فور انتهاء الإمام من خطبة صلاة عيد الاضحى المبارك في العاشر من ذي الحجة ينتشر المقتدرون من المسلمين بناطقهم للبدء بشعائر العيد التي تبدأ بذبح الهدي تقربا لله تعالى وسط فرحة المسلمين .
والاضحية هي قربان لله سبحانه وتعالى لها شروط يجب الالتزام بها كأن تكون تامَّة الجسم ليست عوراء، ولا عرجاء ويكون وقت ذبحها من بعد صلاة عيد الأضحى إلى نهاية أيّام التشريق، أي غروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة .
ويلجأ بعض المواطنين لشراء اضحيتهم عن طريق التقسيط ، نظرا لارتفاع اسعارها التي تراوحت بين 120 الى 200 دينار للخروف في ظل الاوضاع المادية الصعبة التي يعيشونها .
واشاروا الى أن مواقع بيع الأضاحي التي تبيع بالتقسيط تمكن المواطنين من الشراء وتوفير الأضحية للأسرة ما ييسر عليهم القيام بالسنة النبوية وتقديم الهدي لله تعالى .
رغبة المواطن بأداء هذه الشعيرة، وشراء اضحية ، تتعذر أمام جشع بعض التجار واستغلالهم المناسبات الدينية لرفع الاسعار ‘ يقول خليل جبر ، مبينا انه ليس بمقدور المواطن شراءها ايام العيد ، فيلجأ الى التقسيط .
وتقول ام سائد يتزامن العيد المبارك هذا العام التجهيز للمدارس ، خاصة ان لديها 3 اطفال في المدارس ،يحتاجون الى مصروفات عالية من تسجيل وشراء كتب ، ناهيك عن التحضير للعيد من ملابس وحلويات وغيره .
وبينت ان اللجوء الى تقسيط الاضحية خفف من العبء عنهم، ومنحهم الفرصة ايضا لأداء شعيرة مهمة من شعائر عيد الاضحى المبارك . من ناحيته قال تاجر الاغنام عبدالله الحربي ان التفاوت في الاسعار يعود الى نوع وحجم الأضحية ووزنها وقيمتها لافتا الى ان غالبية المواطنين يفضلون الخروف البلدي مقارنة ببقية الانواع حيث تصل الاسعار الذروة مع موعد اقتراب يوم النحر .
الحسنات : الاضحية سُنة على القادر امين عام دائرة الافتاء الشيخ احمد الحسنات قال ان الاضحية سنة عن النبي عليه الصلاة والسلام ، سنها على القادر ممن وجد مالا زائدا عن حاجته وحاجة من ينفق عليه من اولاده وزوجته ومسكنه ، فاذا كان لديه مالا زائدا عن ذلك فيستحب له ان يضحي .
وقال ان الانسان الفقير غير القادر على دفع ثمن الاضحية فليس عليه واجب ان يذبح ولا يسن له الذبح ، فالأولى ان يوفر نفقة البيت والاسرة في هذه الحال ، ولا ينبغي للمسلم ان يضيق على عائلته وبيته في سبيل ان يضحي ويحقق السنة النبوية .
وعن تفاوت اسعار الاضاحي بين البلدي والمستورد قال الشيخ الحسنات ان قيمة الهدية تعظم كلما عظم شأن المهدى اليه، فكيف اذا كانت الهدية لله عز وجل ! وبين ان من كان قادرا على شراء الاضحية وعلى اختيار الافضل منها والأغلى ثمنا والأكثر لحما ، فهذا من باب أولى تعظيما لشأن الله تعالى .
وأكد على أن الهَدي (الاضحية) هدية لله تعالى ، تقع في يده عز وجل قبل ان تصل أيدي الفقير، كما قال الرسول الكريم ، بمعنى ان الله يقبل الهدية ويثيب عليها ثوابا عظيما ويغفر للإنسان بعدد شعر اضحيته ، فمن هذا الباب يستحب للقادر ان يستحسن الهدية .
وعن فعل التقسيط قال ان الاضحية سُنة بحق القادر ، ولا تُستحب لغير القادر ، وبالتالي من لا يستطيع شراءها نقدا ، لا يطلب منه ان يشق على نفسه وعلى اهل بيته ، ويخضع مصروف عائلته للاقتطاع الشهري ، ولكن لو كلف نفسه وتحمل مشقة التقسيط نقول له لا باس بذلك.
واشار الى انه لا يوجد ما يمنع من مشاهدة أهل البيت أضحيتهم، وهو اوجب مستشهدا بقول النبي الكريم للسيدة عائشة رضي الله عنها : ‘ قومي فاشهدي اضحيتك ‘ ، ولكنه استدرك بان المدن الان اصبحت كبيرة وأصبح إحضار الاضاحي الى البيوت فيه مشقة ويؤدي وجوده وذبحه بين الاحياء الى مكاره صحية ومشكلات بيئية ، والافضل ان يتم الذبح في الاماكن المخصصة لذلك .
وبين ان التوكيل في الاضحية جائز على ان يتأكد الانسان من الجهة التي تقوم على هذه الاعمال بحيث تكون مأمونة وموثوقة ، وقال من حيث المبدأ لا يوجد مانع من التوكيل لذبح الاضحية وتوزيعها في اي مكان ، والاولى توزيعها على فقراء البلد ، الا اذا كانت البلاد الاخرى فيها الفقر اكثر من بلادنا . بلقر : تفاوت اسعار الاضاحي يعود الى الكلف الاضافية مدير عام تكية ‘ام علي ‘ سامر بلقر قال ان تفاوت اسعار الاضاحي الموجودة في الاسواق المحلية وما نقدمه من اسعار في التكية يعود الى ان كلف الأضاحي الحية اعلى من حيث الشحن وتقديم الاعلاف وبيع التجزئة حال وصولها ومن ثم ذبحها .
واضاف ان التكية تشتري الخراف من استراليا وتقوم بذبحها هناك على الطريقة الاسلامية وتشحنها الى الاردن على شكل لحوم مبردة ، ما يخفض سعر الاضحية في التكية مقارنة مع السوق المحلي .
واشار الى أن الهدف من مشروع الاضاحي تعظيم السنة النبوية الشريفة المؤكدة اضافة لاستفادة اكبر قدر ممكن من الشرائح المنتفعة من التكية من الاضحية طوال العام .
ولفت بلقر الى ان لحوم الاضاحي تخزن لغاية 8 أشهر وتوزع مرة كل شهرين على حوالي 30 ألف اسرة .
وقال انه تم ذبح 25 الف أضحية العام الماضي في استراليا وصل سعر الاضحية الواحدة 100 دينار، اضافة الى 1000 أضحية محلية تم ذبحها في مسلخ عمان بناء على طلب المتبرع وصل ثمن الواحدة منها 150 دينارا .
ودعا بلقر المتبرعين الى التوجه خلال هذه الايام لحجز اضحيتهم وذلك لتخفيف الضغط والتيسير على الاخرين .
الخطيب : الاضحية عن الأحياء وليس للأموات استاذ الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتور محمد الخطيب قال أن الأضحية هو ما يُذبح في عيد الأضحى من الإبل أو البقر أو الغنم – تقرُّباً لله تعالى ولها عدة شروط: منها ما يتعلّق بسنّ الأضحية فيُشترط في الإبل أن تكون قد أتمَّت الخامسة من عمرها، وأما البقر والماعز فيُشترط أن تكون قد أتمّت السنة الثانية من عمرها، وأما الخراف فيُشترط أن تكون قد أتمَّت السنة الأولى من عمرها.
واضاف يشترط كذلك في الاضحية ان تكون تامَّة الجسم ليست عوراء، ولا عرجاء، ولا مريضة، ولا مقطوعة الأذن أو الإلية. وبين ان الاضحية تذبح تقربا لله تعالى عن الأحياء فقط وليس الأموات، وقال إن ما يذبح عن الاموات يدخل من باب الصدقات التي تجوز على الاحياء والاموات سواء كانت مالا او ذبيحة او غير ذلك ، مشيرا الى ان اول اضحية كانت عن اسماعيل عليه السلام ، وحتى ينقذه الله تعالى من الذبح ، نزلت الاضحية من السماء .
واشار الى ان وقتها يبدأ من بعد صلاة عيد الأضحى إلى نهاية أيّام التشريق، أي غروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة.