافة واستمرار التقدم والتطور لجامعة الحسين بن طلال واساتذتها وطلابها والعاملين بها وهم أهل لذلك دوما”.