تلقى التيار الاسلامي ضربة موجعة في النقابات المهنية حين خسرت القائمة «البيضاء» القلعة الاهم في النقابات المهنية «المهندسين»، التي سيطرت عليها لمدة 27 عاما، لصالح قائمة «نمو» التي فازت بمقاعد النقيب ونائبه واعضاء المجلس لتنهي حقبة المهندسين «البيضاء».
قائمة نمو حققت انجازا غير مسبوق في نقابة المهندسين بعد أن انهت احتكار القائمة البيضاء لمقاعد النقابة وبثت دماء جديدة في مجلسها عقب معركة انتخابية كانت الاسخن منذ عقود استطاع من خلالها المهندس احمد سمارة دخول النقابة من بوابة «التغيير».
ويبدو أن مزاج الهيئات العامة في النقابات تغير، وتغيرت معه الارادة التي عكستها نتائج الانتخابات خاصة في نقابتي المهندسين والممرضين، لتظهر تغيرا جذريا في طريقة تفاعل الهيئات العامة التي انتقلت من مرحلة المناصرة الصامتة الى مرحلة التضامن والمشاركة، وقررت التوجه لصناديق الاقتراع باعتبارها الطريق الاقصر نحو «التجديد».
وفي حين لم يكن المراقبون يتوقعون خسارة القائمة البيضاء في المهندسين تحديدا التي تتحكم في كل مفاصلها منذ حوالي 3 عقود، أظهرت النتائج حماسا منقطع النظير لدى عموم المهندسين وبخاصة من جيل الشباب للتغيير والدخول في مرحلة جديدة تستوعب المتغيرات وتضخ بأفكار خلاقة تتناسب وتطورات العصر والمهنة.
ازاح تمدد ونمو قائمة «نمو»، القائمة البيضاء عن المشهد النقابي في المهندسين وكشفت النتائج عن جيل جديد لم يعد يقبل بدور المشاهد من مقاعد المدرجات.
ويبدو أن هذا الجيل لم يعد معنيا بتسييس العمل النقابي أو توظيفه لصالح ‹الأيديولوجيا› الحزبية الذي لم يقدم العمل المهني أخيراً الى وضع افضل على المستوى العلمي و الممارسة المهنية، بل أن المكاسب المهنية اصبحت تسير الى الخلف في خط مستقيم وخطوات متسارعة.
وتحولت النقابات من ساحات للعمل المهني الى ساحات يتصارع فيها الفكر الايديولوجي الذي زاحم العمل المهني واستطاع أن يسمو عليه في كثير من الاحيان لتصبح المهنية في ذيل الاولويات وهو ما لم يعد يلقى قبولا عن اجيال الشباب الذي يسعى الى مستقبل افضل لا الى ايديولوجيا أو استقطابات حزبية.
اخيرا، وخلال مرحلة ما قبل الدعاية الانتخابية تحولت النقابات وخاصة المهندسين الى ساحة من المزايدة حول قضايا وطنية وعروبية وإسلامية وتحولت النشاطات المهنية الى مؤتمرات وفعاليات ومهرجانات خطابية تتناول الشؤون السياسية العربية وتنتصر لقضايا فيما اعداد المهندسين الضخمة ما تزال تبحث عن وظيفة.
في الانتخابات الاخيرة لم يفز تيار ولم يخسر آخر، بل أن عموم المهندسين قالوا كلمتهم في صناديق الاقتراع وصوتوا لصالح نقابتهم ومهننتها والعودة بها الى ساحة العمل الهندسي وتحسين أوضاع المنتسبين بعيدا عن القضايا العربية التي من المفترض أن تنشغل بها الاحزاب السياسية.
وانتهت انتخابات المهندسين يوم الجمعة بفوز المهندس احمد سمارة الزعبي بمركز نقيب المهندسين بحصوله على 7933 صوتا، بينما فاز بمركز نائب النقيب المهندس فوزي مسعد بمجموع اصوات بلغ 7717 في انتخابات مجلس نقابة المهندسين بدورتها الثامنة والعشرين للاعوام 2018-2021.
وفاز بعضوية مجلس النقابة عن شعبة الهندسة المدنية كل من د.بشار الطراونة بعدد أصوات بلغ 8105 و المهندس سري زعيتر بعدد أصوات بلغ 6991، بينما فاز المهندس احمد صيام بمجموع اصوات بلغ 7637 عن شعبة الهندسة المعمارية، كما فاز عن شعبة الهندسة الميكانيكية المهندس رائد الشربجي حيث حصد 7759صوتا، وفاز عن شعبة الهندسة الكهربائية كل من المهندس عبد الباسط صالح بجموع اصوات 6757، و د.مالك العمايرة بمجموع اصوات 7577، كما فاز المهندس سمير الشيخ بمجموع اصوات بلغ 7451عن هندسة المناجم والتعدين والمهندس محمد المحاميد بمجموع اصوات 7695 عن شعبة الهندسة الكيميائية.
الراي