كتب الزميل : موفق كمال
كانت بيوتنا في شارع السعادة بمحافظة الزرقاء من طين،، وكانت مياه الأمطار تتسرب منها عندما تتساقط بغزارة،، ورائحة المطر الممزوج بالتراب نشتم عبق أريجها،، فنسارع لشراء الكاز واشعال صوبات الفوجيكا وعلاء الدين .
ثمة صاحب طنبر كان يتجول على بغله بين زواريب الزرقاء وازقتها وهو يحمل ناقوسا (جرس) يرن به ويصيح بأعلى صوته (كاز،،،كاز),, يتدافع سكان الحارات لشراء الكاز، ومشادات كلامية واتهامات للبائع، صاحب الطنبر (ابو شمس)تتهمه بالغش وخلط الكاز بالماء،
ابو شمس كان طويل القامة ونحيل،، يتجاوز طوله المترين،، ويضع قبعة من صوف على رأسه،، كما كان كثير الشتائم والسباب، لكن معظم سكان حارتنا يضطرون للشراء منه ويشتمونه بذات الوقت بسبب تنمره،، والسبب في ذلك أن ابو شمس كان كريما فيضيف قليلا من الكاز فوق البيعة، (تاريخيا لدينا مشكلة بالوقود).
في فصل الصيف كان أبو شمس يستبدل الطنبر بعربة خشبية يجرها نفس البغل لكن لبيع البطيخ ،، ثم توقف ابو شمس عن العمل وانقطعت أخباره، بعد أن نفق بغله بحادثة دهس مروعة