اكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات، ان الاردن يقوم بدور ريادي في استقبال اللاجئين وفتح ابواب مدارسه لأبنائهم وتقديم الخدمات التعليمية النوعية لهم جنبا الى جنب مع ابنائنا الطلبة الاردنيين.
وقال الدكتور الذنيبات، ان رسالتنا في الاردن تحتم علينا القيام بمثل هذا الدور، مبينا ان الاردن استقبل ما يزيد عن مليون و300 الف لاجئ سوري على اراضيه يحصلون على خدمات الصحة والتعليم وغيرها كما هم الاردنيون.
واضاف خلال رعايته اليوم في البحر الميت اطلاق حملة العودة للمدارس/ التعليم للجميع التي تنظمها الوزارة بالتعاون مع منظمة اليونيسف، ان عدد الطلبة السوريين على مقاعد الدراسة في المدارس الحكومية بلغ نحو 145 الف طالب، اضافة الى 40 الف طالب من جنسيات اخرى، يعاملون معاملة الطالب الاردني في الحصول على فرص التعليم الملائمة ويتلقون نفس الخدمة التعليمية مع طلبتنا سواء بسواء.
وقال، اننا في الأردن وانطلاقا من إيماننا المطلق بالتعليم كحق أساسي لكل طفل وباعتباره خدمة عالمية، فتحنا مدارسنا للأطفال السوريين وغيرهم من المقيمين على الأراضي الأردنية بغض النظر عن جنسياتهم وأسباب قدومهم إلى الأردن، معتبرا أن الأردن يقوم بخدمة إنسانية جليلة في هذا المجال نيابة عن المجتمع الدولي.
واكداهمية اعتماد الارقام الصادرة عن الجهات الرسمية الاردنية في الحديث عن اي قضية او شأن محلي، وبخاصة ما يتعلق بالأرقام حول اعداد الاطفال المتسربين من المدارس سواء من الاردنيين او السوريين، مشيرا في هذا الاطار الى ضرورة اتباع منهج علمي دقيق والتعامل مع الارقام الاحصائية وبدقة متناهية.
وكشف الذنيبات عن اختيار الوزارة لـ 102 مدرسة حكومية جديدة للعمل بنظام الفترتين لاستيعاب الطلبة اللاجئين خلال الفترة المسائية وتمكنيهم من الالتحاق بفرص التعليم المناسبة بكلفة تصل الى 300 مليون دولار في السنة وذلك في اطار التزام المجتمع الدولي خلال مؤتمر لندن للدول المانحة والتي تعهدت فيه بتقديم بليون دولار للأردن خلال السنوات الثلاث المقبلة.
واشار الى وجود 98 مدرسة اخرى تعمل بنظام الفترتين للطلبة اللاجئين، في وقت عملت فيه المدارس النظامية في الفترة الصباحية على استقبال الطلبة اللاجئين خلال السنوات الماضية.
وجدد الدكتور الذنيبات التأكيد على ان ازمة اللجوء السوري تسببت بضغط كببر على المرافق المدرسية، مبينا ان هذه التحديات وما يرافقها من عائق مالي لن تقف امام التزام الاردن في تقديم خدمة التعليم كحق لكل طفل يعيش على الارض الاردنية.
ودعا المجتمع الدولي الى ضرورة عدم ترك الأردن، كدولة محدود الموارد، وحيدا في مواجهة آثار هذه الأزمة، وتقديم الدعم المطلوب له ليتمكن من القيام بهذا الواجب الإنساني وتقديم خدمات تعليمية نوعية لأطفال الأردن والأطفال السوريين وغيرهم ممن يتلقون تعليما مع أبنائنا.
واعرب عن شكره لمنظمة اليونيسف والمنظمات الدولية لجهودها في دعم قطاع التعليم في الاردن، مبينا ان الوازرة ومنظمة اليونسيف يعملان كفريق واحد لتحقيق الهدف الاسمى وهو التعليم وجودته ونوعيته وتقديمه لكل طفل على الارض الاردنية.
بدوره اكد ممثل منظمة اليونيسيف في الاردن روبرت جنكنز، ان الاردن يظهر مجددا دوره الريادي في استقبال واستضافة اللاجئين السوريين وغيرهم والاستجابة السريعة لمتطلبات اللجوء في مختلف المجالات.
واكد ضرورة ان يقوم المجتمع الدولي بالاستجابة بشكل فاعل وفوري لدعم الاردن في استقبال اللاجئين، مضيفا ان اليونيسف ستستمر في دورها باستقطاب المانحين والتأكيد على التزامهم بدعم قطاع التعليم لمواجهة التحديات التي ترتبت عليه جراء ازمة اللجوء السوري.
وبين جنكنز ان الهدف الشامل للمنظمة هو الحاق كل طفل على الاراضي الاردنية في التعليم وهو ما التزم به الاردن والدول المانحة معا، مشيرا الى ارتفاع اعداد الطلبة السوريين الملتحقين بالمدارس في الاردن خلال السنوات الثلاث الماضية الى ما نسبته 29 بالمئة.
وقالت مديرة ادارة التعليم في الوزارة الدكتورة خولة ابو الهيجا، ان حملة العودة الى المدارس، التي انطلقت بداية شهر آب الحالي وتستمر حتى بدء العام الدراسي المقبل، تهدف الى الوصول الى كل طفل في عمر المدرسة بالأردن ممن لم يلتحقوا بالمدارس وتشجيعهم على التسجيل، والتأكيد على الاطفال الملتحقين خلال العام السابق لمتابعة تحصيلهم الاكاديمي في المدارس للعام الدراسي الجديد.
كما تركز الحملة بحسب ابو الهيجا، على رفع الوعي لدى افراد المجتمع بأهمية التعليم ودعوة الاطفال والاهالي للانخراط في التعليم من خلال قنوات الاتصال المختلفة، وتشجيع عائلات اللاجئين السوريين وغيرهم لتسجيل اطفالهم في المدارس، وتوضيح برنامج التعليم الاستدراكي الذي سيتم تنفيذه العام الدراسي المقبل.
وتنفذ وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع اليونسيف برنامج التعليم الاستدراكي للأطفال المنقطعين عن الدراسة من 9-12 سنة ويهدف الى توفير التعليم الاساسي لهؤلاء الاطفال، فيما ينفذ من خلال معلمين من ذوي الخبرة من وزارة التربية والتعليم وبإشراف لجان من الوزارة واليونيسف.
وعرض الدكتور عبد الله الناصر من وزارة التربية والتعليم لورقة عمل حول مشروع التعليم الاستدراكي، تضمنت اهداف البرنامج واستراتيجية تنفيذه والفئات المستهدفة.
كما عرض الدكتور عبد الحكيم الشوبكي من الوزارة لورقة عمل حول استيعاب الطلبة السوريين في المدارس، وتطلعات الوزارة للمرحلة المقبلة، وآلية قبولهم ودور الوزارة في الحملة، اضافة الى التحديات التي تواجه قطاع التعليم في الاردن وتطلعاته للمرحلة المقبلة.
وحضر اطلاق الحملة الامناء العامون للوزارة ومديرو الادارات ومدراء التربية والتعليم ورؤساء اقسام التعليم في المديريات وممثلون عن منظمة اليونيسف في الاردن.