اعلن رئيس المركز العربي للخلايا الجذعية وأستاذ المناعة والطب التجديدي في جامعة إلينوي الأمريكية د. أديب الزعبي في مؤتمر صحفي عقد امس ، نجاح الفريق الاردني في استخدام الخلايا الجذعية في علاج عقم الرجال و»ولادة أول طفل بريطاني بعد زراعة خلايا جذعية للأب في الأردن»، بعد زواج دام ثمانية عشر عاماً.
وتحدث الزعبي عن الطريقة الأردنية للخلايا الجذعية ، التي تم الاستناد إليها في تحقيق هذا الإنجاز وهي علامة تجارية أردنية مسجلة في وزارة الصناعة والتجارة تم تطويرها من قبل المركز، وتمتاز هذه الطريقة بتنقية أنواع محددة من خلايا جذعية مأخوذة من نخاع عظم المريض نفسه قادرة على التمايز إلى أمهات الحيوانات المنوية وذلك لإستخدامها في تصنيع حيوانات داخل خصية المريض ودون تدخل بشري، ويتم ذلك باستخدام طرق وأجهزة معتمدة عالمياً وأردنياً، وبالالتزام بأعلى معايير الأمان والسلامة.
وأوضح الزعبي أن فريق المركز قام منذ عام 2008 بزراعة خلايا لأكثر من 140 مريضا جميعهم يعانون من عقم دائم وانعدام للحيوانات المنوية، ولم تظهر أي أعراض جانبية أو مضاعفات على المرضى الذين تمت زراعة خلايا جذعية ذاتية لهم والتي تم تحضيرها في مختبرات المركز العربي للخلايا الجذعية.
وبينت النتائج أن حوالي 55% من المرضى الذين تمت زراعتهم قد بدأووا بتصنيع الحيوانات المنوية خلال أقل من سنة بعد زراعة الخلايا الجذعية في الخصية، وأن أكثر من 30 طفلا قد ولدوا في مختلف دول العالم حتى اليوم بعد زراعة خلايا جذعية للأب في الاردن، وكان آخرهم ولادة طفل في المملكة العربية السعودية قبل عشرة أيام، ولكن نظراً لحساسية موضوع العقم والإنجاب في مجتمعنا العربي والإسلامي، فإن معظم المرضى يفضلون عدم الظهور على وسائل الإعلام أو الحديث عن نتائجهم وسيرتهم العلاجية .
وبيّن رئيس لجنة الصحة في مجلس النواب البروفيسور إبراهيم بني هاني أن الأردن سبق الكثير من الدول في تنظيم العمل في مجال الخلايا الجذعية عبر إصدار التشريعات التي تنظم هذا المجال (نظام الخلايا الجذعية لسنة 2014، وتعليمات تنظيم العلاج بالخلايا الجذعية لسنة 2016)، وأن إصدار مثل هذه التشريعات سيفتح الباب أمام المضي قدماً في مجال أبحاث الخلايا الجذعية وتطبيقاتها العلاجية.
ومن الولايات المتحدة الامريكية تحدث رئيس مركز أبحاث الخلايا الجذعية في جامعة برادلي البروفيسور كريغ كيدي (Craig Cady) حول أهمية الخلايا الجذعية واستخداماتها البحثية وتطبيقاتها العلاجية على المستوى العالمي.
وأكد البروفيسور كيدي أن الإنجاز الأردني المتمثل بتطوير علاج لعقم الرجال بإستخدام الخلايا الجذعية الذاتية يُعدّ نقلة نوعية في إستخدام الخلايا الجذعية على مستوى العالم؛ وأن هذا الإنجاز الأردني يُعد إضافة نوعية للنتائج المنشورة في أكبر المجلات العلمية المحكمة والمصنفة عالمياً ويقدم دليلاً علمياً جديداً قوياً على قدرة الخلايا الجذعية الذاتية المأخوذة من نخاع العظم على التمايز وإنتاج أمهات الحيوانات المنوية (Spermatogonial Stem Cells)، وهي خلايا متخصصة توجد في الخصية قادرة على الإنقسام الإختزالي وإنتاج حيوانات منوية ناضجة قادرة على تخصيب بويضة الزوجة.
وأضاف كيدي أن هذا الإنجاز سيفتح أبواباً جديدة أمام الفِرق العلمية والطبية في مختلف دول العالم ومنها فريقنا في جامعة برادلي للإستفادة من التجربة الأردنية وخبرة الباحثين الأردنيين القائمين على هذه الدراسة.
وبيّن والدّا الطفل «ريان» المقيمين في بريطانيا منذ 19 عاما ، أن «ريان» يبلغ من العمر الآن عاماً ونصف، حيث ولد في شهر اكتوبر من عام 2015 ، في مدينة غلاسكو البريطانية، وهو الآن بصحة ممتازة.
وأوضح الوالدان أنهما لجأا الى زراعة خلايا جذعية للزوج في الأردن بعد زواج دام 18 عاماً، وبعد أن فقدا الأمل في الإنجاب، إلا أن وجود الحلم لديهما في أن يكون لديهما أطفال دفعهما إلى طرق أبواباً كثيرة، أملا في تحقيق هذا الحلم. وعبّرا عن أملهما في أن تحذو الدول الأخرى حذو الأردن في دعم مجال الخلايا الجذعية كونه أمل للكثيرين في علاج العديد من الأمراض التي عجز الطب عن إيجاد حلول لها.
ويختص المركز العربي للخلايا الجذعية في مجال الخلايا الجذعية واستخداماتها البحثية والطبية على المستوى العربي والعالمي، عن طريق تطوير وتطبيق أحدث الطرق المعتمدة عالمياً في هذا المجال. حيث أن إحدى غايات المركز فصل وتنقية الخلايا الجذعية والموافق عليها من قبل وزارة الصحة ووزارة الصناعة والتجارة.. ويقدم المركز للمستشفيات والمراكز الطبية الأردنية في القطاعين العام والخاص خلايا جذعية عالية النقاوة بهدف زراعتها في المرضى.