انجاز-رامي عبدالله
:تحول ملف صفقة القرن مؤخراً إلى الشغل الشاغل للعديد من المنصات الإعلامية في المنطقة حيث كثرت التكهنات والقراءات لصفقة يسمع عنها الجميع ولا يعرف أحد محتواها تحديداً، ما بين متفائل ببنودها في ظل الحديث عن وساطة عربية ساهمت في صياغتها وبين متشائم يراها تكراراً لاتفاق أوسلو الذي قبر قبل أن يولد.
على خلاف المتوقع، فإنّ الأخبار في رام الله تشير إلى إن غالبية سكان الضفة الغربية غير مهتممين بهذه الصفقة ولا بتفاصيلها، إذ وفقاً لبعض الدراسات الاستقصائية التي أجريت في الأيام الأخيرة هناك، فإن غالبية السكان منكفون على حياتهم اليومية وتحدياتها رغم إدراكهم برغبة الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب في الإعلان رسمياً عن تفاصيل الصفقة في الأيام القليلة القادمة.
هذا وقد ندد الفلسطينيون في وقت سابق بالمرحلة الأولى من تلك “الصفقة”، والتي تمثلت في خطة لإنعاش اقتصادي بقيمة 50 مليار دولار مقابل تنازلهم عن حقهم في القدس الشرقية كعاصمة للدولة المقترحة.
بعض المراقبين عزا موقف فلسطينيي الضفة اللامبالي لرفضهم لهذا المشروع من أساسه، حيث يعتقد السكان أن الطريق السريع التي وعده الإداراة الأمريكي بتمويله لربط غزة برام الله سيؤدي حتماً إلى موجة نزوح جماعية لسكان القطاع بحثاً عن حياة أفضل في الضفة، ما سيدفع نحو انفجار ديموغرافي لا تملك الضفة أي موارد لاستيعابه.
فشل المجتمع الدولي في تحقيق وعوده السابقة بحل الدولتين جعل الفلسطينيين يفقد كل ثقتهم في قدرة الوسطاء الإقلميين في حل هذا النزاع المتواصل الذي حولهم إلى شعب مهجر ومقسم وحرمهم من أبسط حقوقهم مواطني القرن الواحد والعشرين.