هل يعيق فشل القلب الحياة اليومية ؟
تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الثلاثاء، عن مرض فشل القلب، الذي قد يؤثر بشكل واضح على الحياة اليومية للمصاب به.
وتوضح النشرة ماهية فشل القلب أو قصوره، وأسبابه، وأعراضه، وأنواعه، إضافة إلى الأعراض التي يشعر بها المريض، والإجراءات والعلاجات التي تهدف إلى السيطرة على الأعراض لأطول فترة ممكنة وإبطاء تقدم الحالة.
يعاني مرضى قصور القلب من أعراض جسدية وعاطفية مختلفة قد تحد من الأنشطة البدنية والاجتماعية اليومية للمرضى مؤدية إلى تدني جودة الحياة.
وتعد حالة قصور/ ضعف القلب إعاقة بحسب اللائحة التنفيذية للقانون رقم 10 لسنة 2018 بشأن حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة في حال كان الفشل القلبي الذي يعاني منه الشخص المصاب يؤثر سلبا على وظيفته الأساسية ويمنعه من المشاركة وأداء أنشطة الحياة اليومية بصورة طبيعية، مع وجود ضعف في عضلات القلب (الكسر القذفي أقل من 40) .
فما هو فشل القلب؟
هي حالة مزمنة تحدث بسبب عدم قدرة القلب على ضخ كمية كافية من الدم لأنحاء الجسم والقلب أيضاً، كما انها تعرف باسم قصور القلب ويطلق عليها أحيانًا قصور القلب الاحتقاني، على الرغم من أن هذا الاسم لا يستخدم على نطاق واسع في الوقت الحاضر.
عندما لا يضخ القلب بقوة كما ينبغي، فإن الجسم لا يحصل على الكمية المناسبة من الدم والأكسجين والمغذيات التي يحتاج للعمل بشكل صحيح. عادة ما يسوء قصور القلب بمرور الوقت ويمكن أن يحدث في أي عمر، ولكنه أكثر شيوعًا عند كبار السن.
هناك نوعان رئيسيان من قصور القلب: يحدث النوع الأول عندما تكون عضلة القلب ضعيفة فيصبح حجم القلب أكبر و أكثر مرونة، والآخر عندما يحدث تيبس في عضلة القلب فلا تستطيع عضلة القلب الاسترخاء بين الضربات لأن العضلات لديها تصبح قاسية وبذلك لا يمكن للقلب أن يمتلئ بشكل صحيح بالدم بين الضربات.
ما هي أنواع فشل القلب؟
1. فشل القلب الأيسر (الجهة اليسرى من القلب)، ويشمل نوعين:
– فشل القلب مع انخفاض الكسر القذفي ويسمى أيضًا الفشل الانقباضي: حيث يفقد البطين الأيسر قدرته على الانقباض بشكل طبيعي، وفيه لا يستطيع القلب الضخ بقوة كافية لدفع كمية كافية من الدم إلى الدورة الدموية.
– فشل القلب مع الحفاظ على الكسر القذفي المحفوظ، ويسمى أيضًا الفشل الانبساطي (أو الخلل الانبساطي)، وفيه يفقد البطين الأيسر قدرته على الاسترخاء بشكل طبيعي (لأن العضلات أصبحت متيبسة) وبالتالي لا يمكن للقلب أن يمتلئ بالدم بشكل صحيح خلال فترة الراحة بين كل نبضة ونبضة.
2. قصور الجانب الأيمن من القلب: يحدث فشل القلب في الجانب الأيمن أو البطين الأيمن عادةً نتيجة لفشل الجانب الأيسر. عندما يفشل البطين الأيسر، ينتقل ضغط السوائل المتزايد مرة أخرى عبر الرئتين، مما يؤدي في النهاية إلى إضعاف وفشل الجانب الأيمن من القلب.
3. فشل القلب الاحتقاني: قصور القلب الاحتقاني هو نوع من قصور القلب الذي يتطلب التماس العناية الطبية في الوقت المناسب. مع تباطؤ تدفق الدم من القلب، يعود الدم إلى القلب عبر الأوردة مرة أخرى، مما يتسبب في احتقان أنسجة الجسم. في كثير من الأحيان يحدث تورم (وذمة). غالبًا ما يكون هناك تورم في الساقين والكاحلين، ولكن يمكن أن يحدث أيضًا في أجزاء أخرى من الجسم.
عوامل تزيد من خطر الإصابة بفشل القلب:
تشمل عوامل الخطر ما يلي: ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، ومرض الشريان التاجي (مغذي عضلة القلب)، والسمنة، والكحول، وانقطاع النفس أثناء النوم، والداء القلبي الخلقي (خلل في القلب منذ الولادة)، والتدخين، ومشاكل في صمامات القلب (وظيفتها تنظيم دخول الدم من البطين إلى الاذين ).
الأعراض:
– ضيق التنفس: قد يحدث ضيق التنفس أثناء النشاط (أكثر شيوعًا)، أو أثناء الراحة، أو أثناء النوم، والذي قد يحدث فجأة ويوقظ الشخص. غالبًا ما يواجه المريض صعوبة في التنفس أثناء الاستلقاء وقد يحتاج إلى دعم الجزء العلوي من الجسم والرأس على وسادتين، وغالبًا ما يشتكي من كثرة الاستيقاظ أثناء الليل بسبب التعب أو الشعور بالقلق وعدم الراحة.
– السعال المستمر أو الأزيز ويشمل السعال الذي ينتج عنه مخاط أبيض أو وردي مشوب بالدم.
– تراكم السوائل الزائدة في أنسجة الجسم (الوذمة) فينتج عن ذلك انتفاخ في القدمين أو الكاحلين أو الساقين أو البطن أو زيادة الوزن. قد تجد أن حذاءك أصبح ضيقاً
– التعب والإرهاق، يحدث شعور بالتعب طوال الوقت وصعوبة في أداء الأنشطة اليومية مثل التسوق وصعود السلالم وحمل البقالة أو المشي.
– قلة الشهية، والغثيان، أو الشعور بالشبع.
– زيادة معدل ضربات القلب وشعور بالخفقان.
– زيادة الحاجة إلى التبول ليلاً. ألم الصدر إذا كان فشل القلب ناتجًا عن نوبة قلبية.
علاج قصور القلب:
يهدف علاج قصور القلب عادةً إلى السيطرة على الأعراض لأطول فترة ممكنة وإبطاء تقدم الحالة.
تشمل العلاجات الشائعة ما يلي:
– تغييرات في نمط الحياة: بما في ذلك اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام والإقلاع عن التدخين.
– الأدوية: حيث يمكن أن تساعد مجموعة من الأدوية على علاج الأعراض، وقد يحتاج الكثير من الناس إلى تناول نوعين أو ثلاثة أنواع مختلفة.
في بعض الحالات قد يوصى بإجراء عمليات جراحية كما في حالات قصور القلب الناجم عن مرض نقص التروية الذي يتطلب إجراء قسطرة قلبية وتركيب دعامات.