عجلون: 250 موقعا أثريا تحتاج إلى تأهيلها واستغلالها سياحيا
الغد – عامر خطاطبة
ما يزال العديد من المواقع الأثرية في محافظة عجلون، تنتظر ترميمها وتأهيلها أو استملاكها لاستثمارها سياحيا؛ كمواقع البدية والمقاطع الأثرية، وقابلة.
ويؤكد سكان المحافظة ضرورة رعاية وتأهيل مواقع أثرية تاريخية ودينية عدة، وحمايتها من جميع أشكال التعدي عليها، مؤكدين أن ذلك من شأنه الحفاظ على قيمتها الحضارية وإبرازها واستغلالها في التنمية السياحية التي تنتظرها عجلون.
وأشار المواطن خالد القضاة، إلى وجود مواقع أثرية بارزة عدة، تزيد على 250 موقعا أثريا في المحافظة يمكن تأهيلها واستغلالها للسياحة؛ كموقع البدية ومنطقة المقاطع الأثرية ومسجد لستب.
وبين أن مسجد لستب الأثري في محافظة عجلون إلى الشمال الغربي من تل مار الياس، يعد من أقدم مساجد المملكة، مطالبا بالاهتمام بالمسجد، وحمايته وتأهيل ساحته الخارجية، وتوفير حراسة له، لقيمته التاريخية والدينية والأثرية.
وقال محمد خطاطبة إن منطقة البدية بحاجة إلى اهتمام أكثر؛ إذ يمكن لهذه المدينة التي تضم عشرات الآبار والمنازل المهدمة، وذات الجغرافيا الجميلة استغلالها لأغراض تشجيع السياحة، واستصلاح جميع الآبار فيها في الحصاد المائي وتأهيل الطرق المؤدية إليها.
وطالب يوسف المومني، بإعلان منطقة المقاطع التي تعاقبت عليها عصور مختلفة محمية طبيعية وتراثية، ما يتطلب الاهتمام بها وإعادة تأهيلها وتوفير الحراسة لها، واستغلالها كموقع لجذب السياح.
وأكد أن الموقع غني بالآثار التي تعود للعصور الرومانية والبيزنطية والإسلامية، مشيرا إلى أن الفسيفساء الموجودة في الموقع تعد أقدم فسيفساء مؤرخة في الأردن، وتعود للعصر البيزنطي.
وطالب بتأهيل الكهوف في المنطقة، وتركيب لوحات إرشادية، وتشييك الموقع لحمايته، بحيث يصبح من المواقع السياحية التي تستقطب الزوار.
ومن جهته، أكد مدير آثار المحافظة محمد الشلبي، أن المديرية تولي جميع المواقع الأثرية والتاريخية، والتي تعود لحقب تاريخية مختلفة، اهتماما كبيرا ووفق إمكاناتها المتوفرة، بحيث تجري عمليات التنقيب والتأهيل وتوفير الحراسة للمواقع البارزة، مشيرا إلى وجود ما يزيد على 250 موقعا أثريا مسجلا، مثل الكهوف والخرب الصغيرة والقبور التي تدل على استيطان بشري، إلا أن غالبيتها غير بارز أو مستملك.
وقال إن الدائرة تأخذ على عاتقها المسؤولية الكبيرة لحماية المواقع الأثرية، وتنفيذ عمليات التنقيب والصيانة لها وإجراء الدراسات والأبحاث، مشيرا إلى التعاون مع جهات داعمة لحماية التراث الحضاري، وتسويق المواقع الأثرية ووضعها على الخريطة السياحية.
وكشف الشلبي أن مخصصات المديرية للعام الحالي تبلغ 200 ألف دينار، والعام المقبل ستبلغ 300 ألف دينار، موضحا أنها ستكون للصيانة والترميم للمواقع الأثرية والاستملاك وإنشاء مبنى حديث للمديرية، يشتمل على مستودع وصالة عرض للمقتنيات والصور والقطع الأثرية.
وأشار إلى أن موقع المقاطع الأثري ما يزال غير مستملك لدائرة الآثار، وهو من أراضي الدولة، في حين أن موقع البدية الأثري، والبالغة مساحته 80 دونما غير مؤهل حاليا للزيارة، إلا أنه مستملك، وخصص له حراسة للحد من التعديات على الموقع، وهو مدرج ضمن موازنة المجلس لإجراء عملية الصيانة والترميم والتأهيل، وتوفير مركز للزوار ومرافق خدمية وتحسين الطرق المؤدية له.
وأشار الشلبي إلى أن المديرية تسعى لاستملاك موقع “قابلة” الأثري في عرجان، ليصار إلى وضع حراس له لأنه يتعرض للنبش، مؤكدا أنه يتم حاليا متابعة تلك المواقع غير المستملكة من قبل موظفي المديرية، وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية لمنع التعديات عليها.
وأوضح أن أعمال الصيانة والترميم الجارية حاليا تتركز في موقعي قلعة عجلون ومار إلياس ومواقع أثرية مستملكة بمنطقتي الهاشمية والوهادنة، لافتا إلى أنه يجري حاليا فتح أجنحة جديدة في قلعة عجلون للزوار؛ كبرج المدخل الحصين، وشرفة مطلة على 4 قاعات من المستوى الثاني، إضافة إلى عمل دربزينات حديدية بطول 250 مترا، لضمان السلامة العامة.
وكشف أنه يعمل لدى المديرية زهاء 60 شخصا على حساب المشاريع، وهم من حملة المؤهلات العلمية والمهندسين، لافتا إلى وجود 7 حراس موزعين على 4 مواقع أثرية بارزة ومستملكة لدائرة الآثار.