أكد عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ولقاحات كورونا ومستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي ان 69% من زيارات المرضى لأقسام الطوارئ بالمملكة كانت بسبب الفيروسات التنفسية خلال الأربعة أسابيع الماضية.
واشار بلعاوي الى انه وفق دراسة استقصائية أجريت خلال الأربع أسابيع الماضية، تبين ان 69% من زيارات المرضى لأقسام الطوارئ كانت بسبب الفيروسات التنفسية، سواء فيروس كورونا أو الراينو فيروس أو التنفسي المخلوي وغيرها، والتي سببت التهابات بالجهاز التنفسي لدى المصابين، بحسب الرأي.
ويرى ان اختفاء الحديث عن إصابات الفيروسات التنفسية لدينا، مثل كورونا او التنفسي المخلوي، ليس لأنها غير موجودة ولا إصابات بها، لكن لعدم وجود دراسات استقصائية أو أبحاث لعدد الحالات المصابة، أو نسبها للزكام والرشح وغيرها، واقتصرت فقط على الباحثين الذين يتقصون ويستخلصون النتائج، من أجل معرفة الفيروسات الموجودة وإدخالات الطوارئ.
ولفت الى ان الفيروسات التنفسية لا يمكن ان تندثر، فمن الممكن ان تندثر سلالة ما، لكن يخرج منها سلالات أخرى مدمجة، تستطيع أن تصيب الإنسان كل عام، ولذلك ما زلنا نؤكد أهمية تلقي الأشخاص للقاحات الموجودة سواء كورونا أو الإنفلونزا، لاسيما للفئات ذات الاختطار العالي.
وفيما يتعلق بحقيقة إمكانية اختفاء الفيروسات التنفسية، أوضح انه لا يمكن الجزم أبدا بأن أي فيروس قد انتهى، لأن هذا اعتقاد مضلل، فالفيروسات موجودة في أماكن كثيرة، كما انه لا يمكن إنكار احتمالية وجود الفيروسات المصنعة، فهناك دراسات كثيرة أهمها التي أجريت في عام 2017، حيث استطاع علماء كنديون ان يركبوا فيروس جدري الخيل، القريب الصلة من الجدري الذي يصيب الإنسان، فهذه النظرية ايضا موجودة، ويمكن تخلق وتصنع وتركب هذه الفيروسات، إذا توفرت سجلات الشفرة الوراثية لها.
وتابع: هذا لا يعني أن جهود مكافحة هذه الأمراض المعدية لا طائل منها، على العكس يجب التركيز على الحد من مسببات المرض للإنسان، للقضاء عليها عن طريق التوعية والأدوية وتصنيع اللقاحات، للتقليل أو الانتهاء منها، معتبرا ان الجائحة ستكون دافعا لهذه الثورة العلمية وللمستثمرين والدول الغنية لضخ الأموال بالأبحاث والدراسات.
وبين بلعاوي انه بالنظر الى التسلسل التاريخي لعدد من الفيروسات التي شهدها العالم، فإن بعضها اختفى، لكن ليس لأنها غير موجودة، فهي قد تكون مختبئة بين الحيوانات او الحيوانات الوسيطة، او لعدم وجود تقصي او رصد لها، أو بفضل وجود لقاحات لها، إلا ان هناك ارتفاعات بالحالات تكون بين الفترة والأخرى.
ورأى ان الجدري والطاعون البقري والسارس مثلا، تمكن العالم من التعامل معها والانتصار عليها بفضل التطعيم، ومن المتوقع ان يتم القضاء على شلل الأطفال بفضل اللقاحات، إذ انخفضت بنسبة 99% منذ الثمانينات، وربما تشير الإحصاءات الى ان الحصبة ايضا سيتم الانتهاء منها.
وبخصوص الفيروسات التي تسبب الحمى النزفية، وهي من عائلة الفيروسات الخيطية، مثل ايبولا وفيروس ماربورغ، فالأخبار تشير مؤخرا الى تسببها بوفيات.
وأولت السلطات الصحية ومنظمة الصحة العالمية مؤخرا فيروس ايبولا الاهتمام، حيث أكدت على التركيز على الفيروسات الموجودة بإفريقيا، وحثت الجهود على الرصد والتتبع، تجنبا لتحولها لفاشيات، فبدأت ترصد المبالغ المالية لتصنيع اللقاحات.
أما موضوع فيروس الإنفلونزا، لفت بلعاوي الى ان الاعتقاد كان ان الإنفلونزا الإسبانية التي ظهرت في عام 1918، هي نفسها التي تصيب الإنسان الان، لكن الدراسات أثبتت ان ذلك غير صحيح، فبعض الترتيبات الجينومية تتشابه بها، لكن الفيروس حاليا مختلف تماما، لكنه يتجدد ويسبب العدوى، ولذلك لقاحاته تتجدد أيضا.