هل يساعد الأطباء في صناعة وتطوير السيارات؟
تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الأحد، عن الدور الذي قد يلعبه الأطباء في صناعة وتطوير السيارات، بشكل أكثر أمانا لحماية صحة الإنسان.
وتوضح نشرة المعهد آثار وسائل النقل على الصحة، سواء كان ذلك من الوقود المستخدم، أو الحوادث المختلفة التي قد يتعرض لها الإنسان، إضافة إلى دور المعلومات الطبية المبنية على المعرفة في تطوير السيارات للحد من المشاكل الصحية.
ما هي آثار وسائل النقل على الصحة؟
السيارات هي آلات مصممة للنقل وهي مركبات ذاتية الدفع مع مصدر طاقة لدفعها. يساهم قطاع النقل بشكل كبير في تلوث الهواء فيؤثر على جودته. إلى جانب مسألة جودة الهواء، يعد استهلاك قطاعات النقل للوقود الأحفوري وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن هذا الاستخدام قضية متنامية يجب النظر فيها، حيث تساهم انبعاثات المركبات في العديد من المشكلات الصحية بسبب المستويات المرتفعة من الغازات السامة المعروفة أو المشتبه بأنها مسببات للسرطان للإنسان أو للحيوان. يمكن أن يتسبب التعرض للغازات السامة أيضًا في آثار صحية غير سرطانية، مثل تلف الجهاز العصبي والقلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي و/أو الجهاز المناعي.
فيما يلي بعض الآثار الصحية لوسائل النقل:
– يحتوي عادم المحروقات على أكسيد النيتروجين وملوثات الهواء السامة. يسبب التعرض لهذه الملوثات مشاكل صحية عامة خطيرة حيث يسبب تلف الرئة ويفاقم أمراض الجهاز التنفسي الموجود مثل مرض الربو القصبي الحاد. الأشخاص المعرضون للخطر هم الذين لديهم أمراض قلبية ورئوية، والاطفال وكبار السن.
– تساهم الجسيمات الدقيقة من المحركات في تكوين الضباب مما يعيق الرؤية.
– يساهم عادم المحروقات أيضًا في تكوين الأوزون (أحد مكونات الضباب الدخاني) والأمطار الحمضية وتغير في المناخ(Climate change) .
– التأثيرات الحادة (التعرض قصير المدى): التعرض الحاد أو قصير المدى للديوكسين يمكن أن يسبب تهيجًا حادًا في العين والحنجرة والشعب الهوائية، والأعراض العصبية الفسيولوجية (مثل الدوار والغثيان)، أعراض تنفسية (سعال، بلغم). هناك أيضًا دليل على وجود تأثير مناعي يفاقم الاستجابات المسببة للحساسية المعروفة وأعراض تشبه الربو.
– التأثيرات طويلة المدى: من المحتمل أن تكون المحروقات مادة مسرطنة للإنسان عن طريق الاستنشاق، فهناك أدلة كثيرة تُثبت وجود ارتباط بين التعرض لها وزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة.
– الحوادث التي تؤدي إلى الإصابات والوفيات.
– عواقب الصحة النفسية، حيث أن هذه الوسائل تساهم في الازدحام والزحف العمراني والتعدي على الأراضي الزراعية الضرورية لمعيشة الإنسان.
– تعد نفايات السيارات الناتجة عن خدمة المركبات والسيارات والشاحنات ذات المحركات والمعدات ذات الصلة مضرة بالصحة، وهي تتكون من نفايات البطاريات، والمكونات المعدنية، وزيوت المحركات ومواد التشحيم المستخدمة، والسوائل الهيدروليكية، وأجزاء المحرك القديمة، والشحوم، والدهانات، والبنزين والديزل، والتي يتم إنتاجها والتخلص منها بشكل عشوائي فتكون ضارة بالبيئة. حيث أنها عندما تُترك لتقلبات الطقس تتحلل وتطلق بعض المواد السامة.
– مشاكل الموظفين والعاملين في صناعة السيارات والتي تعرضهم لمجموعة متنوعة من المخاطر على أساس يومي مثل:
– المناولة اليدوية: مثل إجراءات العامل من الانحناء، والوصول، والشد، والسحب، والرفع، والعمل في أوضاع ضيقة وحركات متكررة. فقد يحتفظ العامل بوضعية ثابتة لفترة طويلة من الزمن. يمكن أن يؤدي استخدام القوة المفرطة مع الأدوات اليدوية إلى حدوث إصابات أيضًا.
– التعرض للاصطدام أو المحاصرة بين الأشياء: أثناء العمل تحت المركبات وأجزاء التنظيف، قد تؤثر الجزيئات المنبعثة على العينين وأجزاء الجسم الأخرى. قد تنزلق أو تتحرك الأبواب والأغطية والأجزاء والأدوات والمعدات الأخرى أثناء أداء العمل.
– الانزلاقات والسقوط: قد تحدث الانزلاقات على الأرضيات الزيتية وعندما يعمل المرء مع أجزاء زلقة من المركبات، توجد فرص للتعثر بالأدوات والمعدات.
تقدر منظمة الصحة العالمية أنه بدون أي إجراءات ستصبح إصابات المرور على الطرق خامس سبب رئيسي للوفيات في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030 ، حيث تشكل 3.6 ٪ من إجمالي مسببات الوفيات. في الوقت الحالي، يموت 1.25 مليون شخص كل عام نتيجة لحوادث الطرق، ويعاني ما بين 20 و 50 مليون شخص آخرين من إصابات غير مميتة، ويتعرض الكثير منهم لإعاقة نتيجة إصابتهم.
كيف للطب أن يسهم في تطوير سيارات أكثر أماناً؟
قد تساهم بعض المعلومات الطبية المبنية على المعرفة في تطوير السيارات للحد من الكثير من المشاكل الصحية، فيما يلي أمثلة على ذلك:
– إضافة خصائص قياس العلامات الحيوية: قد يتوفر في السيارة مقياس العلامات الحيوية وتخزين المعلومات ثم إخطار الشخص إذا كان هناك خطأ ما.
– قد تساهم المقاعد المريحة المزودة بوسائل تدفئة وتدليك العضلات والتحكم في وضعية الجلوس في الوقاية والعلاج للعديد من الامراض العضلية، كما يمكن تهيئة المقاعد الخلفية لإعطاء تدليك ومساج للعضلات.
– قد تشمل السيارات الخدمات التي توفر تحذيرات من مسببات الحساسية وأجهزة الاستشعار الحيوية التي تتيح مراقبة مستويات الجلوكوز وضغط الدم ومعدل ضربات القلب.
– قد تشمل السيارات ميزات منع القيادة تحت تأثير الكحول (السيارات التي يتم إيقافها/عدم تشغيلها تلقائيًا عندما تكتشف مستويات أعلى من الكحول المسموح به)، وتوفر الاقتراحات المستندة إلى الحالة المزاجية، ومقدار عبء عمل السائق، واكتشاف نعاس السائق.