عمّان – جوان الكردي كفى الزغول من عجلون توفي زوجها وتركها دون معيل وفي عنقها ستة أبناء صغار وتراكمت عليها أعباء الحياة وأصبحت ظروفها المعيشية أصعب. وما زاد الأمر صعوبة أن كفى لم تكن تتسلح بالشهادة، إذ حالت ظروفها دون إكمال دراستها الجامعية. لم تستطع كفى تأمين فرصة عمل، ومع مرور الوقت وضيق ذات اليد، قررت أن تبدأ من البيت.. فبدأت بتنفيذ مشروع صغير لبيع الأعشاب الطبيعية والسماق البلدي ليكون مشروع تصنيع غذائي بسيط لسد احتياجات العائلة الأساسية. وفي يوم من الأيام كنت أوصل طلبية لجمعية خيرية وعلمت منهم أن هناك مشروعا ينسق معهم لتدريب النساء في المنطقة فأخبرت رئيسة الجمعية أنها تريد أن تلتحق بهذا التدريب. بدأت كفى مع مشروع (مدد) الممول من الاتحاد الأوروبي والمبادرة النسوية الأورومتوسطية والمنفذ من مركز تطوير الأعمال، بدورة مهارات حياتية ساعدتها في اتباع الأسلوب الأمثل للتعامل مع العملاء وجعلتها أكثر ثقة بنفسها وبقدراتها. هذه الدورة كانت مدخلا إلى الالتحاق بدورة أخرى في التسويق، وكان لها الأثر الأكبر على إدارة مشروعها وتطويره. وبعد أن حصلت على قرض لتطوير المشروع بدأت بتسويقه على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى الصفحات الالكترونية للمشاريع السياحية، كما حدثت أساليب التغليف وأسست مكاناً فلكلورياً لاستقبال السياح يستطيعون فيه تناول وجبات الإفطار والغداء أو العشاء في مكان تراثي هادىء سمته (بيت المونة الريفي)». استفادت كفى كذلك من تدريب السباكة، إذ التحقت بدورة الصيانة المنزلية (السباكة)،وتعلل التحاقها بالدورة بالقول: عندما كان السباك يأتي لإصلاح الأدوات الصحية لا أسمح لإبني بالخروج من المنزل لأن رجلاً غريباً سوف يدخله، ما كان يزعج إبني كثيراً وأضطر أحياناً لتأجيل الموعد أكثر من مرة، وكان السباك إذا أتى لتغيير جلدة يكلفني ذلك مبلغاً كبيراً». أما الآن، وبعد أن أصبحت تقوم بأعمال السباكة وإصلاح الأدوات الصحية بنفسها وفرت الكثير من مصروفاتي». ولا يزال طموحها يكبر، تقول كفى: «أحلم بنجاح باهر لمشروعي من خلال التشبيك مع الشركات السياحية لاستقبال مجموعات سياحية مُجدولة تضمن دخل متواصل للمشروع، وأن أساعد في تشغيل نساء المنطقة». وهي بنت فرناً خارجياً على باب بيت المونة الريفي لتقوم إحدى نساء المنطقة بتحضير الخبز للسياح مع عرض طريقة الخَبز أمامهم، ولديها العديد من الوظائف الأخرى للسيدات، كما تحلم بأن تصبح قادرة على استقبال الحفلات والدورات التدريبية والاجتماعات الرسمية في مقر مشروعها. وتتمنى كفى أن تستطيع كل امرأة توفير حياة أفضل لأسرتها وهي تنصحهن بالعمل والاعتماد على أنفسهن في إيجاد الفرص المناسبة واغتنامها وإنشاء المشاريع الانتاجية المدرة للدخل. وهي تعلِم ابنتها دائماً الاعتماد على النفس، «فهي الآن تتقن تنسيق الزهور.. وأفكر بأن أفتح لها محل بيع أزهار طبيعية في عجلون لأنه لا يوجد لدينا واحداً في المحافظة، وأتركها تديره بعد تدريبها لتتعلم كيفية إدارة المشاريع والاستقلال المادي.