ينصح خبراء التغذية وفق ما نشرته دراسات معنية بالصحة النفسية، بمجموعة من الاستراتيجيات الغذائية لتحسين مزاج الشخص، وإبعاده عن الاكتئاب.
ويعزو بعض الخبراء حدة المزاج والشعور بالاكتئاب لما يتناوله الشخص على مدار اليوم، وتؤكد الدراسات أن الخيارات الغذائية تؤثر بشكل مباشر على كيمياء الجسم، التي تؤثر بدورها على عناصر أخرى مثل مستوى السكر في الدم ومستويات الكيماويات المسؤولة عن الحالة المزاجية في المخ، وكلاهما يقود في النهاية إلى التأثير على الحالة الشعورية العامة.
وبحسب ما نشرت الدراسات فإن خبراء حددوا خمس استراتيجيات غذائية ينصحون بها لتحسين مزاج الشخص، وهي:
وجبة فطور مناسبة
نقلت مواقع مهتمة بالصحة عن خبيرة الطعام والحالة المزاجية، إليزابيث سومر، أن “هناك حقيقة علمية تشير إلى أن ما اخترته من طعام في وجبة إفطارك، يمكنه أن يؤثر على حالتك المزاجية لباقي اليوم”.
وقالت سومر مؤلفة كتاب “Eat Your Way to Happiness”، إن الكربوهيدرات المكررة مثل معجنات الإفطار ترفع نسبة السكر في الدم، ثم بعد بضع ساعات تنخفض فجأة، ما يصيب الشخص بالاكتئاب، ويجعله سريع الانفعال وغريب الأطوار
أما البروتين سواء على هيئة حليب أو زبادي أو بيض أو زبدة الفول السوداني، وأنواع الحبوب الكاملة التي تمد الدماغ بالجلوكوز، والفاكهة، فهذه المكونات تساعد على استقرار نسبة السكر بالدم لمزاج أفضل.
علاقة “أوميغا 3” بمزاج الإنسان
وتشير دراسات إلى وجود تحسن بنسبة 50% عندما تضاف دهون أوميغا 3 إلى النظام الغذائي. وبحسب الجمعية الأميركية للطب النفسي، فإن الأطباء يصنفون “أوميغا 3” مع الأدوية الأخرى، أيا كان نوعها عند معالجة أمراض الحالة المزاجية.
وأوضحت الجمعية أن ذلك يعود لسبب بسيط هو أن أدمغتنا تحتوي على نسبة 60 في المئة من الدهون، وكلما زادت مرونة هذه الدهون، قلت احتمالات التعرض لأمراض تقلب المزاج، ودهون أوميغا 3 غير المشبعة هي أفضل مثال لهذه المرونة.
حافظ على فيتامينات B
ونشر باحثون في مشروع “شيكاغو للصحة والشيخوخة” تقريرا بحث وجود علاقة بين المستويات المرتفعة من فيتامينات B6 و12B في النظام الغذائي وبين انخفاض فرص الإصابة بالاكتئاب الشائع بين كبار السن.
يمكن تفسير ذلك بأن الانخفاض في تلك الفيتامينات، وكذلك في فيتامين 9 وحمض الفوليك، يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات الحمض الأميني، المرتبط بالاكتئاب.
حاول الابتعاد عن السكريات
يعتبر الخبراء في التغذية أن الأطعمة السكرية والمُكررة توجه “ضربة ثلاثية إلى الحالة المزاجية”.
وعادة ما تكون الحلوى والرقائق والحلويات المُكررة خالية من العناصر الغذائية التي تحافظ على الدماغ بصحة جيدة.
ويعتقد الخبراء بأن هناك مشكلة تكمن في تأثير هذه الأطعمة بشكل مباشر على المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ، التي تؤثر على المزاج، مثل مادة الدوبامين الناقلة للحركة العصبية.
تناول الأطعمة الكاملة والأنظمة الغذائية التقليدية
من جهتها، أوضحت أخصائية التغذية آني كاي، أن ثمة تكلفة غذائية ضخمة لتناول الأغذية الجاهزة وقت الإفطار، إذ إن هذه الأطعمة تحتوي على عدد أقل من المواد الغذائية التي تؤثر في المزاج، بالإضافة إلى المواد الحافظة والألوان الاصطناعية، وغيرها من المكونات “غير الغذائية” التي يمكن أن تسبب الضرر.
وأضافت أنه “يمكنك أن تفكر في هذه المكونات على أنها تُثير التوتر؛ لأن الجسم في الأساس لا يتعرف عليها على أنها أطعمة”.
ويسبب الاعتماد على الأغذية المصنعة ضررا على الحالة المزاجية والصحة بشكل عام، أما الأطعمة التي تمنحها الطبيعة الأم، فهي تؤدي بالشخص إلى حالة مزاجية وصحة جيدة.