اطلقت وزارة البيئة اليوم الاثنين الخطة الوطنية للتوعية البيئية في حفل نظم بمركز الحسين الثقافي برعاية وزير البيئة الدكتور صالح الخرابشة وحضور وزير الشباب الدكتور فارس بريزات وعدد من ممثلي الجمعيات والمنظمات المحلية والدولية المهتمة بحماية البيئة.
وقال الخرابشة على هامش الحفل إن ما هو مخصص لهذه الخطة من موازنة وهي 450 الف دينار ليس كافيا، لكن لدينا جهات شريكة لنا نتوقع ان تساهم في دعم الخطة ومنها وزارة الادارة المحلية.. اضافة الى جهات اخرى ستساعدنا من خلال تمويل وتنفيذ بعض الانشطة والبرامج الموجودة في الخطة.
واضاف ان ما تشتمل عليه الخطة هو جهد تشاركي مستمر وسيستمر كل عام الى ان نصل الى تغيير السلوك البيئي لدى المواطن.
وفي كلمته في الحفل قال الخرابشة إن العالم يواجه الان تحديات بيئية كبيرة سواء المتعلقة بموضوع التغير المناخي او التنوع الحيوي او شح الامطار والتصحر والتلوث لمختلف عناصر البيئة. والاردن ليس استثناء فنحن جزء من العالم ونتاثر بالمشاكل البيئية كونها عابرة للحدود.
واضاف انه سيتم العمل مستقبلا على جميع التحديات البيئية وهناك جهود كبيرة ستبذل في هذا الموضوع وسيكون لنا تركيز على التوعية والتعليم البيئي. وفي هذه المرحلة ارتأينا ان نركز على موضوع التلوث وتحديدا موضوع النظافة فالالقاء العشوائي للنفايات في الشوارع والاحياء والمدن اصبح موضوعا مزعجا لنا جميعا، فما نراه في القرى والمدن ليس هو ما نريده وما يليق بنا وبالاردن. ونعمل معا بجهود الجميع لمحاولة التغلب على هذه المشكلة ورفع الوعي البيئي لنتمكن من تغيير السلوك السلبي لدى البعض الى سلوك ايجابي فبغياب الوعي تعود المشكلة رغم كل الجهود التي بذلها من سبقنا.
وبين الخرابشة ان الخطة تم اعدادها باجتهاد من وزارة البيئة وكوادرها وهي خطة ديناميكية بامكان أية جهة معنية بانشطتها وبرامجها ان تقترح التعديل عليها باضافة او حذف اي من الانشطة الموجودة فيها.. وكون الخطة شاملة فقد كان التوجه انه اذا اردنا القيام بالتوعية فيجب استهداف كافة الشرائح في المجتمع من مواطنين ومقيمين وحددنا الادوار المقترحة لمختلف الجهات المعنية فهو جهد وطني نريد ان يشارك فيه الجميع. واكد الخرابشة اننا نطمح الى الوصول الى ( أردن نظيف ) يعكس الصورة الحضارية للاردن، وتحقيق الانجاز بما يليق بنا كشعب واعي ومثقف ومتعلم منتمي لبلده وقيادته.
واشار الى اننا اذا استطعنا الحد من القاء النفايات عشوائيا فيمكننا الاستفادة منها من الناحية الاستثمارية في اعادة التدوير. وقال إن الوزارة تعمل مع وزارة الادارة المحلية على تصميم برنامج وطني لادارة النفايات يعتمد على مبدأ تقليل انتاج النفايات واعادة الاستخدام والتدوير، الامر الذي سينعكس على الوضع الاقتصادي للاسر من خلال التوعية باهمية التخفيف من الاستهلاك لتخفيف النفايات مما يقلل كلف الانفاق على الاسرة ويقلل كلف معالجتها. وبين الخرابشة ان البرنامج سيستهدف كافة مناطق المملكة وسيستمر كما ستستمر الخطة الوطنية للتوعية البيئية موضحا انه سيصدر خلال الربع الاول او الثاني من هذا العام فعملية ادارة النفايات ما بين جمعها ونقلها ومعالجتها يكلفنا حوالي 400 مليون دينار سنويا وجزء كبير منه لا يعالج بطرق بيئية سليمة.
ومن جانب صحي فتقارير وزارة الصحة تشير الى ان 25 بالمائة من الامراض والعبء المرضي هو نتيجة التلوث الحاصل في بعض عناصر البيئة كالهواء والمياه والتربة بسبب النفايات وان تكاليف الانفاق على القطاع الصحي العام والخاص في الاردن وصلت الى 5ر2 مليار دينار سنويا.
وقدمت رئيس قسم التوعية والاعلام البيئي المهندسة شروق ابو طالب عرضا توضيحيا للخطة التي اشتملت على 31 محورا، وقالت انه تم اختصار الخطة بأربع كلمات هي: انتماء،ثقافة،سلوك،تطور.
وبينت ان محاور الخطة تشتمل على انتاج ونشر فيديوهات وبروشورات توعوية وارسال رسائل خلوية قصيرة وتفعيل وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالوزارة .
كما سيتم اطلاق حملات نظافة وطنية ومشاريع فرز النفايات واعادة تدويرها ومبادرات للتوعية بالنظافة واهمية المحافظة على البيئة وعقد دورات اصدقاء البيئة ولقاءات تلفزيونية واذاعية لذوي الاختصاص واعداد تقارير صحفية تهتم بالتوعية البيئية وبالتعاون مع وزارة التعليم سيتم تفعيل الاذاعة المدرسية وتخصيص حصص نشاط شهرية للتوعية البيئية.
واضافت ابو طالب ان جميع الجهات المعنية بالخطة من وزارات ومؤسسات مجتمع مدني وهيئات محلية ودولية مهتمة بالبيئة ستعمل بتشاركية لتحقيق الاهداف. وتم خلال الحفل عرض فيديو توعوي لأهمية الحفاظ على البيئة وعرض مسرحية بيئية قصيرة بعنوان ( وطنك بيتك ) ركزت على اهمية وضرورة التوعية والتثقيف البيئي من خلال التعليم لتغيير السلوك السلبي لدى المواطن.