النائب الدكتور عبد الحليم عناب الخطاطبه
منذ تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية أولى القوات المسلحة جُلّ اهتمامه ورعايته.ولم يدخر وسعاً لجعلها قواتٍ تواكب العصر تسليحاً وتأهيلاً؛ لتكون القادرة على حماية الوطن ومكتسباته والقيام بمهامها على أكمل وجه.فجلالته رفيق السلاح الذي تخرج من صفوفها وعرف حياة أفرادها وعاش معاناتهم ، حيث عمل جلالته على تحسين أوضاع منتسبيها العاملين والمتقاعدين .
وتقديرا من جلالته لدور المتقاعدين العسكريين ، حرص جلالته على لقاء المتقاعدين بين حين وآخر اعترافاً بدورهم الذي قدموه للوطن خلال سنوات خدمتهم في صفوف القوات المسلحة.
كما وجه جلالة الملك رسالة إلى رئيس الوزراء، في آذار من العام 2012، بإعلان يوم الخامس عشر من شباط من كل عام، يوماً للوفاء للمحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين ؛ فهذا اليوم يحمل في طياته معاني سامية ودلالات عميقة فهذا التاريخ تحديدا، يعتبر يوما من أيام الأردن المشرقة،لان فيه تخليدا للدور الكبير الذي قام به الابطال في التصدي للدفاع عن ثرى الأردن والقتال في يوم امتد العدوان الاسرائيلي على طول الواجهة الشمالية، وخاض جيشنا العربي معركة صمود عرفت بمعركة الشهداء السبعه ، وفيه قبس من الكرامة والمعارك التي خاضها ابطال الجيش العربي في فلسطين للدفاع عن القدس والمقدسات . المتقاعدين العسكريين هم رديف قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية في حماية الوطن ومبادئ الثوره العربية الكبرى التي آمن وأخلص لها الأردن بقيادة الهاشميين، وبقيت رايتها مرفوعة خفاقه حينما تهاوت من حولنا رايات وأعلام في حروب طائفية وجهوية وعبثية.
فكان الواجب الشكر لله ولقيادتنا الهاشمية وللجيش واجهزتنا الامنيه عاملين ومتقاعديين على حماية الوطن وحفظ الدماء والاعراض والاموال .
ان يوم الوفاء للمتقاعديين العسكريين والمحاربين القدامى يعتبر تقديرا لانجازهم وتحفيزهم للاستمرار في البناء والذود عن الوطن في كافة المجالات فهم واخوانهم العاملين وكما وصفهم جلالة الملك “الأصدق قولا والأخلص عملا “. كما ان هذا اليوم خير دليل على رعاية جلالة الملك واهتمامه برفاق السلاح من مختلف الرتب والصنوف العسكريه وتكريس وترسيخ للعلاقه المتينه بين القائد وشعبه والتي هي نهج الهواشم كابرا عن كابر .
وفي يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، نستذكر عطاءهم الموصول وجهودهم المخلصة التي جعلت من وطننا جوهره بين الدول واصبح أجمل وأقوى بجهودهم وتضحياتهم وسهرهم على حماية مكتسباته ومنجزاته والدفاع عن حدوده . إن تضحياتهم لم تكن مجرد واجب بل كانت نبراساً أضاء دروب الأجيال القادمة، ومصدر إلهام يدفعنا للسعي نحو مستقبل مشرق يقوم على قيم الولاء والانتماءوالتفاني. اقول في هذه المناسبه لاصحابها ستظلون رمز الشجاعة والإخلاص، وستبقون كالزيتون والسنديان الذي يجمل ارض الاردن بسهولها وصحرائها وجبالها الشامخات، شاهداً على تاريخنا العريق وعهدنا المشرق. إن إرثكم الوطني هو البوصلة التي ترشد الاجيال نحو طريق العطاء والبناء والفداء.
وحين نحتفل بهذا اليوم، نتعهد بأن نحافظ على هذا الإرث، وأن نسعى جاهدين لتكريس قيم الوفاء والتضحية في كل شبراً من الوطن وستبقون انتم حجر الاساس في صرح الأردن الشامخ ومصدر فخر واعتزاز لكل فرد من أبنائه.
حفظ الله الأردن آمناً مستقراً في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة، ورحم الله شهداءنا الأبرار، وجعل تضحياتهم ذخيرةً لنا في دروب البناء والارتقاء.