إنجاز- كتب:فيصل تايه
عندي ثقة ودراية بأن بعضاً من السادة الوزراء الذين كان قد كلفهم دولة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان اعادة تولي حقائب وزارية في حكومته، اثبتوا انهم كانوا على قدر المسؤولية وماضون في إكمال مسيرتهم لانهم كانوا قد أحدثوا فروقات ظلت واضحة وبقيت محسوسة على أرض الواقع لدى مختلف جوانب عملهم، وانعكست ايجاباً على الوطن والمواطن، مع حرصهم على الاستمرار على ذات النهج أكثر من أي وقت مضى.
ولكي لا أبخس الناس أشياءهم، فقد أشرت في مقال سابق الى وزير الزراعة المهندس “خالد الحنيفات” الذي كان شعلة من النشاط والتغيير، ومن الثقة ذاتها التي أوليت له، حيث سبق والتقيناه، ابان توليه الحقيبة ذاتها في حكومة دولة الدكتور بشر الحصاونة، وكنت قد كتبت مقالاً سابقاً عن عمله وانجازاته، وأشرت فيه الى جملة من الإيجابيات التي ما برحت تفارق ادائه، ولا اخفي انني وجدت فيه “الشخص المثالي” الذي يمتلك ثقة عالية في نفسه ويستطيع تحقيق أهدافه المهنية المرجوة، بل ويعرف جيداً أولوياته ويعطيها الاهتمام اللازم، واجزم انه ما زال يعمل بنفس الروح النشطة ونفس الهمة العالية.
لقد كنت متشوقاً أن ألتقي شخص هذا الوزير “المتحمس”
مرة اخرى، ومتابعة عمله وهو ضمن الفريق الوزاري الحالي، ا والاطلاع على اهم المستجدات والتطورات التي شهدتها وزارته، خاصة وان وزارة الزراعة معنية بالثروة الزراعية والحيوانية، اضافة الى رغبتي في منقاشته في العديد من التحديات التي واجهته، وتطوقي لرصد مدى التقدم في المبادرات والمشاريع التي سبق وتحدثنا عنها في لقاء سابق ومراجعة اثرها وانعكاساتها، وبالفعل كان لنا ان “تيسر”
اللقاء بهمة اخي العزيز المهندس محمود الدباس “ابو الليث” في ترتيب اللقاء وتشرفت ان اكون احد المدعوين وبرفقة قامات وطنية من أعضاء مجموعة “النخبة elite” للتواصل الاجتماعي، ليكون اللقاء مهما ومثمرا انطوى على كثير من التفاصيل وكان معاليه كما عهدناه يحتوي من دماثة الخلق ومن التواضع الشيء الكثير.
جلستنا مع معالي “ابو عمر” جلسة منفتحة وصريحة، وكنا نعلم وخاصة “الكتاب والاعلاميين” منا مدى التعاون الكبير الذي يبذله ويقدمه هذا الرجل من خلال الروح الطيبة التي يحملها، والابتسامة التي لا تفارقه، مما يمنح المحاورين الطمأنينة وحرية الحديث، فكان مبادراً مرحّبا الى حدود رائعة بالأقلام الصادقة والمهنية التي تكتب الحقيقة، ومن دون مجاملة، فقد اتحفنا بعبارات جذابة متفائلة رغم المهام الكبيرة التي تقع على عاتقه وعلى كوادر وزارته الأوفياء، فمن في مثله لا يهدأ من الصباح الباكر حتى ساعات المساء المتأخرة.
بقيناَ ان “ابا عمر” رجل مهني بطبعه، نجح في كل المناصب التي تبوأها مرورا بتوليه رئيساً لبلدية الطفيلة لثلاث دورات، فقد عرف عنه انه صارم ضد الاعوجاج، ولا يتقبل الأعذار في الامور التي تمس حياة المواطن، وشعاره أن العمل مسؤولية اجتماعية عظيمة لا تعرف التهاون، وفي الوقت نفسه يحمل قلبا عطوفاً تجاه الحالات الإنسانية والمحتاجة وبشهادة من التقى بهم من المواطنين الذين احتاجوا الى المساعدة فلم يألو جهداً في تقديم الخدمة وتذليل الصعوبات التي تواجههم، وهناك قصص كثيرة في مجال عمله وفي هذا الجانب معروفة لدى الوسط الإعلامي.
في الحقيقة اننا تحدثنا في حوارنا بمهنية “الإداري المحترف” عن ادارة عمل الوزارة وتطرق معاليه بالأرقام الى ما قام به خلال فتره توليه قيادة “وزارة الزراعة” والفرق الشاسع الذي تحقق بين عدة فترات من الماضي والحاضر، ولمسنا ان في جعبته الكثير ليعطيه من أقصى نقطة في شمال الوطن الى جنوبه، ولعل أهم ما يدور في هاجسه هو وضع القيادات المناسبة في أماكنها الحقيقية خاصة مديريات الزراعة المنتشرة في مختلف محافظات الوطن، إضافة الى التركيز على استراتيجية العمل التي تكفل بها ووصل تطبيقها لمراحل متقدمة محققة نتائج تسر الاردنيين، ناهيك عن نتائج العمل على الخطة الوطنية للزراعة المستدامة، والتي تشتمل محاورها على:الإرشاد الزراعي، والإقراض، والتسويق ،والاستثمار ،والصناعات الغذائية، والتنمية الريفية، وتمكين المرأة، والتعاونيات، والحصاد المائي، والتحريج.
اننا وحين نتحدث عن وزارة بحجم وزارة الزراعة فان من المعلومات المهمة التي يجب ان يطلع عليها الراي العام الاردني ، ما تشكله هذه الوزارة من اهميه ، فجوهر الانجاز هو الذي يتحدث عنها ، فما اسعدنا ان القطاع الزراعي يقود النمو على مدى عامين حيث ارتفاع الصادرات بما يزيد على
“٣٤٧ مليون” دينار حتى شهر تشرين الأول الماضي، مقارنة بالعام الذي سبقه ، وسرنا اتمام إنشاء “١٥٥” سدا وحفيرة وما يزيد على “١٠ “آلاف بئر تجميع مياه خلال عامين ، ونتيجة للجهود المتواصله لتعزيز الانتاج الزراعي فقد وصلنا الى ما نسبته ٦١% من الاكتفاء الذاتي ، وقد آن الأوان للعمل على استحداث ادارة للارشاد الزراعي ، وتشجيع الصناعات التحويلة ، وتوفير فرص عمل جديدة ، وخلق حوافز لتشجيع الزراعة التعاقدية ، والاهتمام بالحصاد المائي ، والحرص على ضمان الجودة في العمل ، وما اسعدنا ان الوزارة جادة في موضوع ايجاد “بورصة” للخضار والفواكه والتي سيكون لها تبعات ايجابية مهمة على حياة التجار والمواطنين والمستهلكين
كما وتم التطرق الى دعم الاستثمار في القطاع الزراعي والذي اصبح مطلباً حتمياً ، وهنا لا بد من الاشادة بالجهود التي تبذلها الوزارة لتشجيع الاستثمار وتحسين مناخه، وتقديم التيسيرات المختلفة؛ لمشاركة القطاع الخاص في خطط التنمية، ودعم جهود الدولة لتحقيق الاستقرار والانتعاش الاقتصادي، وتحسين مستوى معيشة المواطن، وتوفير فرص العمل، وزيادة الدخل القومي ، لذلك فقد كشف معالي الوزير عن توقيع اتفاقية رقم “٢٠” للمصانع الخاصة بالصناعات الغذائية الزراعية، إضافة إلى المعارض الدائمة في عمان وإربد وقرب افتتاحها.
من الواضح وخلال الزيارة ان معالي “الوزير” كان يستمع باصغاء وتمعن إلى مداخلات السادة الحضور حول طرحهم الكثير من المواضيع التي تخص القطاع الزراعي ، وهذا ما ثمناه ، خاصة في طرح الحلول الممكنه واسلوب معالجه التحديات والعقبات وطريقة التعاون والتنسيق والتواصل من قبل الوزارة للوقوف على واقع القطاع الزراعي والطموحات المأموله للنهوض به .
حقيقة القول إن لدى الوزير المهندس “خالد الحنيفات”
تصورات كاملة وأفكارا مهمة تخص القطاع الزراعي يعكف على تطبيقها وهو بحاجة الى دعم كافة الجهات والقطاعات اضافه الى الحاجة الى دعم الإعلام والمواطنين بصورة عامة وأن نتائج العمل ستتضح بحساب الأيام وليس الأشهر ، وللحقيقة أن ما دار بيننا هو حديث معمق يحتاج الى مقالات عدة سنكتبها تباعا لأهميتها وما تنطوي عليه.
وهنا لا بد أن نشير الى أن المسؤولية أمانة وشرف وإخلاص خاصة اذا كانت مسؤولية بحجم “وزارة الزراعة” التي أعتبرها وزارة سيادية وتحتاج الى “قائد” متمرس خبير لطبيعة عمله وتشعباته الكثيرة ، فالرجل يفتح أبواب الوزارة للجميع ، يدعم ، ويساند كوادر ومنسوبي وزارته وهذا ما وجدناه بمعالي “ابو عمر” الذي يستحق كل الثناء والتقدير ولذلك يحق لنا ان نقول “الي بدري بدري” والي ما
“بيدري” آن له ان “يدري” .. ولنا عودة إن أراد اللّٰه .